تونس (وكالات)
أجرى أمس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي مع رئيس البرلمان محادثة هاتفية بعد يوم واحد من مغادرته المستشفى العسكري، إثر أزمة «صحية حادة» ألمت به يوم الخميس الماضي، وأثارت أنباء متضاربة بشأن وضعه الصحي. وقال متحدث باسم البرلمان للصحفيين إن السبسي أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس البرلمان محمد الناصر أثناء اجتماعه برؤساء الكتل البرلمانية أمس دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
وكان السبسي (92 عاماً) غادر أمس المستشفى العسكري إثر أزمة صحية الخميس الماضي، وأثار ذلك أسئلة حول احتمال حصول شغور في المنصب. وكان رئيس البرلمان نفى يوم الجمعة الماضي وجود حالة شغور، مشيراً إلى تحسن صحة الرئيس، كما أعلنت الرئاسة بأنه تحدث أيضاً مع وزير الدفاع حول الأوضاع في البلاد في نفس اليوم. ولم تتضح بصورة كاملة حتى يوم أمس أسباب الأزمة الصحية للرئيس، وما إذا كان السبسي يحتاج إلى فترة نقاهة أطول لممارسة كامل صلاحياته. وتستعد تونس لتنظيم انتخابات هذا العام، ويتعين على الرئيس إصدار الأمر الرئاسي لدعوة الناخبين قبل يوم السادس من الشهر الجاري. ويسعى أعضاء البرلمان التونسي إلى تنحية خلافاتهم من أجل التوصل إلى انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية المعطلة منذ سنوات، وذلك في أعقاب المتاعب الصحية التي تعرض لها السبسي. وتفتقد تونس إلى محكمة دستورية تأخر وضعها منذ صدور دستور جديد للبلاد عام 2014 والذي ينص على تأسيسها خلال عام من تنظيم الانتخابات التشريعية في نفس تلك السنة. وتتكون المحكمة الدستورية من 12 عضواً ينتخب البرلمان ثلثهم، ويعين الرئيس الثلث، فيما ينتخب المجلس الأعلى للقضاء الثلث المتبقي من بين أعضائه. وتوصل البرلمان إلى انتخاب عضو واحد فقط من بين الأربعة فيما فشل بقية المرشحين في الحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة في أكثر من دورة انتخابية لغياب التوافق بشأنهم. وناقش اجتماع لرؤساء الكتل البرلمانية أمس إمكانية التوصل إلى توافقات جديدة قبل تحديد جلسة عامة من أجل إعادة التصويت. وقال رئيس البرلمان محمد الناصر في كلمة في الجلسة العامة «أكدنا أن مهمتنا كمجلس في آخر مدتنا النيابية هي تركيز الهيئات الدستورية، لدينا الآن هيئة مكافحة الفساد والمحكمة الدستورية».