السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"أرى روايتي2" تفتح أبواب النجومية للكتاب والمبدعين

"أرى روايتي2" تفتح أبواب النجومية للكتاب والمبدعين
30 يونيو 2019 01:19

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

تستمر «أبوظبي للإعلام» في استراتيجيتها الداعمة للثقافة والأدب الإماراتي، واستثمار الطاقات الإبداعية لدى الكتاب الروائيين الإماراتيين والمقيمين العرب، من خلال مبادرة «أرى روايتي» التي أعلنت «أبوظبي للإعلام» عن إطلاق نسختها الثانية والإعلان عن شروطها، وفتح باب الترشيح للأعمال الروائية الأول من يوليو، على أن يغلق 5 سبتمبر المقبلين، وذلك بعد النجاح والصدى الكبيرين اللذين شهدتهما النسخة الأولى من المبادرة التي تهدف إلى تطوير العمل الدرامي الإماراتي، وتحويل المادة السردية إلى مادة مرئية لتصل إلى أكبر شريحة من الجمهور.
تم الإعلان عن تفاصيل ومفاجآت ومستجدات مسابقة «أرى روايتي» في موسمها الثاني في ندوة أقيمت في قاعة الليوان بمبنى صحيفة الاتحاد، بحضور سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام»، وحمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، والدكتور سلطان الرميثي المدير التنفيذي لدائرة النشر، والكاتب الإماراتي سلطان العميمي، والدكتور الباحث خليل الشيخ، والكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة، وعدد من المديرين التنفيذيين ورؤساء العلاقات التجارية بـ «أبوظبي للإعلام».

أبواب النجومية
تفتح «أرى روايتي 2» أبواب النجومية للروائيين وكتاب السير الذاتية والغيرية، من الإماراتيين والمقيمين، بحيث تكون الحياة في الإمارات محوراً رئيساً فيها، عبر تحويل الإبداعات السردية إلى عمل درامي تلفزيوني يُعرض على شاشات «أبوظبي للإعلام».
وأضافت المسابقة إلى شروطها هذا العام، أن تنحصر في الأعمال السردية الروائية والسير الذاتية والغيرية، وأن تعبر المادة السردية عن ثقافة الحياة في الإمارات، وتعكس المكان الإماراتي بأبعاده الاجتماعية والفكرية والحضارية، وتُقبل الأعمال السردية الصادرة عن دور نشر بغض النظر عن جنسية الكاتب وتاريخ صدور الكتاب.

دعم الإبداع
قال سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام»: تأتي النسخة الثانية من مسابقة «أرى روايتي»، لتؤكد استراتيجية «أبوظبي للإعلام» التي تهدف إلى دعم الإبداع الإماراتي، انطلاقاً من الحاجة إلى دراما إماراتية متميزة تعكس تطور المجتمع الإماراتي وقيمه الإيجابية، وما يتمتع به من حيوية وتسامح وتواصل مع الآخر، من هنا تستمر «أرى روايتي» في استثمار منتج عربي مهم أساسه الرواية وتاريخ السردية العربية.
وأضاف مدير عام «أبوظبي للإعلام»: حققت المبادرة خطوات مهمة، بجهد لجنة تحكيمها منذ انطلاقها وأصحبت أكثر رسوخاً، فقدمنا العام الماضي عملاً واحداً هو «ص.ب 1003» الفائز بالنسخة الأولى من المبادرة، وهو عمل مهم حقق نجاحاً وصدى كبيرين بعد عرضه في الدورة الدرامية في الموسم الرمضاني 2019، كما عرضنا عملين آخرين تم تحويلهما من الورق إلى الشاشة، وهما «عندما تشيخ الذئاب» و«صانع الأحلام»، الأمر الذي يعني أننا أمام نوع شديد الارتباط بالدراما يتجلى في عنوان «أرى روايتي».
وتابع ابن تميم: في رمضان الماضي تم إنتاج وعرض 80 عملاً تلفزيونياً تقريباً بالقنوات الفضائية العربية المختلفة، ووجدت أن هناك تجاهلاً للأعمال التاريخية رغم أن أفق هذه المسلسلات كبير، ورغم وجود عدد كبير من الإنتاجات الدرامية، إلا أن هناك حضورا قليلا للرواية، ويأتي هنا التحدي ودور «أرى روايتي» لتسليط الضوء على هذه النواحي، ونتمنى مزيداً من التألق لهذه المبادرة خصوصاً فيما يختص بالدراما المحلية.

فكرة خلاقة
بدوره، قال حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»: أجدد المباركة لما حققته النسخة الأولى من «أرى روايتي» من نجاح كبير، ونقل العمل الدرامي الإماراتي إلى مستوى يرتقي بذائقة المشاهد الخليجي والعربي، ففي البداية وعندما طرح على سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام» فكرة المبادرة، بات لدينا بعض التخوف بأن لا يكون هناك عدد كبير من المشاركات، لكن منذ بدء الإعلان عن إطلاق المسابقة في نسختها الأولى فوجئنا بمشاركة عدد كبير من الأعمال التي استمر تدفقها حتى بعد إغلاق باب التسجيل، حتى وصلنا إلى أكثر من 100عمل قدمت في فترة وجيزة، لدرجة أن هناك أعمالاً وصلتنا من كافة دول المنطقة العربية، وتعرفنا إلى كتاب روائيين لم نكن نعرف عنهم شيئاً.
وأضاف، أن «أرى روايتي» هي المبادرة الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والتي أطلقتها «أبوظبي للإعلام» لتهتم بإبداعات الكتاب الروائيين وتحويل إبداعاتهم من الورق إلى أعمال درامية على الشاشة، ضمن فكرة خلاقة وذكية، تم توظيفها لخدمة الدراما الإماراتية، وتحفيز الكتاب الإماراتيين، على تنفيذ أعمال على مستوى عال، مثل الرواية الفائزة في النسخة الأولى من المبادرة «ص.ب1003» للكاتب سلطان العميمي، والتي تم تحويلها إلى عمل تلفزيوني عُرض في رمضان الماضي وحاز إعجاب ورضا المشاهدين.

محور الإنسان والمكان
أما الدكتور سلطان الرميثي، المدير التنفيذي لدائرة النشر، فقال: نحتفي اليوم بإطلاق النسخة الثانية من مبادرة «أرى روايتي» التي أطلقتها «أبوظبي للإعلام» قبل عام لدعم الأعمال الأدبية الإماراتية، وكانت أولى ثمارها تحويل رواية «ص.ب1003» للكاتب سلطان العميمي إلى عمل تلفزيوني، عُرض في الموسم الرمضاني الماضي محققاً نجاحاً وصدىً كبيرين.
وأضاف: لمسنا في النسخة الأولى من «أرى روايتي» مشاركة عدد هائل، حيث نالت اهتماماً كبيراً من الكتاب ودور النشر، الأمر الذي يعكس أهمية المبادرة والدور الكبير الذي تلعبه «أبوظبي للإعلام» في دعم الكتاب والروائيين الإماراتيين والنهوض بالدراما الإماراتية، وإعطاء جرعة تحفيز لكل مبدع، خصوصاً أن أقصى طموح للكاتب هو أن تصدر له إحدى المطبوعات في دار نشر، أما مع هذه المبادرة فسيكون له جمهور أوسع وأفق آخر لتحويل عمله الروائي إلى درامي، وتكريمه أيضاً في مسابقة «أرى روايتي» من خلال فوزه بجائزتها، فـ «أرى روايتي» أعطت ألقاً وكرمت الكاتب وكسبت الاحترام، كونها عالجت محور الإنسان والمكان في البيئة الإماراتية.
وتابع الرميثي: ارتأت «أبوظبي للإعلام» في النسخة الثانية من المبادرة، إضافة السير الذاتية والتاريخية إلى جانب العمل السردي الروائي، الأمر الذي سيعزز الشخصية الإماراتية على الشاشة الفضية.

الرؤية والسرد
من جانبه، قال الدكتور خليل الشيخ: عندما أُطلقت مبادرة «أرى روايتي» اقترح سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام» بأن تسمى «أرى روايتي» وأعتقد أن لهذه التسمية فلسفة، لأنها تجمع بين الرؤية والسرد، فـ«أرى» تأتي من الرؤية البصرية، و«روايتي» هي العمل السردي، فلغة الرواية هي الكلمة، ولغة المسلسل هي الصورة، وعندما يتحول العمل الروائي الذي يُكتب بقلم إلى عمل بصري من خلال الكاميرا، لا يحتاج الشخص في هذه الحالة إلى التخيل كما يقرأ، فما عليه إلا المشاهدة عبر شاشة التلفزيون فقط.
وحول العلاقة بين الرواية والدراما، تحدث خليل الشيخ عن مقولة الكاتب الروائي المصري نجيب محفوظ، بـ«إنه عندما يتحول له عمل روائي إلى عمل سينمائي أو درامي لا يشاهده، لأنه يعتقد أن هذا العمل تحول من ملكية إبداعية خاصة به، إلى عمل درامي مسؤول عنه منتج ومخرج لديهما رؤية وأبعاد خاصة بهما»، لافتاً إلى أن تحويل العمل الروائي إلى عمل درامي يعرض على الشاشة مختلف تماما عن قراءة الرواية.

سير ذاتية وغيرية
أما بالنسبة لمستجدات «أرى روايتي»، فقال الشيخ: السير الذاتية والغيرية أعمال سردية، ولا تختلف عن الرواية إلا أن البطل والكاتب والراوي فيها واحد، فقد رأينا أن هناك سيراً ذاتية تجسد ثقافة الإمارات ولها حضور على المستوى الفكري والاجتماعي، يجب الاستفادة منها في الدراما التلفزيونية المحلية، خصوصاً أن بها ثراء على المستوى الفكري والحياة الاجتماعية بشكل عام.

دماء جديدة
فيما تحدث الكاتب الإماراتي سلطان العميمي خلال الندوة عن إضافة جديدة لمبادرة «أرى روايتي» في نسختها الثانية، وهي إعداد ورش عمل لكتابة السيناريو، وقال: تستحدث المبادرة إضافة جديدة وهي إقامة ورش عمل لـ5 أعمال، يشرف عليها فريق متخصص بكتابة السيناريو، وهذه الخطوة تتجه نحو تعزيز العمل الدرامي للروايات الفائزة، واكتشاف وتأهيل كتّاب السيناريو في الإمارات، لأنهم محدودون نسبياً، فنحن بحاجة إلى دماء ومواهب وإبداعات جديدة في هذا المجال الذي يحتاج إلى كثير من الخبرات.
وأضاف العميمي: إعداد ورش كتابة السيناريو ليس تقليداً جديداً، حيث نقلت العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية إلى أماكن جديدة وبعيدة، لاسيما أنه يجتمع فيها الجهد والنقاش والتطوير، ونتذكر هنا بعض الأعمال المهمة التي قدمت في السابق، مثل مسلسل «ليالي الحلمية» بأجزائه المتعددة لأسامة أنور عكاشة - ما عدا الجزء الأخير الذي عرض منذ عامين تقريباً – حيث تعاون مع أسامة أنور عكاشة مجموعة من كتاب السيناريو من الشباب وتم إعداد ورش عمل لتنفيذ أجزاء هذا المسلسل الشهير، فهذه خطوة مهمة وضرورية لكي يكون لـ«أرى روايتي» إسهامها في تطوير السيناريو ودعم الكتاب.

جسر حقيقي
من ناحيتها، قالت هبة مشاري حمادة: أتشرف بأن أكون جزءاً من هذا المشروع الرائع، والعمل مع «أبوظبي للإعلام» الصرح الإعلامي الكبير، لارتفاع معدل سقف العمل والحرية والاحتكاك مع الآخر، فعندما طُرح الأمر عليّ من قبل سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام»، وجدت أن فكرة الرواية وتحويلها من نص ورقي إلى عمل مرئي، ونقلها من العمل النخبوي إلى الشعبي، بحاجة إلى إدارة حقيقية وفعالة، فـ«أرى روايتي» جسر حقيقي بين الرواية والمادة المرئية، خصوصاً أن الرواية مادة مسالمة، يختارها قارئها كما يريد، أما العمل الدرامي فيعتدي على المشاهد، لذلك فإن ورش العمل التي سأتولى إعدادها والإشراف عليها والتي تستند إلى قواميس ومعرفة وخبرات شخصية، ستنقل العمل الروائي وتحوله إلى عمل تلفزيوني في مكان آخر.
وأوضحت مشاري أن كاتب الرواية نفسه سيكون أحد المشاركين في ورش عمل كتابة السيناريو، وينصهر مع الآخرين ويدخل معهم في العصف الذهني لكتابة الحلقات، وقالت: تحويل العمل الروائي إلى درامي «جريمة ذكية»، لأن واقع الإنتاج والإخراج يحتم عليهما التدخل من الناحية الإبداعية خلال تحويل الرواية إلى عمل درامي، لاسيما أن العمل الدرامي به مساحة أكبر من الخيال وتحريك الشخصيات وخلخلة المكان، لذلك يجب على صاحب الرواية أن يكون مقتنعاً بهذه التغييرات والإضافات في العمل الدرامي.

 أعلى المعايير الفنية
قال سعادة د. علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام»، إن المبادرة التي تمثل أحد المكونات الثقافية والفنية لاستراتيجية «أبوظبي للإعلام»، في الخدمة الوطنية والمجتمعية، ستراعي للعام الثاني على التوالي أعلى المعايير الفنية، عن طريق لجنة مختصة تعتمد في المرحلة الأولى الأعمال المرشحة للتنافس، وتختار في المرحلة الثانية قائمة بالأعمال المؤهلة للفوز، قبل أن تختار العمل الفائز من بينها.
ورحب سعادته بانضمام الكاتبة هبة مشاري حمادة، وقال: تعتبر إضافة أخرى لـ«أرى روايتي» في نسختها الثانية، حيث ستعقد ورش عمل كتابة السيناريو، ما يعزز العمل السردي وتحويله إلى درامي من خلال نقل الخبرات وتبادل الآراء، ومشاركة الأعمال التي سينهض بها المنتجون الإماراتيون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©