السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منصور الرحباني يمسرح تاريخ لبنان والمنطقة بعمل غنائي راقص

منصور الرحباني يمسرح تاريخ لبنان والمنطقة بعمل غنائي راقص
18 سبتمبر 2008 00:18
مرة أخرى نعود، مع عودة الفينيق ، لكأن هذا قدرنا في لبنان، أن نعبر من موت الى موت، ومن حياة الى حياة·· مقاربة للفنان منصور الرحباني (83 عاما والد أسامة ومروان) بين واقع لبنان اليوم بالتاريخ الفينيقي مفتتحاً العرض الأول لـ''عودة الفينيق'' المسرحية الغنائية الملحمية الراقصة للثلاثي الرحباني، منصور، أسامة، مروان، في قلعة جبيل الفينيقية البحرية· بيروت - المسرحية غنائية ملحمية لاسامة الرحباني، وهي الثالثة له تلي ''جبران والنبي'' و''زنوبيا''، ومن تأليف وكتابة ومسرحة منصور الرحباني، موسيقى وتوزيع واعداد واشراف اسامة الرحباني، في حين شارك غدي الرحباني بوضع أسس المقدّمة الموسيقية، فيما الاخراج كان لمروان الرحباني، والانتاج لمهرجانات بيبلوس الدولية واسامة الرحباني· رقص وغناء المسرحية الغنائية الراقصة ''الصاخبة'' عرضت في ختام مهرجانات بيبلوس الدولية، على مسرح المدينة وأعمدتها الشامخة وسط استعراض باهر، موسيقى وغناء ورقصاً وأزياء وإضاءة وفنتازيا، واستمرت لثلاث ساعات في حضور جماهيري ونخبوي رفيع المستوى· وهي من بطولة غسان صليبا وانطوان كرباج والوجه الجديد هبة طوجي، فيما تجاوز عدد المشاركين في العمل الـ 1637 شخصاً، بين ممثل وراقص وموسيقي وتقني على خشبة المسرح وفي كواليسها· وعلى إيقاعات موسيقى الجاز والكلاسيك والدبكة غنّى الفنان غسان صليبا وتميز بأدائه أنطوان كرباج، ولعلّ أبرز مفاجآت المسرحية كانت إسناد البطولة النسائية لوجه جديد هي الممثلة هبة طوجي، التي استحقت عن جدارة ان تلعب أهم ادوارها في مسرحية للرحابنة، إذ تميّزت بأدائها الرائع السلس إلى جانب نخبة من الممثلين اللبنانين أمثال تقلا شمعون ورفعت طربيه· التمثيل ليس سيد الموقف في المسرح الرحباني، ففي وسط ديكورات خلاّبة ارتكزت على جمالية المعبد الذي ارتفع 11 متراً، تفجّرت الموسيقى على جوانب المسرح المبهر بإضاءاته الهندسية المحترفة وفيما كان العرض متقناً ومبهراً بالازياء الفينيقية المتطورة طغى المشهد البصري من حيث الديكورات السهلة والتحرك والاضواء على العرض فيما الضوضاء المترافقة مع الموسيقى الصاخبة والرقص الجماعي والحركة الدائمة كانت سمة وعلامة فارقة، وترافق العرض في الداخل مع احتفالية في خارج المسرح عرض خلالها اكثر من مائة شاب وشابة يجسدون الانسان الفينيقي في لوحات جابت شوارع مدينة جبيل· الرواية الأسطورة تدور أحداث مسرحية ''عودة الفينيق'' المستوحاة من أسطورة في العام 1370 قبل الميلاد في جبيل اللبنانية القديمة المطلة على البحر المتوسط، والمناسبة عيد ادونيس وعشتروت حيث راعي الزمان يخاطب طائر الفينيق الذي يحترق كل خمسين سنة ثم يقوم من رماده بعد ثلاثة ايام، تبعاً للميثولوجيا الفينيقية القديمة· وقد كان في قديم الزمان مملكتان تتنازعان حكم الشرق، الإمبراطورية الحيثية والإمبراطورية الفرعونية· هكذا استوحى الرحابنة من ذلك النزاع الأسطوري بعداً للأحداث، لكنه ترجم ضمن إطار الفانتازيا والواقع التاريخي· ''عودة الفينيق'' هي قصة عدي ملك جبيل ''أدونيس'' الذي تتنازعه السياسات الداخلية والخارجية وصراع الحيثيين والمصريين، قصة حب الاميرة روكسانا ومجدو قائد الثوار وابن صانع السفن وعندما رفض شعب جبيل الاستسلام، لم يكن أمام مجدو وروكسانا سوى إحراق المدينة بكاملها بدلا من الاستسلام للغزاة، ركع العدو إجلالاً للموقف، وصرخ شعب جبيل: ''ركع الغازي وانتصر الحق، جبيل تحترق وتنبعث من رماده، إنها عودة الفينيق الدائمة''· وقال أسامة الرحباني الذي شارك في انتاج المسرحية ''ان العمل الفني الذي يتناول الحضارة الفينيقية وهو موضوع نادراً ما تناوله الرحابنة استغرق عامين من العمل عليه''، وأضاف: ''حكينا عن تاريخنا· حكينا عن كل التواريخ· لبنان الوسيط··· لبنان المعاصر··· عن التاريخ بالاردن··· عن تاريخ المتنبي والعرب· بس اول مرة بنحكي عن الفينيفيين''· ومع تشابه الاحداث التاريخية مع احداث اليوم من حيث العلاقة بين الدولة والثوار وعلاقات الدولة مع الخارج يؤكد انه ''لا يوجد عمل ظرفي لأن المسرح الرحباني وخاصة مسرح منصور الرحباني ليس مسرحا آنيا··· هي ليست مسرحية آنية· الواقع زائل أما المسرح فباقٍ''· أنطوان كرباج الممثل القدير رأى ''أن من واجب المسرح أن يدلّ على الجرح، ويقوم بتضخيمه كي يراه جميع الناس· وعندما يكون البلد في وضع معين، تقع مسؤولية الخلاص على الجميع، وما على المسرح إلاّ التحريض على العمل لإيجاد الحلول''· في رؤية منصور الرحباني أن ''لبنان أيام طائر الفينيق هو نفسه اليوم، الطالع كل يوم جديد، العائد كل يوم من موت جديد، كان حياة جديدة ستكون'' وفي انعكاس سياسي على الواقع يذكر ان ''في التاريخ القديم، اتحدت ممالك فينيقيا القديمة: صور، صيدا، بيروت، فخففت الصراع عليها· قدر الشعوب الصغيرة ان تتحد في دولة قوية''· في هذه المسرحية، كما في المسرح الرحباني عموماً، يأتي الماضي ليرخي بكل ثقله على الحاضر· لبنان ايام طائر الفينيق، هو لبنان اليوم· جوهر أسطورة طائر الفينيق هو أن لا قدرة لأحد على إنهائه فيما احتراقه المتكرر جوهر وجوده وعلته، فيما عودته للانبعاث هي كرامته العصية على الإذلال· في جبيل 1370 قبل الميلاد أي قبل نحو من 6000 سنة من اليوم أحرق الفينيقيون سكان مدينة جبيل مدينتهم كي لا تقع بأيدي الأعداء واستحقوا الركوع من المهاجمين إجلالا·· ترى هل يعيد فنيقيو اليوم الكرة مرة أخرى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©