السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الصحة العالمية»: ملف الإمارات حول التهديدات المناخية والصحة العامة نموذج فعال للتطبيق

«الصحة العالمية»: ملف الإمارات حول التهديدات المناخية والصحة العامة نموذج فعال للتطبيق
2 يوليو 2019 03:09

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

أكد المشاركون في اجتماع أبوظبي للمناخ الذي اختتم فعالياته مساء أمس، ضرورة العمل على جعل 2019 عاماً فرصة للتحول لحقبة جديدة من النمو الاقتصادي المعتمد على تحفيز الاستثمار في الأعمال والنشاطات التي عبرها يمكن مواجهة التغير المناخي والحد من تداعياته، داعين إلى مواصلة الجهود للعمل من أجل المناخ، بحيث تركز على البشر والصحة العامة بموازاة التركيز على البيئة ومواردها الطبيعية بشكل عام.
وفي كلمتها بالجلسة الختامية للاجتماع، أكدت أمينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، أهمية انعقاد اجتماع المناخ في أبوظبي والحلقات والورش النقاشية المثمرة، مشيرة إلى أهمية قمة الأمم المتحدة للمناخ المزمع عقدها في سبتمبر المقبل، لافتة إلى تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة تحديد المسار والطموح، وخفض استخدام الوقود الأحفوري، وأهمية العمل على تخفيض درجة حرارة الأرض، وإيصال رأي المجتمعات إلى الحكومات لاتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الاتجاه.
وأكدت أهمية وضع الخطط والأهداف والعمل على ترجمتها إلى واقع ملموس، لافتة إلى ضرورة توحيد مسار العمل بين جميع الدول حتى يمكن إحراز تقدم في مسيرة العمل من أجل المناخ، مشددة على أهمية دعم المشاريع المحلية، وبناء القدرات وإيجاد التطبيقات والتمويلات اللازمة لذلك.
ودعت إلى بناء الجسور ودفع وتيرة التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص ودعم الصندوق الأخضر للمناخ لمواجهة التحديات التي يفرضها التغير المناخي، مؤكدة أهمية الربط بين العمل من أجل المناخ والصحة العامة للبشر، مشيرة إلى أن اجتماع وزراء الصحة والمناخ الذي عقد خلال اجتماع أبوظبي للمناخ ساهم بشكل كبير في إبراز العلاقة بينهما.
وفي كلمته الختامية لأعمال الاجتماع، أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، أهمية دور الشباب في العمل من أجل المناخ، وضرورة الاستماع لهم ودعم ابتكاراتهم ومشاركتهم في رسم استراتيجيات العمل المستقبلية.
وأشار معاليه إلى أهمية الخطط والسياسات التي قدمها الوزراء المشاركون في القمة، وضرورة العمل على صياغتها وتطبيقها لمواجهة تحديات التغير المناخي، وتحقيق مستهدفات اتفاق باريس للمناخ.
وسلّط معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في كلمته، خلال جلسة الاجتماع الأول لوزراء الصحة والوزراء المعنيين بالمناخ في العالم بمشاركة منظمة الصحة العالمية، الضوء على التهديد الذي يمثله التغير المناخي على الصحة العامة للبشر والبيئة.
وجاءت الجلسة الوزارية في اليوم الثاني لاجتماع أبوظبي للمناخ، كخطوة تحضيرية لقمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك في سبتمبر المقبل، حيث شارك في الاجتماع أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ووزراء ومسؤولين رفيعي المستوى في قطاع الصحة والمناخ من دور عدة حول العالم، إلى جانب مجموعة من الخبراء والمختصين من دول عدة حول العالم، بحضور المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، والدكتورة ماريا نيرا، مديرة إدارة الصحة العمومية والمحددات البيئية والاجتماعية في المنظمة.
وشملت قائمة المشاركين في الاجتماع تشيه جين هوا، الممثل الخاص لجمهورية الصين بشأن التغير المناخي، وفرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أرينا»، والحاج أمادو آس سي، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويانك جليميريك، المدير التنفيذي لصندوق المناخ الأخضر.
واستعرض معالي الدكتور الزيودي خلال ترؤسه الجلسة الجهود والآليات كافة التي تبذلها دولة الإمارات لدمج العمل من أجل المناخ ضمن استراتيجيتها الصحية، والربط بين توجهات مواجهة تداعيات التغير المناخي والتكيف معها، وخفض وتفادي تأثيراتها على صحة البشر.

ملف الإمارات
وتأكيداً على فعالية استراتيجية دولة الإمارات في هذا المجال، أعلنت منظمة الصحة العالمية على هامش الاجتماع إصدارها ملف دولة الإمارات حول التهديدات المناخية وتأثيرها على الصحة العامة، كنموذج فعال للتطبيق والذي يتناول ثلاثة من أهم التهديدات المتعلقة بهذا القطاع، وهي الارتفاع المتوالي لدرجات حرارة الأرض وتأثيرها الشديد على البشر بشكل عام وكبار السن والأسر ذات الدخل المحدود والأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية سابقة بشكل خاص، وأمراض الجهاز التنفسي التي يتسبب فيها تلوث الهواء، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الصحية وتعطل خدمات الرعاية الصحية بسبب تداعيات التغير المناخي والظواهر المناخية المتطرفة الناجمة عنه.

تأثير على صحة الملايين
وقالت الدكتورة ماريا نيرا نائبة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: يشكل التغير المناخي تحدياً كبيراً للمجتمعات حول العالم، نظراً لتأثيره المباشر على صحة الملايين من البشر، حيث يؤدي تلوث الهواء إلى وفاة 7 ملايين شخص حول العالم سنوياً؛ لذا يجب أن نضع هذه الجزئية في مقدمة أولوياتنا للعمل من أجل المناخ، وأن نركز على الحلول والخطوات الواجب اتخاذها والعمل عليها مستقبلاً لطرحها على جدول أعمال قمة الأمم المناخ سبتمبر المقبل، مشيرة إلى أن اجتماع أبوظبي للمناخ وفر الفرصة الأولى من نوعها لتسليط الضوء على مدى الترابط بين التغير المناخي والصحة العامة للكوكب بشكل عام.
وقال معالي الدكتور ثاني الزيودي خلال الاجتماع: إن ما نشهده من تفاقم متسارع لحدة التغير المناخي ومدى ارتباط هذا التفاقم بالصحة العامة للبشر والبيئة وتأثيره السلبي عليها، يتطلب وضع الحفاظ على الصحة العامة على رأس أولويات صناع القرار عالمياً، حيث لا يمكننا الاستمرار في تحمل أعباء وتكاليف معالجة الآثار الصحية المترتبة عن تغير المناخ.
وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات عكفت على تقييم تأثيرات التغير المناخي على الصحة العامة والعمل على تطبيق منظومة للتكيف مع تداعيات هذا التغير لتفادي تفاقم تأثيرها وارتفاع تكلفة معالجتها، حيث اعتمدت منظومة متكاملة من الاستراتيجيات والمبادرات التي تستهدف تفادي ازدياد حالات الانهاك الحراري، والأمراض الناجمة عن تأثيرات تغير المناخ، ورفع معدل جودة الهواء وخفض نسب الكربون.
وأضاف: شملت توجهات دولة الإمارات القطاعات كافة، فبموازاة القطاع الصحي، عملت على نشر استخدام حلول الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً، لضمان تحقيق خفض فعلي في معدلات الانبعاثات الكربونية. وقال معاليه: يجب ألا تكون نظرتنا للتأثيرات الصحية للتغير المناخي قاتمة وسلبية، ففي الوقت الذي تخلف تداعيات التغير المناخي آثاراً سلبية على الصحة العامة وتقتل ملايين البشر حول العالم، يمكن عبر العمل من أجل المناخ، وزيادة الاهتمام بالقطاع الصحي أن نحمي حياة هذه الملايين، ونعزز مستوى الصحة العامة وخدمات الرعاية الصحية.
من جانبها، قالت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: إن الصحة تأتي في المقدمة لدى الحديث عن التغير المناخي، ونسعى من خلال هذا الاجتماع إلى مناقشة التطور الذي أحرزتها الدول المشاركة في التصدي لتداعيات التغير المناخي، فضلاً عن تشجيع تطوير التوجهات والقرارات السياسية، وتحفيز صناع القرار العالميين إلى التوقيع على الاتفاقيات والوفاء بالتزاماتهم تجاه المناخ بحلول عام 2030، وهو هدف واقعي من شأنه أن يعزز المسار الذي حددته الأمم المتحدة بهذا الشأن والوصول إلى نتائج إيجابية.
ومن جانبه، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في كلمة مصورة: يشكل التغير المناخي ضغطاً كبيراً على الأنظمة الصحية في دول العالم، لاسيما الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط مما يحتم علينا إظهار التزام واضح وصريح بدعم الجهود العالمية الهادفة إلى الحد من ظاهرة التغير المناخي من أجل تخفيف معاناة الملايين من البشر حول العالم.

3 قضايا رئيسة
واتفق المشاركون على طرح 3 قضايا رئيسة ترتبط بالتغير المناخي وتؤثر على الصحة العامة على جدول أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ سبتمبر المقبل في نيويورك، وتشمل قضية تلوث الهواء، ووفقاً للدراسات يتسبب استخدام الوقود الأحفوري في ما يقارب ثلثي تلوث الهواء على كوكب الأرض؛ لذا سيتم طرح القضية على القمة لتحديد الإجراءات والالتزامات المستقبلية التي يتعين على السياسيين وصناع القرار اتخاذها والتعهد بها لمعالجة هذه القضية، ومنها - على سبيل المثال - التعهد بتسريع وتيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر منخفض الكربون وزيادة استخدام حلول الطاقة النظيفة والمتجددة.
وتختص القضية الثانية بالإجهاد الذي يلحق بالبشر جراء تداعيات المناخ، حيث تتسبب هذه التداعيات في زيادة معدلات انتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية وتدني خدمات الصرف الصحي؛ لذا يجب الإسراع في العمل على منظومة متكاملة للتكيف مع هذه التداعيات لتفادي مخاطرها.
وتتناول القضية الثالثة التي سيتم طرحها على جدول أعمال القمة عمليات التمويل والاستثمار للحد من تداعيات التغير المناخي، حيث لوحظ أن 0.5 فحسب من إجمالي التمويلات المخصصة للتعامل مع قضية التغير المناخي توجه للقطاع الصحي وهو رقم متدني للغاية؛ لذا يجب العمل على زيادة هذه القيمة والاستثمار في تطوير منظومات الإنذار المبكر ومرافق الرعاية الصحية التي تعمل بالطاقة المتجددة والنظيفة، وزيادة المساحات الزراعية لخفض معدلات الكربون في الجو.
وقالت إيفا فيلفينج، وزيرة البيئة والتغير المناخ السويدية، إن الاجتماع فرصة مهمة للتركيز على مسألة تغير المناخ والهواء وهما أحد أهم الأسباب الرئيسة للوفيات والإمراض المميتة، مثل القلب والسرطان وفي السويد يموت 7000 شخص بسبب تلوث الهواء، وهناك أدوات يمكنها الحد من تلوث الهواء.

الإمارات حققت تقدماً في التفكير بمستقبل الطاقة
أكد إليوت هاريس، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية، أن دولة الإمارات حققت تقدما في التفكير في مستقبل الطاقة والاستعداد لعصر الطاقة المتجددة والنظيفة، وإعداد جيل الغد المستدام والاستثمار في المستقبل، وهذا يعكس رؤية حكيمة من القيادة الإماراتية للتغلب على عقبات المستقبل، واعتقد أن هذا ما يجب أن يحدث في مختلف أنحاء العالم، ومن الجدير بالاهتمام أن ينظر العالم إلى النموذج الإماراتي الذي يطبق سياسة الإمارات في الابتكارات.
وقال هاريس في حوار مع «الاتحاد» على هامش جلسات المائدة المستديرة في ثاني أيام اجتماع أبوظبي لتغير المناخ الذي اختتم فعالياته أمس، إن التغير المناخي يتزايد بمعدلات كبيرة عن ذي قبل، وإن الخسائر ستتعاظم من دون شك على الدول التي تستمر في سياساتها التي لا تعير تغير المناخ اهتماماً، ويجب أن نتخلى عن الوقود الأحفوري، ولا يمكن أن ننظر إلى تكاليف مرتفعة للخسائر الناجمة عن كوارث تغير المناخ، وعلى الجانب الآخر، نجد اقتصادات دول مثل الولايات المتحدة الأميركية تعمل فيها الشركات الكبرى على ابتكار حلول خضراء للحفاظ على البيئة وخفض الانبعاثات الكربونية وعلى التأثير السياسي نجد أن أغلب الدول تمضي قدما في الالتزام باتفاقية باريس للحد من التغير المناخي.
وأضاف أن أهمية اجتماع أبوظبي للتغير المناخي تكمن في ضرورة اتخاذ خطوات لمزيد من خفض معدلات الانبعاثات لغازات الدفيئة والكربون بحلول 2020 وفق اتفاقية باريس، وتوسيع التزام الدول للوصول إلى الطموح المرجو، علاوة على الوصول إلى التمويل من أجل معالجة آثار التغير المناخي، والحد من آثاره وتصحيح المسار، مشيرا إلى أن هناك بارقة أمل تأتي من بنوك التنمية التي تمول هذه الأنشطة إضافة إلى الشراكات المتعددة وهذا أمر جيد للغاية، حيث إنها تعمل على تقوية التعاون، فيجب أن نعبر الحدود ونصل لمزيد من الدول.

الارتفاع المطرد للكوارث الطبيعية
وأشار إلى أن أحد أهم الدلائل على الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج عن التغير المناخي هي الارتفاع المطرد للكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والفيضانات والتي تخلف آثارا أكثر عمقاً، حيث إن الناس تفقد بيوتها وممتلكاتها، الأمر الذي يخلف تبعات وأعباء على إيرادات الحكومات، وبالتالي فإن هذا التغير ينعكس بشكل أكثر ضررا في مرحلة إعادة البناء بعد تدمير البنية التحتية والمناطق التي تتعرض إلى الكوارث الطبيعية جراء تغير المناخ وارتفاع حرارة الطقس بسبب الاحتباس الحراري، الأمر الذي يؤكد أن تكلفة التغير المناخي مرتفعة للغاية على البلدان.
وحذر هاريس من تنامي الآثار السلبية لتغير المناخ، قائلا إن الدول عليها البدء الآن في اتخاذ التدابير والتكاتف من أجل معالجة آثار التغير المناخي ووقف زيادة تأثيره السلبي على المجتمعات، وعلى رأس ذلك الآثار طويلة الأمد وتتلخص في تأثر الإنتاجية الزراعية مع الوقت، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض إنتاج الغذاء علاوة على أن ذلك يظهر نوعاً جديداً من اللاجئين بسبب كوارث المناخ، حيث إن هناك جزراً تأثرت بسبب ارتفاع منسوب مياه المحيطات ما يهدد إنتاج محاصيلها الزراعية، فضلا ًعن التأثير الخطير على العالم أجمع على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

مساع تدعو إلى التفاؤل بالمستقبل
أكدت الدكتورة ماريا نيرا، نائبة مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن مساعي دولة الإمارات لاستخدام الطاقة المتجددة تدعو إلى التفاؤل، مشيرة إلى أن أهمية المناقشات في اليوم الثاني لاجتماع أبوظبي للتغير المناخي تكمن في ربط مخاطر الملوثات الناتجة عن هذه التغيرات وضررها على صحة الإنسان، وتسببها في وفاة سبعة ملايين شخص سنوياً.
وقالت الدكتورة نيرا في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش الاجتماع الوزاري، أمس: إن المناقشات في الاجتماع شملت الربط بين الصحة العامة والتغير المناخي، والوضوح الكامل للمخاطر والتحديات الكبرى التي تواجه صحة الإنسان جراء تزايد هذه مخاطر، والآن السؤال كيف يمكن الاستفادة من تحقيق الالتزام من جميع الدول؟ وهو ما يجب أن نضعه أمام القمة العالمية لتغير المناخ في سبتمبر المقبل، مشيرة إلى أن تبادل الأفكار والخبرات ترفع سقف الطموحات لدينا ولم يكن الاجتماع فقط لاستعراض الأخطار، ولكن تخطي هذه المرحلة لأن يصل إلى اتخاذ خطوات فعلية من حيث التمويل اللازم لمواجهة تداعيات تغير المناخ على العالم والوقوف على الالتزام لوقف تزايد تلوث الهواء، والآن نأمل أن نرى تكاتف الدول الأعضاء والمانحين للبدء في حل هذه المعضلة. وأضافت: إذا تحدثنا بلغة الأرقام التي تعكس الواقع الذي يعيشه العالم حاليا، نجد أن تلوث الهواء يتسبب في وفاة الملايين سنوياً، علاوة على أن ثلثي ملوثات الهواء ترجع أسبابها إلى استخدام الوقود الأحفوري الذي يؤدي بشكل رئيس إلى التغير المناخي ونحتاج لاتخاذ التدابير لوقف هذا الوضع وإنشاء نظام شفاف للتأكد من أن مصادر الطاقة لن تقتل الإنسان. وعن كيفية حث الدول الصناعية الكبرى التي لا تنفذ اتفاقية باريس للالتزام بها، أوضحت نيرا: يجب علينا الاستمرار في ربط المخاطر الصحية التي تهدد حياة الإنسان، والتي تتسبب في أمراض قاتلة بسبب التغيرات في المناخ، وذلك لمواجهة الحكومات والسياسيين في هذه الدول.

الشباب الإماراتي يشارك في قمة نيويورك للتغير المناخي
كشف سعيد محمد النظري، مدير عام مؤسسة الإمارات الاتحادية للشباب عن أن شباب الدولة سوف يشاركون في القمة العالمية للتغير المناخي التي مقرر عقدها في نيويورك سبتمبر المقبل، وسيكون هناك مندوبون لفئة الشباب الإماراتي الذين يشكلون 50% من مواطني الدولة، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان قريباً عن الأعداد المقرر أن تشارك في القمة، وذلك بالتنسيق مع وزارة التغير المناخي والبيئة.
وقال النظري في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الشباب الإماراتي تعدى مرحلة التثقيف والتعريف بقضايا التغير المناخي، ووصل إلى مستوى الوعي وهم اليوم بصدد مرحلة تطوير أجندة عمل خاصة بهم، ومنهم من أنشأ مشاريع ابتكارية في مجال الطاقة المتجددة، علاوة على أن بعض الشباب أنجز أبحاثاً ودراسات أكاديمية عالمية عن التغير المناخي.
وأكد أهمية مشاركة الشباب في اجتماع أبوظبي للتغير المناخي، حيث إن قضايا التغير المناخي تؤثر على مستقبل أوطاننا، والشباب هم الغد،وبالتالي فإن الاجتماع مثالي ودور الإمارات في إشراك الشباب خطوة جديرة بالاهتمام، وتعكس مدى التقدم الذي تنشده دولة الإمارات لمنافسة العالم في مجال مكافحة تغير المناخ. وأشار مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب إلى أن شباب الإمارات يشاركون في اجتماع أبوظبي ليمثلوا أجندتنا الوطنية والريادة الإماراتية، كما أن لنا برنامج المندوبين الشباب في الأمم المتحدة، وكذلك مشاركاتهم باجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك والبنك الدولي. ولفت إلى أن التغير المناخي مسؤولية الجميع بداية من الأسر والمؤسسات الحكومية، وكذلك المؤسسات التعليمية، والجميع تقع عليه المسؤولية، حيث إن التغير المناخي قضية الجميع، ونرى وعياً كبيراً في مجتمع الإمارات لاستخدام الطاقة الشمسية، لاسيما الشباب الذي يتواجد في مختلف الفعاليات، وهذا يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بدور الشباب والإيمان بقدراته.

دعم ابتكارات الشباب
طرح ممثلو الشباب المشاركون في اجتماع أبوظبي للمناخ، مجموعة من التساؤلات على رؤساء الجلسات الرئيسة التي شهدها الاجتماع، ركزت على طبيعة آليات وسبل دعم ابتكارات وإبداعات الشباب في مجال العمل من أجل المناخ، وكيفية توفير التمويلات اللازمة لتحقيق هذا الدعم، وآلية التعامل مع مشكلة النفايات المتزايدة وتلويثها للبيئات البحرية والبرية، وبالأخص نفايات البلاستيك، وذلك خلال جلسة أدارها معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة.
ويمثل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً 42% من سكان العالم، ما يجعلهم الفئة الأكثر أهمية وتأثيراً في القضايا المطروحة على الساحة العالمية كافة.
وقال معالي الدكتور الزيودي: إن الشباب يمثلون الفئة الأقدر على التأثير في القضايا العالمية كافة، لما يملكوه من مهارات للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكونهم الأكثر دراية بطبيعة احتياجاتهم الحالية والمستقبلية؛ لذا يجب العمل على تعزيز مشاركتهم في العمل لمواجهة التحدي الأهم الذي يواجه البشرية.
وأضاف أن اجتماع أبوظبي للمناخ شكل منصة متميزة لإبراز دور الشباب في قضايا المناخ، حيث شهد مشاركة 500 من ممثلي الشباب يمثلون ما يزيد على 30 دولة حول العالم، شاركوا جميعهم في كافة النقاشات والجلسات التي شملتها فعاليات الاجتماع.
وطالب معالي الزيودي المسؤولين وصناع القرار العالميين بمزيد من الاعتماد على فئة الشباب في تسريع وتيرة العمل من أجل المناخ، واتخاذ قرارات والتزامات فعالة من دورها تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة بعيداً عن بيروقراطية التفاوض الاعتيادية.
ورداً على أسئلة الشباب حول دعم ابتكاراتهم، قال معاليه: لا بد من بناء الثقة مع الشباب عبر توفير منصات ذات جدوى لتقديم ابتكاراتهم وإبداعاتهم لصناع القرار والمستثمرين، وفي الوقت ذاته يجب العمل على رفع وعي القطاع المصرفي والجهات القادرة على التمويل ورجال الأعمال بأهمية دعم مشاريع الشباب التي تستهدف تحقيق الاستدامة، مشيراً إلى تجربة دولة الإمارات، ممثلة في وزارة التغير المناخي والبيئة في إيجاد هذا النوع من المنصات، حيث نظمت لدورتين متتاليتين ملتقى تبادل الابتكارات في المناخ على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، والذي استهدف عرض ابتكارات الشباب في مجال الاستدامة والعمل من أجل المناخ على منصة تجمعهم بالمستثمرين ورجال الأعمال.
ورداً على تساؤل من الشباب حول النفايات البلاستيكية وجدوى حملات تنظيف المحيطات منها في وقت ترتفع نسب استهلاك البلاستيك، وتعود النفايات مرة أخرى لتلويث البيئة البحرية، طالب معالي الدكتور الزيودي الشباب بعدم تحميل أخطاء سلوكيات البشر لصناعات باتت تدخل في أدق تفاصيل الحياة اليومية. وأوضح أن حل مشكلة نفايات البلاستيك لا تكمن في وقف التصنيع، وإنما في رفع وعي الأفراد بمنظومة الاستهلاك المستدام القائمة على خفض وترشيد الاستهلاك، ثم العمل على فرز النفايات، وإعادة استخدامها أو معالجتها.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©