القاهرة ـ احمد الجندي:
جاء الموسم الغنائي الصيفي مخيباً للآمال ولم ينجح احد من المطربين الكبار أو الشباب وشهدت بورصة الكاسيت ركوداً شديداً وسجلت مبيعات الألبومات الغنائية انخفاضاً حاداً اعترف به كل من يعمل في الوسط الغنائي واكدوا انه خلال هذا الصيف لم يتفوق احد من المطربين ولم يحافظ أي منهم على مكانته في بورصة مبيعات الالبومات الا عدد قليل للغاية لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة·
فقد شهد الموسم الصيفي منذ انطلاقته في منتصف مايو الماضي صدور مايقرب من 30 البوماً غنائياً وهو رقم يبدو متوسطاً إذا قارناه بعدد المطربين والمطربات على الساحة· وأول الالبومات كان 'قطر الحياة' للمطرب الراحل محمد رشدي وبادرت الشركة المنتجة بطرحه بعد رحيل رشدي بأسبوعين مستغلة حالة الحزن على رحيل المطرب الكبير ومعتمدة على نجاح ألبومه السابق 'دامت لمين' الذي كان مفاجأة عام 2004 واكتسح من خلال مبيعاته التي وصلت الى نحو 700 ألف نسخة سوق الكاسيت لكن الالبوم الجديد لم يحقق النجاح المتوقع ولم يوزع اكثر من 150 ألف نسخة مما يعد تراجعاً كبيراً غير متوقع·
وبعد ألبوم رشدي بدأت ألبومات عدد من المطربين المغمورين كنوع من 'جس النبض' للسوق حيث صدرت البومات عادل مختار 'كدابة' وتامر سري 'وعدك لي' وفارس كرم 'واعدني' واحمد الشريف 'بين الناس' وحسن المغربي 'دفتر العشاق' ولم ينجح ألبوم واحد لهؤلاء المطربين حيث لم تتجاوز مبيعات أي منها حاجز 30 ألف نسخة وهو رقم ضئيل ويعد حسب اعترافات شركات الانتاج سقوطاً مدوياً·
وخبراء شركات الانتاج لا يحكمون على السوق بمثل هذه الالبومات لان اصحابها ليس لهم ثقل ولأن معظم هذه الالبومات لا تصاحب صدورها دعاية كافية لذلك لم تتراجع شركات الانتاج عن اصدار الدفعة الثانية وتمثلت في البومات مطربين معروفين امثال عامر منيب وألبومه 'كل ثانية معاك' و'قاسي' للمطرب اللبناني يوري مرقدي واللبنانية ألين خلف 'صدفة' واللبنانية باسكال مشعلاني 'اكبر كدبة' وكانت المفاجأة طرح ألبوم المطربة أصالة 'عادي' في هذا التوقيت المبكر من الموسم ولم تحقق هذه الالبومات نجاحاً ولم تصل مبيعات اي منها الى 100 الف نسخة وهو رقم ضئيل للغاية مقارنة بالاسماء وشهرتها وبأرقام مبيعات البوماتها السابقة·
أرقام هزيلة
وجاءت الدفعة الثالثة التي احدثت ضجة كبيرة لأنها ضمت اسماء معروفة امثال هاني شاكر وايهاب توفيق وانغام وحكيم· ولنبدأ بهاني شاكر والبومه 'قربني ليك' الذي سعى به لاسترداد مكانته التي اهتزت منذ فشل البومه السابق 'بحبك ياغالي' قبل عامين وهو ما دفعه وقتها لاعلان اعتزاله الغناء والقى بالفشل على الشركة المنتجة وبعد ضغوط عدل عن قراره وتعاون في هذا الالبوم مع شركة انتاج اخرى وتم تكثيف الدعاية لألبومه الجديد لكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال ولكل التوقعات حيث لم ينجح المطرب الكبير في تخطي حاجز 100 الف نسخة بعد ان كانت توزيعات البوماته تتراوح بين 400 و500 الف نسخة·
أما البوم ايهاب توفيق 'حبك علمني' فلم يتجاوز حاجز 100 الف ليكون هذا هو الفشل الثاني على التوالي لايهاب بعد سقوط البومه 'اسمك ايه' العام الماضي ولم يستطع ايهاب في البوميه الاخيرين ان يقترب من رقم توزيعات سنواته السابقة التي كانت تزيد على 400 الف نسخة· اما حكيم فتعرض هذا العام لسقوط مزدوج فما كاد يفيق من صدمة فشل فيلمه السينمائي الاول 'علي سبايسي' الذي لم تتجاوز ايراداته المليون ونصف المليون جنيه مصري محققا من خلال هذا الرقم خسائر مادية فادحة للشركة المنتجة بعد ان كان مرشحا ليكون الحصان الاسود للموسم السينمائي الصيفي حتى جاءت الضربة الثانية بسقوط البومه الغنائي الجديد 'كله يرقص' والذي لم تتجاوز توزيعاته 70 الف نسخة بعد ان اقترب من المليون في البوماته السابقة 'افرض ونظرة وهايل'··
اما المطربة انغام فرغم ما تملكه من جمال الصوت فقد عانت السقوط والفشل فلم تتعد ارقام توزيع البومها 'بحبك وحشتني' 50 الف نسخة·
وفي الدفعة الرابعة من الالبومات حالة واحدة من النجاح النسبي كانت من نصيب المطربة شيرين والبومها 'لازم اعيش' فقد وصلت ارقام مبيعاتها الى 150 الف نسخة ومازالت هناك مبيعات لهذا الالبوم الذي يتوقع خبراء توزيع الكاسيت ان ترتفع ارقامه لكن شيرين لم تصل الى ارقام مبيعاتها السابقة التي وصلت الى 500 الف نسخة ومع ذلك يعد الرقم الذي حققته هذا الموسم نجاحا نسبيا في ظل حالة الركود والارقام المتراجعة لكبار وصغار المطربين· وكان الفشل الذريع في هذه الدفعة من نصيب مصطفى كامل وعصام كاريكا والاول بدأ شاعرا غنائيا ثم تحول الى التلحين والغناء واصدر البومات ومؤخرا تحول الى الانتاج والتمثيل السينمائي وتلقى لطمة هائلة في مطلع العام بفشل فيلمه الاول 'قشطة يابا' ثم كان سقوط الالبوم الذي حمل اغنيات الفيلم وحاول ان ينقذ نفسه في الموسم الصيفي فأصدر ألبوم 'اكرهيني' فكرهه الجمهور ولم يحقق ألبومه أي نجاح ولم تتجاوز مبيعاته اكثر من 25 الف نسخة· اما عصام كاريكا الذي بدأ ملحنا ثم اتجه للغناء فلم تفلح الضجة الرقابية التي حاول اثارتها حول منع ألبومه لاسباب سياسية فقد سارع رئيس الرقابة بالرد ساخرا بأن اسباب المنع ترجع الى اسفاف وايحاءات جنسية وتم بالفعل تغيير اسم الاغنية والالبوم لكن كل هذه الضجة لم تجد ولم تجعل الجمهور يهرول لشراء الالبوم ولم تتجاوز ارقام توزيعه 30 ألف نسخة وكاريكا كان يراهن على انه سيكسر حاجز 200 الف نسخة·
القراصنة
ويقول المنتج نصر محروس: نحن نعيش اسوأ عصور انتاج الكاسيت والانتاج الغنائي بشكل عام وهناك فشل وخسائر ولكن ماذا نفعل اذا كانت هناك اسباب عديدة خارج ارادتنا اولها القرصنة الموسيقية التي تحدث عن طريق 'الانترنت' والتي تتم من خلالها سرقة اغاني البوم جديد بعد طرحه في الاسواق بنصف ساعة عن طريق تحميله على اجهزة الكمبيوتر الامر الذي يؤدي الى امتناع الجمهور عن شراء الالبومات لأنه يتابعها عن طريق الكمبيوتر· ويشير الى ان اسلوب تحميل الاغاني عن طريق الانترنت متبع في اوروبا لكن باسلوب منظم حيث يتم طرح اي البوم جديد عبر بعض مواقع الانترنت ومن يود الحصول على الاغاني يدفع المقابل المادي·
ويقول المنتج محسن جابر: هناك فشل وخسائر كبيرة لكن هناك سرقة علنية تجعل الخسائر فادحة والضرر كبيرا بسبب تحميل اغاني الالبومات الجديدة التي انفقنا عليها ملايين الجنيهات على ' الانترنت' فهناك من يقومون بسرقتها وتحميلها عبر مواقع على الانترنت بحيث اصبح من لا يملك يستغل هذا المصنف بالمجان من دون حق او مراعاة لقانون حقوق الملكية الفكرية وهذا نوع من انواع الجريمة المنظمة او السطو المنظم والبومات كبار المطربين مثل هاني شاكر وايهاب توفيق واصالة وغيرهم هي المستهدفة بشكل اكبر·
ويبرر المطرب ايهاب توفيق هذا التراجع في سوق الكاسيت قائلاً: قراصنة الانترنت لهم الدور الاكبر في كل هذا الاخفاق والاحجام عن شراء الكاسيت والمشكلة كبيرة لاننا امام لصوص يملكون الاموال والاجهزة لسرقة وترويج بضاعتهم ولابد من حل· كما أن انتشار القنوات الفضائية والكم الكبير الذي تذيعه من الاغنيات اثر بالسلب على سوق الكاسيت فالجمهور اصبح تحت تأثير الصوت والصورة ونوعيية معينة من الاغنيات المصورة التي تعتمد على الاثارة الجنسية والكلمات الفجة وهذه النوعية اثرت الى حد كبير على جانب من الجمهور يكتفي بها خاصة مع تكرار اذاعة هذه النوعية من الاغنيات كما أن الحالة الاقتصادية لها دور كبير في هذا الاخفاق·
ويقول الموسيقار حلمي بكر: لا يجب ان نعلق كل شيء فوق شماعة السرقة والقرصنة والانترنت فهناك اسباب اخرى اهمها فوضى شارع الغناء التي نعيشها منذ سنوات وبلغت ذروتها في العامين الاخيرين مع ظهور مطربات 'الاستربتيز' على الشاشات الفضائية من كل صنف ولون مع التدني الشديد في الانتاج الغنائي نفسه وحالة التشتت التي اصابت الوسط الغنائي والجمهور الذي لا يعرف من يسمع فقد اصبح الغناء من حق كل مواطن واصبح لدينا مطرب في كل دقيقة وهذا كله جعل الحابل يختلط بالنابل فاكتفى الجمهور بما يسمعه في الراديو من اغنيات قديمة حتى اشعار آخر· اما المطربة شيرين وجدي التي اجلت طرح البومها الجديد الى عيد الفطر المقبل فتقول: ما حدث هذا الصيف كارثة فهو اسوأ مواسم الكاسيت وهناك اسباب غير الانترنت منها الزحام الشديد بين المطربين واصابة الجمهور بالحيرة فأصبح لا يعرف اي البوم يشتري ولأي مطرب كما أن الفضائيات لها دور وتأثير وكذلك اذاعة 'اف ام' وما تعرضه طوال اليوم من اغنيات وكم الالبومات الكبير المطروح في السوق في اوقات زمنية متقاربة لم يجعل كل البوم يأخذ وقته في البيع وشركات الكاسيت لها دور في عدم التنسيق الذي حدث والذي جعل السوق تغرق في وقت قليل بكم كبير من الالبومات وهذا ادى الى تراجع الجميع·
ويتساءل المطرب حكيم: كيف نتوقع ارقام مبيعات عالية في سوق الكاسيت وكل الالبومات الجديدة باغنياتها اصبحت في متناول الجميع على 'الانترنت' ومن خلال اقراص 'سي دي' التي تباع على الارصفة فقد بلغني ان البومي الجديد كانت كل اغنياته مع الناس في اول يوم طرح فيه بالاسواق وتلك كارثة كبيرة واذا لم نجد لها حلا فسوف يستمر الاخفاق والخاسر هو المطرب والمنتج· كما ان الفضائيات وكثرة البومات بعض الشباب الذين تحولوا الى مطربين لها دور وتأثير لكنني لا اتفق مع من يرى ان هناك تراجعا في مستوي اغنياتنا لأن التراجع لا يحدث هكذا في أشهر قليلة والمحصلة اننا جميعا تعرضنا لعملية سرقة منظمة وهناك من يريد ان يدمر ساحة الغناء من اجل مصالحه الشخصية· وفي ظل حالة الركود والاخفاق في سوق الكاسيت التي شهدها الموسم الصيفي فضل عدد كبير من نجوم الغناء الهروب بألبوماتهم الجديدة الى موسم الشتاء ومنهم من سيطرح ألبومه في عيد الفطر المقبل ومن هؤلاء المطرب عمرو دياب الذي انتهى من ألبومه بعد فترة طويلة من التحضير واختيار الاغنيات التي سيضمها ويقال انه سجل 46 اغنية من اجل اختيار عشر فقط منها يضعها في البومه كذلك المطربة لطيفة التي ستصدر البومها في عيد الفطر ويحمل اسم 'خلوني' ونفس الشيء بالنسبة لنانسي عجرم التي اكتفت بالحفلات الغنائية وكذلك سميرة سعيد التي ستطرح البومها في الموسم الشتوي وهو نفس التوقيت الذي اختاره مصطفى قمر لالبومه المقبل·