الشارقة (الاتحاد)
تتعلق أنظار جماهير أندية أوروبا الكبيرة، بموقعة البرازيل والأرجنتين، ليس بدافع الاستمتاع بـ«كلاسيكو» واعد بالإثارة فحسب، بل إن جماهير هذه الأندية تستدعي عشقها لنجومها، لأسباب تتعلق بدفاعهم عن ألوان هذه الأندية، حيث يترقب عشاق ليفربول مواجهة من العيار الثقيل، بين سيرجيو أجويرو مهاجم مان سيتي، وحامي عرين الريدز ومنتخب البرازيل أليسون بيكر، وسبق لأجويرو زيارة شباك الحارس البرازيلي في البريميرليج.
كما أن ميسي يعرف الطريق جيداً إلى مرمى أليسون، وفعلها في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال الموسم المنتهي، ولكنه أخفق في عبور حاجز ليفربول، الذي حقق «ريمونتادا» تاريخية في الأنفيلد برباعية نظيفة، وهي «الريمونتادا» الثانية التي يحققها أليسون ضد ميسي، فقد سبق أن فعلها حينما كان حارساً لفريق روما، ونجح في الإطاحة بميسي ورفاقه من دوري الأبطال.
أما أكثر العلاقات تشابكاً وبعداً إنسانياً في موقعة الليلة، فإنها تتجسد في أجويرو ورفيق دربه في السيتي، جابرييل جيسوس، الذي يقود هجوم البرازيل، فقد أكد المهاجم البرازيلي أنه بعد أن انتقل إلى السيتي أدرك أن أجويرو هو الأسطورة الأكثر تأثيراً في صفوف البلو مون، فهو الهداف التاريخي للنادي، وأضاف جيسوس: «لقد تعلمت الكثير من أجويرو، إنه الهداف الملهم لنا في مان سيتي، وحينما أتيت إلى النادي كنت أعاني من كثير من المشكلات في التأقلم على أجواء «البريميرليج»، وحظيت بمساعدة الجميع، أحلم بأن أصبح يوماً الهداف الأفضل في السيتي، ولكن هذا الأمر مرهون بتسلق جبل اسمه أجويرو، سوف نصطدم معاً في كوبا أميركا، الآن هو في جانب، وأنا في جانب آخر».
ولا تتوقف العلاقة الإنسانية الكروية، المثيرة في تفاصيلها،على أجويرو وجيسوس فحسب، في مباراة الليلة، بل إن ميسي يعود له الفضل في التعاقد مع كوتينيو، نجم البرازيل والبارسا الحالي، فقد أصبح للنجم الأرجنتيني رأي يرجح اسم اللاعب الذي يقرر النادي التعاقد معه، وعلى الرغم من أنه كوتينيو لم يقدم كل ما لديه مع البارسا، إلا أنه يحظى بدعم كبير من ميسي، حيث يتطلع النجم الأرجنتيني إلى أن يصبح كوتينيو تعويضاً عن نيمار.
ويمكن القول: إن أجويرو هو أستاذ جيسوس في مان سيتي، فهما في نفس المركز، والفارق بينهما في الخبرات وسنوات الاحتراف كبير، مما يجعل أجويرو أستاذاً وملهماً له، وهي نفس المكانة التي يتمتع بها ميسي، الذي يمكن القول: إنه أستاذ كوتينيو الذي يحاول وضعه على الطريق الصحيح، إلا أن علاقة الأستاذ بالتلميذ لا وزن لها، في موقعة السوبر الكلاسيكو بين البرازيل والأرجنتين، فمن المتوقع أن يفعل التلميذ كل ما يستطيع للإطاحة بالنجم الكبير.
وفي صفوف الإنتر يلعب نجم وخبير الدفاع البرازيلي، ميراندا، البالغ 34 عاماً، إلى جوار المهاجم الأرجنتيني الواعد، لاوتارو مارتينيز، الذي لم يتجاوز 21 عاماً، وهو اللاعب الأفضل في صفوف «التانجو» في كوبا أميركا، وسوف يتعين على ميراندا الخبير القضاء على خطورة النجم الواعد في أحد التحديات المثيرة، التي ستكون سبباً في انقسام قلوب عشاق الإنتر.