22 ابريل 2011 19:57
أثبتت نشرة أخبار علوم الدار التي تبثها قناة أبوظبي الأولى يومياً في تمام الثامنة من كل مساء نجاحها وتميزها على مدى الأعوام السابقة، وذلك نتيجة لارتباطها المباشر بهموم المواطن وتعبيرها عن مشاكله واحتياجاته ولفت انتباه الجهات المختصة إليها لتتخذ التدابير المناسبة. صناعة الخبر وتجهيزه فنيا وتحريريا عملية ليست بالسهلة كما يظنها البعض، فهي تمر بمراحل عدة وبشخوص يعملون على قدم وساق خلف الكواليس لينقلوا للمشاهد بأمانة وصدقية وموضوعية ما يجري حوله في الشارع الإماراتي وما يسود العالم من أحداث ومستجدات.. حامد عبد الله الجنيبي هو أحد رؤساء تحرير نشرة أخبار علوم الدار الذين يقفون خلف الكواليس، ولا نراهم على الشاشة ويتوقف نجاح النشرة إلى حد كبير عليهم.
الجنيبي، شاب إماراتي لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره في حديث خاص وشيق يخبرنا فيه عن عمله كرئيس تحرير للأخبار وعلاقته بفريق العمل وكيفية صناعة الخبر وما تنطوي عليه من صعوبات، فيقول:
«مع أنني لا أحمل شهادة في مجال الإعلام لكنني أمتلك الرغبة الشديدة للعمل فيه، حيث درست علوم الجيولوجيا البترولية ولم تكن لدي رغبة للعمل في مجال البترول وحتى مجال التدريس الذي اتجهت له لفترة بسيطة، فقد اتجهت ميولي نحو العمل في الإعلام وحينها كان تلفزيون أبوظبي يستقطب المواطنين الراغبين في العمل لديه، فقدمت أوراقي لألتحق بمجال إدارة استديوهات الأخبار، ومنها صار احتكاكي بالزملاء الإعلاميين كبيراً فوجدوا لدي الرغبة في تطوير مهاراتي الإعلامية فنقلني مدير التلفزيون حينها للعمل مراسلاً إخبارياً والتحقت بدورات تدريبية في هذا المجال، وزادت خبراتي العملية وأثبت نجاحي وجدارتي فتوليت رئاسة تحرير نشرة أخبار علوم الدار منذ لحظة انطلاقتها في 2 ديسمبر 2007 وحتى يومنا هذا».
خلف الكواليس
يوضح الجنيبي المهام التي يقوم بها كرئيس تحرير خلف الكواليس ويقول:»من المعروف أن المجال الإعلامي والعمل فيه لا يتربط بأيام ولا ساعات عمل رسمية، لهذا فإن ما نمضيه في العمل أكثر مما نقضيه من وقت مع العائلة والأصدقاء، نظام عملي هو بطريقة المناوبة في العمل أي أعمل يوماً كاملاً للنشرة ثم أرتاح يومين، ولكن هذا لا يعني أنني أحصل على إجازة اليومين، فبالعكس أقضي هذين اليومين في إعداد النشرة، فإذا فرضنا أن لدي إدارة النشرة يوم الجمعة، فإني أجهز لها قبل يومين خاصة أن يوم الجمعة وكذلك السبت لا يوجد بهما عمل رسمي للجهات الحكومية وبالتالي تصبح التقارير قليلة، ما يعني ضرورة الإعداد بقوة، وخلال هذين اليومين المفترض أنهما إجازة، أذهب للعمل لإعداد التقارير خلالهما بالتنسيق مع الزملاء في إدارة مركز الأخبار، ورئيس التحرير التنفيذي للنشرة والمراسلين.
وتتخلص مهامي في اقتراح التقارير والتنسيق مع الجهات المعنية ومن ثم اختيار المراسل لتغطية الموضوع، وبعدها أبقى على تواصل مع المراسل للنظر في مضمون التقرير قبل بثه، وفي حال وجود نقاط تتطلب التعديل أو الإضافة عليها يتم ذلك بالتنسيق فيما بيننا».
شفافية ومصداقية
ويصف الجنيبي عملية حصول فريق الأخبار على أخبار النشرة بأنه ليس بالأمر السهل، خصوصا فيما يتعلق ببعض الجهات التي تسيء في كثير من الأحيان فهم رسالتنا الاعلامية فيكون التواصل معهم شبه معدوم، ومع ذلك تبقى مهنيتنا فوق سوء الفهم هذا وإن تطرقنا لأي موضوع يختص بتلك الجهات يبقى منبرهم متاحاً عبر وسيلتنا الإعلامية.
ويشير الجنيبي إلى أن مصادر الحصول على الأخبار لدى فريق عمل نشرة أخبار علوم الدار يكون بالتواصل المباشر بمصادر الأخبار والجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى أن جمهور علوم الدار يشكلون رافداً مهماً لتقاريرهم التي يلامسون فيها همومهم وشجونهم فيتواصلون معهم عبر الهاتف أو إيميل النشرة.
ويضيف:»نحن في علوم الدار لدينا سياسة طرح المواضيع بشفافية ومهنية ومصداقية عالية، وإن تناولنا خبراً سلبياً أو شكوى يبقى للجهة المعنية بالموضوع الفرصة للحديث وإبداء الرأي، ولهذا فإن التقرير لو كانت مدته 4 دقائق، فإننا بعده نستضيف مسؤولاً معنياً من الجهة ذات الشأن للتعليق وعرض رأيه بما يوازي نفس مدة التقرير أو أكثر».
وضع أفكار
ويكشف الجنيبي عن عملية التجهيز اليومي لنشرة علوم الدار ويقول:»هناك فريق يعد للنشرة طيلة أسبوع، عبر أجندة توضح أهم الفعاليات والأحداث المتوقعة، فضلاً عن وضع أفكار التقارير، ويُعطى المراسلون مواضيع تقاريرهم مع توضيح كيفية معالجتها، خاصة إن كان الموضوع يتحدث عن جانب شكوى أو مشكلة ما، وفي صباح يوم النشرة، يكون هناك اجتماع صباحي لرؤساء التحرير مع الرئيس التنفيذي للنشرة ومدير المركز لتنسيق آلية طرح المواضيع المعدة والتنسيق مع الضيوف للتقارير التي تتطلب ذلك.
ونبقى على اتصال بالمراسلين منذ خروجهم من التلفزيون لتغطية التقارير وحتى عودتهم وبدئهم في كتابة النص وقراءته ومن ثم مونتاجه، لحين تجهيزه للبث، وأكون حينها على تواصل مع مخرج النشرة وكذلك قسم الجرافيكس للإعداد لبعض التوضيحات الخاصة بالتقارير مثل وضع خرائط توضح مكاناً ما، ويتواصل عملنا حتى وقت بث النشرة واستقبال الضيوف الذين يتواجدون في استوديوهات علوم الدار، وكثيراً ما تواجهنا بعض المشاكل الخاصة بالتقارير وقت بثها، فيتوجب علينا اتخاذ القرارات المناسبة في وقتها لتجاوزها»
خلية نحل
ويذكر الجنيبي أبرز الصعوبات التي تواجهه وفريق العمل وتجعلهم في قمة الارتباك، وهي عند تعذر مراسل عن إكمال تقريره لأسباب ما، وأحياناً يلغى كثير من التقارير لأسباب مختلفة تجعلني أواجه صعوبة في كيفية إكمال النشرة بأقل تقارير ممكنة، فأوجه المراسلين بالإعداد لتقارير بديلة يمكن أن تطرح بشكل مناسب لسد نقص الوقت الحاصل، كما أننا وأثناء بث النشرة على الهواء قد نفاجأ باعتذار ضيف ما قبل النشرة بدقائق، فأبحث عن أخبار تسد النقص الحاصل، أو يأتينا خبر عاجل ومهم يجب نشره بسرعة، في حين تكون النشرة ممتلئة بالأخبار فأقوم بالتخفيف من مدة بعض الأخبار أو تأجيل بعضها غير المرتبطة بحدث معين يستوجب بثه.
ويعرف الجنيبي القراء بطاقم نشرة أخبار علوم الدار بأنه يتكون من مدير قناة أبوظبي ومدير مركز الأخبار ومن ثم رئيس التحرير التنفيذي ويأتي بعده 3 رؤساء تحرير، و6 مذيعين وأكثر من 10 مراسلين ومقدمي أخبار، فضلاً عن الطاقم التنسيقي للنشرة من باحثين ومسؤولي التنسيق والمصورين، وأجمل شيء في نشرة علوم الدار أن طاقم النشرة أسرة واحدة مترابطة، وهي كخلية نحل تسعى لإظهارها بصورة رائعة ومتقنة والمراسلون يتعاونون فيما بينهم لإنجاز التقارير من خلال تبادل الأخبار وطرح الطرق المناسبة حول كيفية تناول التقارير.
وكما ذكرت سابقاً فنحن في علوم الدار نقضي أطول وقت في النشرة، ولهذا فإننا وبعيداً عن المهام الوظيفية نفطر ونتغدى في العمل ولا ننسى بعض المناسبات الخاصة التي نشارك بها زملاءنا كميلادهم وأفراحهم الخاصة، وذلك في جو من العمل الذي نعيشه كأسرة واحدة»
خبرات ومهارات
وفي سياق آخر يجيب الجنيبي عن المهارات التي اكتسبها من خلال عمله بقوله:»بقدر ما تبدع في المجال الإعلامي وتبذل فيه العمل، بقدر ما تنجح وتضع لنفسك موضعاً فيه، فكلما بذلنا جهدا زادت خبرتنا واكتسبنا المزيد من المهارات، الإعلام يتطور يوماً بعد آخر، ولهذا فإننا لا بد أن نواكب تطوراته، كل عام يأتي نظام جديد في كتابة الأخبار وربطها بأجهزة المونتاج والجرافيكس، وبالتالي نطور من مهاراتنا المهنية وكذلك الإدارية من حيث إدارة فريق عمل مكون من مراسلين ومصورين وفنيي مونتاج والطاقم الفني للاستديوهات والبث على الهواء، ويلعب الضغط والوقت عاملين مهمين في صقل قدرات الشخص في التحكم بكل هذه المعطيات.
وللتواصل مع المسؤولين المعنيين للحديث عن كثير من القضايا التي تطرحها النشرة، ولهذا فقد تطورت علاقاتي الاجتماعية بحكم وظيفتي.
قضايا وهموم الشارع
يضيف الجنيبي: تتميز نشرة أخبار علوم الدار عن غيرها من النشرات الإخبارية بأنها ومنذ انطلاقتها أخذت على عاتقها تبني قضايا وهموم الشارع المحلي، وهي النشرة الوحيدة التي تضم مراسلين في معظم إمارات الدولة، فضلاً عن امتلاكها استديوهات إخبارية في كل من العين ودبي ورأس الخيمة والفجيرة، والنشرة أيضاً ومنذ بدايتها ظهرت بطريقة تقديم مذيع ومذيعة في النشرة الرئيسة، وكذلك 3 مذيعين آخرين للنشرات الاقتصادية والسياسية والرياضية، وكلهم يقدمون مجموعة من الأخبار المحلية بالدرجة الأولى ومن ثم العالمية التي تهم المشاهد، كما أن خدمة التفاعل مع الجمهور من خلال الإيميلات أو الرسائل النصية، جعلت النشرة تفتح مجالاً فريداً لم توفره وسيلة إخبارية أخرى، جعلت هناك رجع صدى لكثير من المواضيع التي تطرحها النشرة، وتلك الرسائل يتم بحثها والنظر في كثير من الشكاوى التي تتضمنها، فيتم الاتصال بأصحابها وبحث مشكلاتهم وتوجيه المراسلين لطرحها، ومعيار ما يتم اختياره يعتمد على أهمية ونوع الشكوى أو الاقتراح المقدم، وغالباً ما نتجه للشكاوى التي تكون عامة ولا ترتبط بمشكلة فردية، وبالتأكيد فإن الكم الهائل من الرسائل التي تصلنا دليل على نجاح النشرة، واهتمامنا بها، إذ إنها تصلنا شخصياً ونتابعها مع أصحابها.
ويلفت الجنيبي إلى أن رئيس التحرير الناجح هو الذي يدير فريق عمل إخبارياً ليخرج نشرة إخبارية تهتم بهموم الشارع لحلها وإيصالها للمسؤولين والمعنيين بها، ولايمكن ذلك إلا من خلال التقاء أفكار رئيس التحرير بطاقم المحررين، ومن ثم تقديم المادة الإعلامية بصورة واقعية، كما أن النجاح ينبع من خلال ما يُقدم من مضامين إعلامية تتميز بسهولة استيعابها لجميع شرائح المجتمع دون تكلف في لغة التقرير.
المصدر: العين