23 ابريل 2011 20:37
بعد ست سنوات من الغياب عن العمل مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ حين قدمت معه مسلسل «للثروة حسابات أخرى»، تعود نيرمين الفقي للتعاون معه من جديد، حيث اختارها لبطولة مسلسله الجديد «أهل الهوى»، تأليف محفوظ عبدالرحمن وبطولة توفيق عبدالحميد وإيمان البحر درويش وأحمد رزق وريهام عبدالغفور ولطفي لبيب وأحمد عزمي ومن إنتاج قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري.
تقول نيرمين الفقي: مسلسل «أهل الهوى» هو التجربة الثالثة لي مع إسماعيل عبدالحافظ، حيث قدمت معه عام 2002 مسلسل «الأصدقاء»، ثم في 2005 «للثروة حسابات أخرى»، وأشتاق للعمل معه؛ لأنه عمدة الإخراج الدرامي في مصر وأشعر معه بالأمان.
وأضافت: سعادتي كبيرة باختياري للمشاركة في «أهل الهوى»، فهو أول عمل أشارك فيه من أعمال السيرة الذاتية، حيث تتناول حلقات المسلسل حياة الشاعر الراحل بيرم التونسي، وعلاقته بسيد درويش وأم كلثوم وزكريا أحمد، والمسلسل يستعرض كل الظروف التي كانت تعيشها مصر في تلك الفترة.
زوجة سيد درويش
وقالت إنها تجسد دور «جليلة» زوجة سيد درويش، وهي امرأة تزوجها وأحبها حباً عظيماً، وكان يعتبرها مصدر إلهامه في نظم الشعر والتلحين والغناء.
وعن مسلسلها الرمضاني «هز الهلال يا سيد» الذي كان مقرراً عرضه خلال رمضان الماضي وتأخر تصويره وتأجل لرمضان المقبل، قالت: المسلسل كتبه محمد جلال عبدالقوي وبطولة ممدوح عبدالعليم وماجد المصري وسلوى خطاب وإبراهيم يسري وزيزي البدراوي وأحمد صيام وهبة مجدي، وإخراج أحمد صقر، وهو من الأعمال المتميزة التي بذلنا فيها مجهوداً كبيراً.
وعما جذبها للمشاركة فيه، قالت: قصة العمل واختلاف الدور عن أدواري السابقة، وللمرة الثانية أتعاون مع مؤلف كبير هو محمد جلال عبد القوي الذي قدمت معه «الليل وآخره»، ومع مخرج نجح خلال أعوام قليلة في فرض اسمه بقوة على الساحة الفنية، وهو أحمد صقر.
وعن الشخصية التي تجسدها، تقول: أقدم شخصية الفتاة المصرية الأصيلة التي ترفض التنازل عن مبادئها رغم التغيرات التي حدثت في المجتمع وتناضل دفاعاً عن هذه المبادئ.
الغياب عن السينما
وحول غيابها الطويل عن الشاشـتين الكبيرة والصغيرة، قالت: غيابي يرجع لأسباب لا علاقة لها بالأجر، كما ردد البعض، وأول الأسباب مرور والدتي بأزمة صحية شديدة استدعت وجودي بجوارها فترة طويلة حتى بعد الانتهاء من إجراء الجراحة، ثم عدم عثوري على دور يناسبني رغم قراءتي لأكثر من 10 نصوص.
وعن إمكانية رفضها أعمالاً تلفزيونية في بعض الأحيان، قالت: أرفض الكثير، ولكن الرفض سلاح ذو حدين، فالوجود مطلوب، وإذا ابتعدت طويلاً عن الشاشة أشعر بأنني بعيدة عن الجمهور، وإذا قبلت تكون المشكلة في توقيت العرض. وأكدت أنها سعيدة بتجاربها التلفزيونية التي قدمتها خلال العام الماضي، ومنها مسلسلات «نساء لا تعرف الندم»، و»مشاعر في البورصة»، و»الخيول تنام واقفة».
وحول غيابها عن السينما، قالت: هناك أسباب كثيرة، أهمها أنني استطعت من خلال النجاحات التي حققتها تلفزيونياً أن أستحوذ على مكانة كبيرة في قلوب جمهوري، وهذا جعلني أفكر ألف مرة قبل أن أتخذ قراراً أو أقوم بخطوة جديدة في مجال الفن. والأعمال السينمائية التي تم عرضها عليَّ في الفترة الماضية لم تكن على المستوى الذي أتمناه مثل معظم الأفلام التي سيطرت على السينما المصرية مؤخراً، فكان من الطبيعي أن أقارن بين ما عرض عليَّ من سيناريوهات تلفزيونية وما يقدم لي في السينما، وكنت في كل مرة أجد أعمال التلفزيون أفضل السينما لذلك كنت أفضل الغياب على الظهور في السينما لمجرد الظهور.
ممثلة فيديو
وأضافت: البعض كان يروج أن المنتجين ابتعدوا عن نيرمين الفقي ويرون أنها ممثلة فيديو، لكن هذا الكلام غير صحيح؛ لأن الفنان يمكن تصنيفه ممثلاً موهوباً أو غير موهوب، ولا يمكن أن يكون تصنيف هذه ممثلة مسلسلات فقط أو ممثلة سينما فقط أو مسرح.
وقالت إنها تعرف جيداً أن السينما هي التاريخ الحقيقي للفنان وتخلد اسمه، ومهما قدم من أعمال تلفزيونية أو حتى عشرات المسرحيات يظل في حاجة إلى الوجود السينمائي. وقالت: السينما لها رونقها وجمالها الذي يجذب كل فنان، لذلك أحرص على العودة من خلال فيلم جيد لإعادة فتح علاقة جديدة مع جمهور السينما الذي يختلف كثيراً عن جمهور التلفزيون، فهناك جمهور يحب أن يسعى لنجومه وينتقيهم بعناية من خلال «أفيشات» السينما وشباك التذاكر.
واعترضت نيرمين على مقولة «إن التلفزيون يحرق نجومية الفنان»، وقالت: التلفزيون صنع نجوميتي وأعطاني أشياء جميلة لا أنكرها، وهو الذي عرف الجمهور بي وجعله ينتظر أعمالي.
خطوات ثابتة
وعما إذا كانت راضية عن وضعها الفني، قالت: لا أنظر للآخرين، بل إلى نفسي، وأحاول أن أتفوق على نفسي، وأشعر بأنني أسير بخطوات ثابتة تقودني إلى نجاحات مستمرة، ولا توجد فنانة في سني حققت نجومية أعلى مني، وإن كان المقصود بعض النجمات اللاتي يعملن بالسينما مثل حنان ترك ومنى زكي فهن بالفعل نجمات سينما فقط، بينما أنا نجمة تلفزيون والجمهور ينتظر أعمالي.
ولا ترى أي مانع من تمثيل الإعلانات، وتقول: ليس لدي مانع من إعادة تقديم الإعلانات من جديد، فقد تلقيت عروضاً كثيرة آخرها عن منتج كبير، واعتذرت لظروفي الخاصة؛ لأنه كان يتطلب السفر إلى الخارج، وعندما أفكر في العودة للإعلانات سيكون الإعلان عن منتج واحد فقط، وسيكون الاختلاف الوحيد عن الإعلانات السابقة التي قدمتها في بدايتي أنني سأقدم الإعلان بصوتي، وسيكون التركيز بشكل أكثر على صورتي.
ولا ترى أن الأجر هو المقياس الحقيقي لأهمية الممثل رغم أنه «ترمومتر» لنجاح الفنان، وتقول: البعض يغالي في أجره، ويستغل الظروف الإنتاجية، أما بالنسبة لي فأنا لم أفكر في الأجر ولم أتحدث فيه ولا يهمني إن كان بالملايين أم بالآلاف والمهم الدور الجيد الذي يشعرني بالمتعة الفنية.
أنا «دلوعة»
وتعترف نيرمين الفقي بأن المصادفة لعبت دوراً كبيراً في حياتها واقتحامها مجال التمثيل، وتقول: الإنسان يتمنى أشياء كثيرة قد لا تتحقق، ومنذ صغري كنت اهتم بـالمسرح المدرسي، وكنت حريصة على المشاركة في فرق الفنون الشعبية، وكنت أشعر أن بداخلي طاقة أو موهبة، إلى أن جاءت المصادفة بمقابلتي طلعت يوحنا ودخلت من خلاله مجال الإعلانات ومنه إلى التمثيل.
وحول ما يؤخذ عليها من أن أغلب أدوارها تضفي عليها طابع الدلع، قالت: لا أفعل هذا في كل الأدوار، لكن الأنثى أنثى، والدور يفرض نفسه، وأنا «دلوعة» بالرغم من صعوبات الحياة التي أواجهها يومياً، ولهذا أنا دلوعة بحدود؛ لأن الدلع الزائد سيفقدني احترام الناس.
وترفض اتهامها بتكرار أدائها في أغلب الأدوار التي تقدمها، وتقول: لو كانت جميع أدواري متشابهة فسأصبح نمطية ولن أحقق النجاح ولن يطلب المخرجون مشاركتي في أعمالهم، فأنا أقدم أدواري بطريقة جيدة و»شيك».
المسرح يسرق العمر
عن أسباب ابتعادها عن المسرح، قالت: المسرح يسرق عمر الفنان، ويحتاج إلى الالتزام ولو حدث أي ظرف خارج عن إرادتي مثل المرض مثلاً، فلن يرحمني الجمهور، وهذا ما حدث عندما مرضت والدتي وأجرت عملية خطيرة اضطرتني للسفر معها خارج مصر، فكيف كنت سأتصرف لو أنني ملتزمة بمسرحية؟ ولو فكرت بجدية في المشاركة بعمل مسرحي، فمن الضروري أن يكون الفريق المشارك فيه مميزاً وورق العرض جيداً.
وحول اتهام البعض لها بالغرور، قالت: الغرور ليس صفة محبوبة ولا أفضلها، وربما كان عدم مشاركتي في الحفلات أو المهرجانات الفنية هو الذي دعاهم لإطلاق تلك الشائعة ضدي.
المصدر: القاهرة