(أبوظبي)- بدأ مصنع جلوبال فاوندريز في نيويورك "فاب 8"، والذي تمتلك شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة "آتيك" 90% منه في إنتاج رقاقات الكمبيوتر بتقنية 32 نانوميتر، وفقاً لأحدث التقنيات في سوق أشباه الموصلات، بحسب ما أعلنته "جلوبال فاوندريز" أمس.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للمصنع نحو 16,9 مليار درهم (4,6 مليار دولار) وتم وضع حجر الأساس للمرفق الضخم في عام 2009 بعد أن تعهدت ولاية نيويورك بتقديم مساعدة مالية بنحو 4,4 مليار درهم (1,2 مليار دولار).
وجاء تقديم نيويورك لهذا الدعم المالي بغرض إضافة هذا النوع من التقنية للمنطقة وإنعاش معدل التوظيف في الطبقة المتوسطة في ولاية ظلت تقدم الوظائف الصناعية لعدد من العقود.
كما يمثل المصنع حجر أساس لسعي الولاية الرامي إلى تحويل هيدسون فالي إلى مركز صناعي ليصبح "تيك فالي"، كما يضم المركز أيضاً "مجمع نانو تك" و "إيست فيش كيل" التابع لشركة "آي بي أم" الذي بدأ هو الآخر بإنتاج رقاقات 32 نانو متر.
وتتولى"آتيك" تنفيذ رؤية حكومة أبوظبي في تحويل الإمارة إلى وجهة عالمية للتكنولوجيا المتقدمة، من خلال البحث عن أفضل الاستثمارات الاستراتيجية.
ويحتل قطاع أشباه الموصلات المركز الثالث من ناحية الإنفاق المالي في الأبحاث لقطاعات الاقتصادية، حيث يأتي الدواء في المركز الأول والبتروكيماويات في المركز الثاني، وذلك نظراً لأهمية وارتفاع كلف التصنيع لتلك المنتجات.
ويقوم إنتاج الرقاقات في المصنع الجديد "فاب8" على تقنية عازل السيلكون من "آي بي أم" والتي تم استخدامها في كمبيوتر "واتسون" التابع للشركة، حيث أن بمقدور هذه الرقاقات ذات التقنية المتطورة زيادة سرعة الرسومات في أنظمة الألعاب وفي تطبيقات الشبكات.
وتركز استثمارات "آتيك" على قطاع أشباه الموصلات، الذي تجاوزت عائداته عالمياً في العام 2010، نحو 300 مليار دولار.
وتسعى الشركة لتعزيز حضورها عالمياً، وإيجاد فرص استثمارية على المدى الطويل ضمن مراكز التكنولوجيا العالمية في أوروبا وأميركا الشمالية والقارة الآسيوية، بما يسهم في تعزيز موقع إمارة أبوظبي في أوساط قطاع التكنولوجيا عالمياً، ويدفع عجلة تنويع الاقتصاد الوطني للإمارة.
من جهته، قال أجيت مانوشا مدير «جلوبال فاوندريز» التنفيذي "إن الشراكة مع "آي بي إم" تمتد لسنوات طويلة، تمخض عنها إنتاج رقاقات بسرعة 65 و45 نانو ميتر في مصانع الشركة في سنغافورة وألمانيا، مشيراً إلى أن الشركة تقوم حالياً بإنتاج الرقاقات بالاشتراك مع "آي بي أم" في أربعة مصانع موزعة على ثلاث قارات .
وأضاف مانوشا لـ"الاتحاد": تبلغ الطاقة الإنتاجية لـ"فاب8 "نحو 60 ألف رقاقة شهرياً وذلك على مساحة 300 قدم مربع، لافتاً إلى أن "آي بي أم" أول عميل في المصنع الجديد.
وقال مانوشا "يُعد "فاب8" واحد من أكثر المصانع المتطورة في العالم، حيث يقوم بإنتاج الرقاقات بآخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة"، منوهاً إلى عدم الكشف عن أسماء العملاء الآخرين في الوقت الراهن.
وأكد أن تقنية أشباه الموصلات ، يعود لها الفضل في النمو الكبير الذي تشهده صناعة الكمبيوترات المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة النقالة الأخرى.
وأوضح أن "جلوبال فاوندريز" تخطط لاستثمار نحو 3 مليارات دولار في 2012 للإيفاء بمتطلبات العملاء والتقنية عبر منتجات متطورة من مصانعها في نيويورك وسنغافورة وألمانيا"، من خلال شراء وتركيب المعدات الجديدة وتطوير البحوث والتكاليف وفي البناء والتخطيط.
وتوقع مانوشا أن يتم إنفاق جزء من استثمارات الشركة المقدرة بنحو 11,02 مليار درهم (3 مليارات دولار) في عمليات تخطيط مصنع أبوظبي لأشباه الموصلات خلال العام الحالي، لتوفير مركز متطور للأبحاث والتطوير في أبوظبي قادر على استقطاب الشركات الرائدة في مجال البحث والتطوير.
من جانبه، أشار بيرني ميرسون، نائب مدير "آي بي أم" للبحوث، إلى الجاذبية التي يتمتع بها المصنع الجديد نظراً لموقعه بالقرب من مقر أبحاث الشركة في مدينة ألباني ، لافتاِ إلى أنه يمكن استغلال المصنع للإنتاج لأطول فترة ممكنة في قطاع ينمو باستمرار لإنتاج رقاقات تتميز بالمزيد من القوة.
وقال "يُعد المصنع من أكثر المصانع المتطورة مما جعل إنشاءه يتم على الأراضي الأميركية". إلى ذلك، قالت رائدة الصرايرة مديرة العلاقات الإعلامية في الشركة "تركز "آتيك"على القيام باستثمارات كبرى في مجالات التكنولوجيا المتطورة، سواء على الصعيد المحليّ أو على الساحة الدولية، بما يحقق عوائد ماليّة، ويعود في الوقت ذاته بفوائد بعيدة المدى لإمارة أبوظبي واقتصادها.
كما تقوم الشركة بتسخير مزاياها، كجهة استثماريّة من إمارة أبوظبي، في إيجاد فرص للاستثمار على المدى الطويل ثم وضعها موضع التنفيذ، لاسيما في المجالات التكنولوجية المتقدمة التي تتميز بالتنافسية العالية وتتطلب رؤوس أموال مكثفة.
ويمثل الاستثمار في صناعة أشباه الموصلات فرصة ثمينة لأبوظبي في مسيرتها الرامية لبلوغ أهدافها في التنويع الاقتصادي وتحقيق الرؤية الاقتصادية 2030، حيث تستثمر حكومة أبوظبي في ذلك القطاع من خلال شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة "آتيك".
ويعد قطاع الأنظمة الدقيقة وأشباه الموصلات العمود الفقري للتكنولوجيا الحديثة، كما أنها مكون أساسي من مكونات أي اقتصاد قائم على المعرفة، بما يضمن تحقيق مستويات عالية من الابتكار والإنتاجية والتنمية الفكرية.
وأشارت إلى أن صناعة أشباه الموصلات تعدُ عنصراً مساهماً في جميع الصناعات التكنولوجية ومنها كل الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية والاتصالات، كما أنها مكون أساسي من مكونات أي اقتصاد قائم على المعرفة، بما يضمن تحقيق مستويات عالية من الابتكار والإنتاجية والتنمية الفكرية.
وأضافت، تنسجم طبيعة قطاع أشباه الموصلات مع تطلعات أبوظبي الهادفة إلى بناء اقتصاد مستدام قائم ومتطور من الناحية التقنية، كما أنها تحتل باستمرار مركز الصدارة من حيث إنتاجية العمال ومعدلات النمو المرتبطة بها، فضلاً عن الابتكار من حيث الإنفاق على البحث والتطوير.
يذكر أن شركة آتيك التي تأسست في العام 2008، كشركة استثمارية متخصصة تركز جهودها على القيام باستثمارات كبرى في قطاع التكنولوجيا المتطورة سواء على الصعيد المحلي أو على الساحة الدولية.