هدى جاسم، ووكالات (بغداد)
أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، أن الغارة الجوية الأميركية على بغداد التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني كانت تهدف إلى تعطيل «هجوم وشيك» يعرض حياة أميركيين للخطر في الشرق الأوسط، مضيفاً: «إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بعدم التصعيد مع إيران لكنها ستدافع عن نفسها».
وقُتل مع سليماني في الهجوم الذي أمر به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، 8 مرافقين آخرين، بينهم القيادي في قوات الحشد الشعبي العراقية أبومهدي المهندس، وهو مستشار لسليماني.وتابع بومبيو: «إن الولايات المتحدة عززت أمن أصولها في المنطقة وعلى أهبة الاستعداد لأي رد فعل انتقامي، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية».
وقال: «إن تقييماً على أساس معلومات المخابرات كان الدافع المحرك وراء القرار الأميركي باستهداف سليماني».
وقال بومبيو لشبكة سي إن إن: «كان سليماني يتآمر بنشاط في المنطقة للقيام بأعمال، ومنها عمل كبير، من شأنه أن يعرض أرواح عشرات إن لم يكن مئات الأميركيين للخطر، ونعلم أن هذا كان وشيكاً».
وأضاف بومبيو: «كانت هذه تهديدات قائمة في المنطقة، وكانت الليلة الماضية هي التوقيت الملائم الذي كنا بحاجة إليه لتنفيذ ضربة تضمن تعطيل الهجوم الوشيك». لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل التهديد.
وهددت إيران بالانتقام بعد الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة أثناء الليل خارج مطار بغداد.
وأجرى بومبيو اتصالاً هاتفياً بنظيره الألماني هايكو ماس، تناول خلاله الغارة التي نفذتها القوات الأميركية في بغداد.
وقالت مورجان أورتاجوس، المتحدثة باسم بومبيو، أمس، إن وزير الخارجية الأميركي قال في الاتصال: «إن الغارة كانت عملاً من أعمال الدفاع عن النفس بسبب التهديدات المباشرة لحياة مواطنين أميركيين».
وأضافت أورتاجوس أن بومبيو وجّه الشكر إلى نظيره الألماني لموقف بلاده الأخير الذي أعربت فيه عن قلقها إزاء الاستفزازات العسكرية المستمرة من قبل النظام الإيراني. وذكرت الخارجية الأميركية أن واشنطن لا تزال تعول على التهدئة.
وبحسب تصريحات أورتاجوس، أجرى بومبيو اتصالات هاتفية بنظيره البريطاني دومينيك راب والصيني يانج جي تشي.
«حرب الظل»
ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة: «إن إيران لم تكسب حرباً أبداً، ولكنها لم تخسر مفاوضات».
وقال ترامب إن سليماني، كان يجب أن يُقتل «قبل سنوات عدة».
وجاء في تغريدة للرئيس الأميركي أن «قاسم سليماني قتل أو أصاب آلاف الأميركيين بجروح بالغة على فترة طويلة، وكان يخطط لقتل عدد أكبر بكثير، لكنه سقط!».
وقالت الخارجية السويسرية: «إن مبعوثها في طهران أحيط علماً بالموقف الإيراني من اغتيال سليماني وسلم في المقابل رسالة من الولايات المتحدة».
وأوضحت الوزارة أن أحد دبلوماسييها سلم رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران بشأن مقتل سليماني، مضيفة: «تم إبلاغ القائم بالأعمال بموقف إيران وفي المقابل سلم رسالة من الولايات المتحدة».
وتمثل سويسرا المصالح الأميركية في إيران، وهو ما يتيح وجود قناة تواصل دبلوماسية بين البلدين. ونددت إيران بمقتل سليماني، وتعهدت بالرّد. وجاءت ردود أفعال حركة «حماس» ومليشيات «حزب الله» و«الحوثيين» وتركيا مع الموقف الإيراني. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) وإيران أن الولايات المتحدة قتلت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في ضربة جوية، أمس، على مطار بغداد.
وتخوض إيران والولايات المتحدة مواجهة، تصاعدت بشكل حاد الأسبوع الماضي بهجوم على السفارة الأميركية في العراق، نفذه أفراد فصائل موالية لطهران في أعقاب غارة جوية أميركية على فصيل «كتائب حزب الله» الذي أسسه المهندس.
وقالت البنتاجون في بيان: «بتوجيه من الرئيس، نفذ الجيش الأميركي تحركاً دفاعياً حاسماً لحماية الجنود الأميركيين في الخارج بقتل قاسم سليماني».
طائرة مسيّرة
وذكر مسؤولون أميركيون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن سليماني قتل في ضربة بطائرة مسيّرة، بينما قال الحرس الثوري إنه قتل في هجوم بطائرات هليكوبتر أميركية. وأظهرت صور حطاماً مشتعلاً على طريق قرب المطار.
وارتفعت أسعار النفط ثلاثة دولارات بعد الأنباء.
وكانت الفصائل العراقية قد ذكرت في وقت سابق أن ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد الدولي.
وسقطت الصواريخ قرب صالة الشحن الجوي، وأدت إلى احتراق مركبتين وإصابة عدد من المواطنين.
وقال القيادي المحلي أبو منذر الحسيني: «إن سليماني والمهندس كانا في مركبة أصابها صاروخان بينما كانا في طريقهما للخروج من المطار من صالة الوصول»، مضيفاً: «إن المركبة الثانية التي كانت تقل حراساً من الحشد الشعبي أصابها صاروخ واحد».
وقال حسيني: «إن الأميركيين كانت لديهم معلومات مفصلة عن تحركات القافلة».
ونجا سليماني من عدة محاولات لاغتياله من وكالات مخابرات غربية وعربية على مدى العقدين المنصرمين.
وأبلغ السفير الإيراني في العراق التلفزيون الرسمي بأن جثمان سليماني سينقل إلى إيران.
وفي غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء بلومبيرج، أن الولايات المتحدة بصدد إرسال ثلاثة ألاف فرد من الجيش الأميركى إلى الشرق الأوسط.
ويذكر أن الإعلان عن الخطط الأميركية لإرسال قوات إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط، يعود إلى أوائل الشهر الماضي، أي قبل مقتل سليماني.
مطار بغداد يعود للعمل
أفاد مصدر أمني، أمس، بعودة مطار بغداد الدولي إلى العمل بعد ساعات من إغلاقه نتيجة القصف ليلة أمس.
وكان مصدر أمني قد أعلن في وقت سابق أمس بأن ثلاثة صواريخ سقطت في محيط مطار بغداد الدولي، أدت إلى مقتل نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة أميركية.
إيران تعيّن نائب سليماني خلفاً له
عين المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، إسماعيل قآني قائداً جديداً لفيلق القدس خلفاً لقاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية.
وقال المرشد: «إن برنامج عمل تلك القوّة هو نفس البرنامج الذي كان في فترة قيادة سليماني».
وكان قآني حتى الآن نائباً لقائد فيلق القدس المكلف العمليات الخارجية لإيران.
ترشيح العامري لمنصب نائب رئيس «هيئة الحشد»
أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية عبد الكريم خلف، أمس، ترشيح رئيس تحالف الفتح هادي العامري لمنصب نائب رئيس هيئة الحشد، حسب ما أفادت قناة «السومرية».
ولقي نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، حتفه مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وآخرين في غارة أميركية ببغداد.
وفي وقت سابق اليوم، دعا العامري «القوى الوطنية لتوحيد الصفوف من أجل إخراج القوات الأجنبية من العراق».
وناشد العامري القوات المسلحة والأجهزة الأمنية جيشاً وشرطة ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي بأخذ الحيطة والحذر لتأمين وحماية العراق من شر الأشرار.
برلمان العراق يعقد جلسة استثنائية غداً
أكد البرلمان العراقي، أمس، أنه سيعقد جلسة استثنائية الأحد لبحث الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في بغداد، وأسفرت عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، وأبو مهدي المهندس القيادي في فصيل عراقي مسلح. ومن جانبه، دعا الرئيس برهم صالح، العراقيين إلى ضبط النفس على خلفية مقتل قاسم سليماني والمهندس. وقال صالح في بيان صحفي: «إننا ندين هذا العدوان الذي طال قادة أمنيين ينتمون إلى المؤسسة العراقية الذي بلا شك سوف تترتب عليه آثار وتداعيات أمنية بالعراق والمنطقة».
وأضاف: «ندعو إلى ضبط النفس، وتغليب صوت العقل والحكمة، وتقديم المصلحة العليا والتمسك بوحدتنا، وتجاوز الخلافات وحماية سيادة العراق وأمنه».
رئيس بلدية نيويورك: رفع درجة التأهب الأمني
أفاد رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو، بأن مسؤولي الأمن في المدينة رفعوا درجة التأهب لاحتمال حدوث انتقام إيراني من ضربة جوية أميركية في بغداد أودت بحياة قاسم سليماني.
وتتحسب المدينة باستمرار لهجمات محتملة، لكن رئيس البلدية قال: «إن الخطر زاد بشكل كبير».
وقال دي بلاسيو في مؤتمر صحفي: «يتعين أن نفترض أن الضربة الجوية تضعنا في حالة حرب بحكم الأمر الواقع».
ودعا دي بلاسيو وكبار مسؤولي الشرطة لعقد المؤتمر الصحفي، بعد أن توعدت إيران بالانتقام رداً على الضربة الجوية التي أودت بحياة سليماني.
وقال مفوض الشرطة في نيويورك ديرموت شاي: «إن الضباط رفعوا درجة الاستعداد بالفعل، وإن سكان المدينة يمكن أن يشاهدوا في بعض المناطق المزيد من الضباط بالزي الرسمي، وبعضهم مدجج بالسلاح».
ولم يحدد تلك المناطق، لكن جرت العادة على أن يكون الوجود المكثف للشرطة في محطات المترو ووسائل النقل العام الأخرى والأماكن السياحية.