19 يناير 2010 21:41
حازت سيدة الأعمال سارة بالحصا قبل شهر من الآن جائزة ولقب «سيدة أعمال 2009» عبر اختيار إدارة جائزة «آريبيان بيزنيس» لها، من ضمن العديد من الشخصيات الفاعلة والمهمة في مجال إدارة الأعمال. فأثبتت بذلك بالحصا أن الأفكار المبتكرة والتصميم وتنظيم العمل وجودته تؤدي بصاحبها إلى النجاح، ساعية إلى أن تحصد الجائزة التي تُنظم سنوياً؛ في الدورة المقبلة أيضاً.
يحقق الإنسان إثر سعيه الحثيث باتجاه هدف محدد، نجاحاً وتميزاً أياً كان المجال الذي يسعى صاحبه من خلاله، ونادراً جداً ما يذهب الجهد سدى.
هذا ما حصدته سيدة الأعمال سارة بالحصا التي نالت لقباً وجائزة بجدارة، في حفل أقيم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.
من نقطة الصفر
قادت مشروعاً خاصاً يتطلب جرأة في التنفيذ وصبراً في انتظار حصاد النتائج؛ سارة بالحصا القادمة أكاديمياً من عالم ليس ببعيد عن «الأعمال والمال» إذ تحمل إجازة في الاقتصاد تنوي تعزيزها بماجستير ودكتوراه في مجال إدارة أعمال الأزياء، المجال الذي اختارته لنفسها لدى إطلاقها «استوديو 8» الذي انطلق في دبي عام 2008. والمميّز بكونه جمع ثمانية مصممين عالميين تحت سقف واحد ليقدموا الأفضل للشرق الأوسط وآسيا انطلاقاً من دبي.
بدأت بالحصا وهي نائبة رئيس مجلس إدارة مجموعة أسسها زوجها عام 2003، العمل مع زوجها الذي ألهمها وشجعها لتكوين هويتها الخاصة على الصعيد المهني، تقول في ذلك «إن رؤيتي لزوجي تنطلق من نقطة الصفر مع مدرسة تعليم القيادة، ألهمني الشروع في إطلاق عملي الخاص، ولولا دعمه لي المطلق وثقته بقدراتي لما كنت حققت ما حققته اليوم، فلطالما شجعني وكما يطلق على مدرسة تعليم القيادة تعبير «طفلي»، أردت أن يكون لي «طفلي» الخاص، وهكذا كان، فاخترت مجال الأزياء لأنني أحبّه كما أنني أرتاح للتعامل مع النساء».
فكرة مبتكرة
تلقت بالحصا أساسيات إدارة الأعمال خلال عملها مع زوجها لعدة سنوات، وعملت بجد وإخلاص إلى أن حققت أحلاماً وطموحات عدة، تقول: «منذ إطلاق مشروعي، بدأنا بحصاد النتائج إذ حققنا نجاحاً منقطع النظير فالإنجاز الذي حققته كان السبب في نيلي التقدير والتكريم الذي لقيته من خلال اختياري سيدة أعمال 2009، ففكرة مشروعي مبتكرة إذ إنه ليس مجرد «بوتيك»- صالة بيع الأزياء أو عرض لماركات عالمية فقط، إنما جمع ثمانية مصممي أزياء عالميين تحت سقف واحد، بينهم مانيش مالهوترا وحاتم عقيل و»إيتش إس واي» وهو أول مشروع من نوعه ولم يسبق لأحد في دبي أن قام بمثله».
وتلفت إلى أنه إلى جانب مجموع هؤلاء المصممين المبدعين، فإن العمل مع النجمة باريس هيلتون جذب الاهتمام إلى المكان، وكذلك كونها امرأة تخوض عالم إدارة الأعمال في هذا الجزء من العالم، ساهم في النجاح. تقول: «عبّرت لي أكثر من امرأة عن اعتزازها بما أقوم به، خصوصاً أنني زوجة وأم وكذلك مديرة أعمال في الوقت ذاته».
التوازن المطلوب
وجدت بالحصا التوازن الذي يتيح لها عدم تقديم التنازلات خلال عملية التوفيق بين العمل والمنزل، تساعدها هواياتها على ذلك، إذا إنها تمارس اليوجا والتأمل التجاوزي وتمارين الاسترخاء التي تعتبرها من الأساسيات في حياتها، تقول: «أمضي عطلات الأسبوع مع عائلتي في مزرعتنا حيث تمتلك العائة بيتاً جميلاً وحديقة حيوانات صغيرة فيها أنواع مميزة من الحيوانات، من (الشيتا والأسود والنمور والحمار الوحشي والقرود) والمزرعة بالنسبة لي المكان المناسب للاسترخاء ولتخصيص الوقت للنفس بعيداً عن جدول عملي المكتظ بالمسؤوليات في أيام الأسبوع».
ومنذ البداية، فصلت بالحصا بين العمل والعائلة، وهي لديها صبيان، أحدهما في الثامنة والثاني في السابعة من عمره. تقول: «أنطلق في حياتي من قناعة وإيمان لدي بأن كل شيء في العالم يجب أن يكون إيجابياً ومتوازناً، وقد حققت التوازن بين عائلتي وعملي. ففي الأساس أنا منضبطة جداً فيما يختص بما علي القيام به كل يوم، وبالتالي فأنا أنظم كل شيء بحيث أن ليس هناك أي تنازلات تقدم لشأن على حساب شأن آخر».
قدرات وإنجازات
يطيب لسيدة الأعمال بالحصا التركيز على الفكرة التي تراها مميزة ومبتكرة في عالم إدارة الأعمال في مجال الأزياء، وهي الفكرة التي نفذتها من خلال الاستوديو، لكن القطار لم يصل بعد إلى محطته الأخيرة.. توضح ذلك بالحصا قائلة: «أجهز حالياً لمشروع جديد على مستوى عالمي، سأعمل عليه في هذه الشهور الأربعة القادمة من دون أن أبوح الآن بنوعه أو فكرته، ولن أعطي تفاصيل عنه قد تكشفه! وهو على الأرجح في المجال عينه، أي مجال الأزياء الذي اخترته منذ البداية لأنه مجال يتجدد دائماً ولا ركود فيه، وبالتالي من الصعب أن يشعر المرء معه بالملل».
وكون بالحصا امرأة لا تحب الخمول والتقاعس إنما تبقي نفسها دائماً منشغلة ونشطة، فهي تود تحقيق طموحات أخرى وخلق أكثر من هوية خاصة في مجال إدارة الأعمال - وقد كوّنتها- فهناك جدول يبدأ بمتابعة الدراسات العليا نحو الدكتوراه، ولا ينتهي بوعود تعمل على تحقيقها بمشاريع فريدة من نوعها في إدارة الأعمال، ترى أنها تحمل الجديد على المستوى المحلي والعالمي.
إضاءة
ترى بالحصا أنها ليست مناصرة للمرأة بالمعنى التقليدي العابر للكلمة، بقدر ما أنها تؤمن بقدرات المرأة على العمل في كل مجال خاصة إدارة الأعمال، تقول في ذلك: «أنا فخورة بما حققته المرأة في الإمارات وفي أماكن أخرى من العالم. وأرى أن معالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية هي نموذج رائع للمرأة الإماراتية».
وتدعو بود وروية إلى دعم المرأة بشكل رسمي، معبّرة عن رأيها في هذا المجال بأنه «كلما زاد دعم الحكومة لنساء هذه المنطقة سيعود ذلك بالفائدة على الجميع».
المصدر: أبوظبي