الإثنين 28 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الساعة الكونية نصر علمي وحضاري للمسلمين

الساعة الكونية نصر علمي وحضاري للمسلمين
24 نوفمبر 2005
الجزائر ـ حسين محمد:
اختراع علمي بإمكانه قلب المعطيات المتعلقة بالوقت والزمن الذي تعارفت عليه البشرية منذ قرون رأسا على عقب إذا وجد من يأخذ بيده ويمكن له في الأرض بعد طول تهميش· هذا الاختراع أبصر النور لأول مرة في ،1998 ولكنه لم يحظ بأي تشجيع رسمي على الرغم من مساعي صاحبه المتواصلة لدى أكثر من جهة رسمية بالجزائر، وظل التردد وعدم الاقتناع سيد الموقف لسنوات، لكن الانجليز أنصفوه منذ أول فرصة اطلعوا فيها على تفاصيله ومنحوه الجائزة الأولى من بين 300 مشارك عالمي بمعرض أقيم في نوفمبر الجاري بلندن، مما يعني أنه اختراع جدي وواعد ولا مجال للتشكيك فيه بعد الآن بعد أن حاولت أطراف ذلك طوال السنوات الماضية· 'الاتحاد' زارت صاحب الاختراع لوط بوناطيرو، وهو دكتور في علم الفضاء وباحث مهتم بالتقنيات الفضائية وعلم الفلك والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، ببيته في 'بوفاريك' (30 كلم غرب الجزائر العاصمة) واطلعت على تفاصيل الاختراع·
في سنة ،1992 بدأ الدكتور لوط بوناطيرو، أبحاثه ومساعيه لتقديم بديل للتوقيت الغربي الحالي الذي فرضه على العالم كافة، بعد أن لاحظ عدة نقاط خلل تجعله بكل بساطة غير صحيح؛ عقارب الساعة الغربية تسير من اليسار إلى اليمين عكس حركة الشمس والكواكب والنجوم والدورة الدموية للإنسان وحركة الأعاصير وغيرها من الظواهر الطبيعية التي تسير من اليمين إلى اليسار وليس العكس، فلماذا يخالف الغرب الطبيعة الكونية والبشرية ونتبعه نحن دون هدي؟
ولاحظ بوناطيرو أيضا أن عدد أيام السنة الشمسية غير صحيح بدليل أن العالم مضطر إلى إضافة يوم إلى السنة كل أربع سنوات (29 فبراير) كما يضيف يوما إلى السنة كل أربعة قرون وينقص منها يوما كل 3333 عاما، وهذا ما رآه غير معقول و'توقيتا ترقيعيا' لا يستند إلى أي أساس علمي· ولاحظ أيضا أن عدد أيام الأسبوع وأيام السنة الغربية لا تقبل القسمة على عدد ستة؛ خلافا لكل الوحدات الزمنية الأخرى (الدقيقة، الساعة، اليوم، السنة القمرية، نصف قرن، قرن، ألفية···) مما يعني أن العدد المتعارف عليه لأيام السنة والأسبوع الحالية غير صحيح، والأصح هو ستة أيام في الأسبوع يوافق خلق السماوات والأرض في ستة أيام، و354 يوما في السنة بدل ·365
وانطلاقا مما سبق وغيره من الملاحظات المتعلقة بمخالفة التقويم الزمني الحالي للسنن الكونية والبيئية والدورة البيولوجية للإنسان، سعى الباحث لوط بوناطيرو إلى تقديم البديل، وبعد ست سنوات من التفكير والبحث، اهتدى إلى اختراع 'الساعة الكونية' في 1998 ·
دوران العقارب
وكانت النسخة الأولى للساعة مبسطة كأي اختراع جديد يتوصل إليه باحث، إذ اكتفى بوناطيرو بتصحيح أهم نقاط الخلل في الساعة الحالية، فأصبحت عقاربها تدور من اليمين إلى اليسار؛ العقرب الكبير يشير إلى الدقائق والصغير يشير إلى الساعات، وقد وضع في طرفه رسم للشمس؛ تتبع الشمس الحقيقية في دورتها منذ السادسة صباحا إلى السادسة مساءً· وقسمها إلى 24 ساعة بدل 12 مكررة، وترك بوناطيرو الإشارة إلى توقيت جرينتش في أسفل ساعته لتعذر قطع الصلة دفعة واحدة، ودون تمهيد، بما تعارف عليه الناس· وتعمل 'الساعة الكونية' بثلاث لغات؛ العربية والانجليزية والفرنسية·
وبعدها، بدأ الباحث يطور اختراعه، فأنتج منه جيلا ثانيا أبقى فيه المعطيات السابقة وأضاف إليها التوقيت الشمسي لكل بلد، وطول الليل والنهار والشفق الأحمر وما قبل شروق الشمس· وفي الجيل الثالث للساعة الكونية، أدخل المخترع 'الأذان العالمي' لأوقات الصلاة لكل بلد وكذا تحديد بداية أهلة الشهور القمرية بحسب خط مكة - المدينة· وفي الجيل الرابع للساعة، أضاف بوناطيرو نظام الأبراج وأوجه القمر المختلفة إلى الساعة (هلال، بدر، هلال) وقال الباحث إن هذا الاختراع يساعد الفلاحين على زراعة بذورهم في الأوقات المناسبة بالاعتماد على معرفة مواقع الشمس والقمر في الأبراج مما يرفع الإنتاج الفلاحي دون استعمال الأسمدة، أما الجيل الخامس لاختراعه فيعتمد تشغيل الساعة الكونية بإدخال 'نظام التموقع الشامل' الذي تضبط فيه الساعة موقع المسافر إلى أي بلد عن طريق القمر الصناعي، فتتغير المعطيات الخاصة بتوقيت البلد آليا، كما يمكن تغييرها يدويا·
ولم يجسد المشروع بعد على شكل 'ساعة كونية' أخرى تحمل هذه الخصائص، لكن الباحث توصل إلى كل تفاصيله وسيجسده في الأشهر المقبلة· وبالإمكان أيضا إدخال معطياتها في الهاتف المحمول بالاتفاق مع شركاته بالجزائر، ليصبح بإمكان الجزائريين سماع الأذان منها في أوقات الصلاة·
فوائد للمسلمين ولغيرهم
يقول بوناطيرو عن اختراعه إنه يحمل فائدتين على الأقل للمسلمين وهما تحديد أوقات الصلاة بدقة في أي بلد بالعالم، وتحديد بداية هلال كل شهر جديد بحسب توقيت خط مكة ـ المدينة· ونبه إلى أن الهجرة النبوية كانت حدثا زمانيا بتحديدها بداية التاريخ الإسلامي، ولكنها أيضا حدث مكاني لم يتفطن إليه المسلمون؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم مر من مكة إلى قباء قرب المدينة على خط 40 درجة، وهذا الخط جغرافي حقيقي، وهو الأصح من خط جرينيتش الوهمي الذي وضعه الغرب جزافا لتقسيم الساعات بين البلدان وتحديد مواقعها· ويمر خط 40 درجة أيضا بالقطبين الشمالي والجنوبي، مما يعني أنه يجب اعتماد توقيت عالمي انطلاقا من الخط 40 المار بقلب الكون، فقد ثبت علميا أن مكة هي قلب الكرة الأرضية: 'هذا الخط هو مركز الكون ومركز الزمن الحقيقي، هذا سر كوني وليس اقتراحيا، وحتى الملتقيات الإسلامية الرامية إلى إنهاء معضلة الاختلاف حول تحديد بداية الشهور القمرية تقترح إنشاء مرصد إسلامي لرصد الأهلة انطلاقا من مكة المكرمة وهي محقة في ذلك تماما، فخط مكة المدينة هو الذي يتحكم في الزمن'· ويضيف بوناطيرو: 'المسلمون هم الرواد في احتساب الوقت والأزمان، لقد اخترعوا الإسطرلاب الذي طوره الغرب إلى ساعة، ووضعوا (علم الميقات)، وهم الذين سيضعون التوقيت الصحيح والدقيق للقرية الكونية المنشودة دون زيادة أو إنقاص الساعات'·
الانجليز اقتنعوا
وعن الفوائد التي تحملها الساعة الكونية للعالم، يقول بوناطيرو إن اختراعه مشروع حضاري ضخم يستجيب لمتطلبات العولمة والقرية الكونية التي بات العالم أجمع يتحدث عنها ويعقد ندوات أممية للمعلومات لمناقشة آليات تجسيدها· وهو يدعو إلى ضرورة تبني التوقيت القمري لإعادة ترتيب بيت الزمن على أساس صحيح، ويؤكد أنه هو التوقيت الطبيعي الذي وضعه الخالق ولا تجد فيه من تفاوت بعكس التوقيت الغربي الذي يعاني اختلالات كثيرة سبقت الإشارة إليها·
ويدعو بوناطيرو العالم إلى اعتماد السنة القمرية (354 يوما) وتقليص أيام الأسبوع إلى ستة، فتكون لدينا خمس جمعات بدل أربعة، ويكون لدينا خمسة أسابيع ثابتة فلا يكون هناك فائض يومين أو ثلاثة بعد أربعة أسابيع كما هو سائد حاليا، فتقل الفوضى وتضبط الحسابات وتكون المردودية الإنتاجية أفضل ويزدهر الاقتصاد العالمي أكثر·
ولتوضيح هذه الفكرة، يقول الباحث: 'قلت للانجليز إن تقليص ساعات العمل إلى 35 ساعة أسبوعيا وتقليص أيام الأسبوع إلى ستة، تنهي الشهر دون فائض في الأيام فنتجنب الخسارة في العمل وترتفع المردودية باعتبار أن المعادلة الاقتصادية تنص على أن الاقتصاد يساوي الإنتاج تقسيم الزمن، وأقنعتهم بأن الساعة الكونية تضع حدا للخلل الحاصل في توقيتي الصيف والشتاء حيث تضطر بعض البلدان إلى تقديم ساعة أو تأخيرها كل مرة، مما يسبب اضطرابا للدورة البيولوجية للإنسان الذي ألف عادات معينة في أوقات محددة كالغداء على الثانية عشرة ثم على الحادية عشرة أو الواحدة طبقا لتغيير الساعات وكذا النوم والاستيقاظ في ساعات متغيرة، فتختل الدورة وتضطرب حركة الإنتاج، بينما تغنيهم الساعة الكونية عن ذلك باعتبار أن عقاربها تبطئ في الصيف وتسرع في الشتاء بحسب طول النهار وقصره وتحافظ على التوقيت الصحيح للعادات فتضبط الدورة البيولوجية آليا، وقد اقتنعوا تماما باختراعي'· ويقترح المخترع أيضا الشروع في العمل بعد الفجر مباشرة إلى غاية الظهر، ويمكن أن يكون هناك فريق عمل ثان بين الظهر والمغرب· وأضاف إن الحل الوحيد للأزمة الاقتصادية في العالم حاليا هو إعادة تقسيم الزمن وتقليص ساعات العمل وتغيير أوقاته لرفع الإنتاجية·وكان الباحث بوناطيرو قد شارك في معرض جمع 1500 اختراع عالمي في أبريل الماضي بسويسرا، وهناك لفتت الساعة الكونية انتباه الانجليز حينما كان يلقي عنها عرضا للزوار، فاقتربوا منه ودعوه إلى المشاركة في معرض آخر ينظم بلندن في نوفمبر2005 ، وكان العربي والمسلم الوحيد الذي شارك في المعرض من بين أحسن 300 اختراع عالمي وقع عليها الاختيار، وهذا بعد أن غاب عنه مخترع مغربي دعي للمشاركة·
وفي لندن قدم الدكتور بوناطيرو ساعته للعالم مجددا، ودرسته لجنة تضم أساتذة عالميين وقررت منحه الجائزة الأولى وتتضمن مبلغا ماليا وميدالية ذهبية وشهادة، علما بأن الشركة المنظمة للمعرض تجمع كل الجمعيات العالمية المهتمة بالاختراعات الجديدة·
تجسيد المشروع
وإزاء هذا النصر العلمي والحضاري الكبير لهذا الاختراع الإسلامي، لم يبق سوى تجسيد المشروع في الميدان وبداية التمكين له في الأرض· وبداهة أنه يجب أن ينطلق من الجزائر التي ينتمي إليها هذا المخترع، وإذا كان المسؤولون قد لزموا الصمت تجاه هذا الاختراع طوال سبع سنوات عجاف على المخترع، فقد آن الآوان الآن لإعادة المياه إلى مجاريها بعد هذا الانجاز الذي اعترف به الانجليز، فهو مفخرة للبلد ولكل العرب والمسلمين بكل المقاييس، ويجب أن يجد الباحث كل التشجيع لانجاز مشروعه وإدخاله إلى الساحات والمرافق العمومية ثم تصنيع نماذج مصغرة منه على شكل ساعات يد وتسويقها للراغبين باقتنائها· ويبحث بوناطيرو عمن يتبنى مشروعه ويضمن له التجسيد والتمويل ليجد طريقه إلى كل ميادين الحياة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض