الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وداد ثامر يمزج الموروث بالحداثة في اللوحة

وداد ثامر يمزج الموروث بالحداثة في اللوحة
19 ابريل 2012
يقام حاليا في المسرح الوطني بأبوظبي معرضاً تشكيلياً للفنان العراقي وداد ثامر تحت عنوان “ذاكرة”، يعرض خلاله إحدى وعشرين لوحة من آخر أعماله الفنية، والتي نفذت جميعها بالزيت على القماش وبأحجام متفاوتة تميل معظمها إلى الاتساع في المساحة مما يتيح مجالاً للتحرك الحر خلال تنفيذ الرسمة. وكان المعرض الذي تنظمه إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، قد افتتحه الأحد الماضي، زكي نسيبة عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبحضور عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وحملت الأعمال المعروضة عناوين مختلفة منها ما هو متخيل وآخر موروثي وثالث ينتمي إلى رؤى مدارس مختلفة، ومن خلال ذلك حاول وداد ثامر أن يشتغل على الكتلة الصلبة في الموضوعة مع استغلال أمثل لأرضية اللوحات حيث يبزغ منها الشكل المجسم في كثير من هذه الأعمال. توزعت العناوين بين “تكوين، وبوابة، ونساء 1 ، 2 وامرأة 1 ، 2 وسوق العشار وطبيعة وقناع و”الذات” وغيرها الكثير. كما بدت الأعمال منفذة بشكل واضح من خلال رؤى مدارس متعددة منها الرمزية والانطباعية والتجريدية، مع استخدامات لونية حاول فيها أن يعدد الألوان في كل لحظة واضعاً اللون المطابق لمفهوم وغرض ومعنى اللوحة. اشتغل وداد ثامر على رموز مدينته البصرة، وحاول من خلال أكثر من لوحة أن يطابق بينها وبين مدن الإمارات لما بينها من تعالقات تشابهية مشتركة عبر النخلة، والبحر، والزوارق، والأسواق وبذلك قدم وداد ثامر رؤيته التي استحضرتها “الذاكرة” وهذا ما دعاه لأن يطلق على معرضه بالذاكرة كونه قد غادر العراق منذ زمن بعيد واستقر في هولندا. تقترب أعمال وداد ثامر التي تناول فيها النساء وجلساتهن مع البعض في عوالم الحريم في ألف ليلة وليلة وفي المجتمع العثماني، وتبدو هذه الفكرة واضحة حيث تحيل المتلقي إلى أعمال تنحو هذا المنحى. كما حاول ثامر أن يقدم أعمالاً بالأسود والأبيض من خلال أرضية بيضاء وأقواس ومنحنيات عمرانية سوداء مع تكوينات لأجساد بشرية بيضاء لم يدخل الفنان لوناً عليها بل بدت خارجة من الأرضية، كانت الأعمال بالأسود والأبيض بسيطة في التنفيذ بالغة الرهافة والشفافية في المعنى والدلالة. يبدو أن وداد ثامر باستخدامه الألوان الفاتحة في كثير من أعماله يقترب بالزيت إلى المائيات وبخاصة لوحاته التي تناول فيها الطبيعة ولوحته “سوق العشار” وهو سوق في مركز مدينة البصرة وسمي بالعشار نسبة إلى موروث حكائي أن عشرة من الملائكة نزلوا في هذا السوق. لم يكتف وداد ثامر بالموروث الشرقي الذي عاشه بل حاول إبداعياً أن يقدم الطبيعة الهولندية في إحدى لوحاته، أما موضوعة النساء في لوحاته فهي من أكثر الأعمال هيمنة وتكراراً فيما قدم من أعمال في هذا المعرض، وخاصة لوحته التي يمكن تسميتها “ثلاثة في واحد”. استخدم الترميز في لوحته “الذات” حيث حبل الغسيل وقد علقت عليه ملابس شخصية لذات واحدة تنشر غسيلها أو لعائلة تضم الأب والأم وأبناءهما أو لشخصين معاً، وبذلك تخضع اللوحة إلى عدد من التأويلات وتفريعات مختلفة في الغاية والغرض من المعنى. ويرى الفنان وداد ثامر في كلمة جاءت بكتيب المعرض أن كل لوحة تعني بالنسبة له بداية رحلة، مغامرة، تجربة في كل مرة يحسها تخرج من أصابعه وهي خلاصة ليومه ووقته، ويبحث دائماً ويدقق ويلاحظ ويحاول ويخلق ولذلك هو مغرم باللون والسطوح والضوء التي تعطيه حرية هائلة وحافزاً للبدء ثانية على قماش جديد. ويؤكد أن هناك تفاوتاً كبيراً في كل مرة يجد نفسه فيها قريباً إلى التجريدية والرمزية والانطباعية والواقعية إلا أن النتيجة أن الكل يصبح في حوزته. والفنان وداد ثامر 1958 بكالوريوس في فن الرسم من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد كان أول معرض له عام 1979 واشترك في معارض جماعية كثيرة وأقام معارض شخصية في العراق وهولندا ومعارض مشتركة في أوروبا والدول العربية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©