الجمعة 1 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اعتقادات سادت خلال العصور الوثنية السابقة عن الإسلام

اعتقادات سادت خلال العصور الوثنية السابقة عن الإسلام
29 يناير 2009 03:29
تظهر حاجات الإنسان للدين والإيمان منذ أقدم العصور· وربما يكون الدافع الأول لذلك هو شعوره بعدم الأمان، بسبب كثير من التحديات والمخاوف التي تواجهه في وجوده ومصيره، والتي تطرح عليه سؤال الغيب، والحياة والموت، وما بعدهما· وعندما تلقى الإنسان الدعوة الدينية، بما تحمله من معتقدات وعبادات ومعاملات، فإنه وجد فيها الحصن الذي يكفل له الأمان الروحي ومعه الأمان الإقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي لحياته الدنيوية والآخروية، وإن اختلف هذا الفكر في درجته وأشكاله حسب حاجة كل مجتمع ودرجة رقيه العقلي· قبل ذلك، أي قبل انبعاث الرسالات الدينية السماوية، كان الإنسان يواجه عجزه تجاه قوى الطبيعة المحيطة به، وكان عليه أن يخفف ذلك العجز بالتسليم الروحي والنفسي لقوى الطبيعة نفسها· لذا لم يجد المؤرخون أي حضارة قديمة، مهما أوغلت في القدم، لم تتخذ لها إلها تعبده مهما كانت درجة توحيدها أو وثنيتها· ومع أن العبادة الأولى والفطرة الأولى تتجه الى التوحيد، إلا أن عوامل كثيرة أخرى على مدى الزمن الطويل تصيب العبادات والعقائد شيئا فشيئا بكثير من التحريف والتبديل حتى يصير الواحد إثنين، والإثنين ثالوثا ومن الثالوث التعدد إلى مالا نهاية، وفي كل اتجاه، طبيعي أو سماوي أو غيبي أو حيواني··· ومما تجدر ملاحظته أن هذا التبديل والتحريف يتجه فى كل بيئة باتجاه خواصها الطبيعية والاجتماعية قبل أي شيء، فالبيئة التي يعيش أهلها في الصحارى يقدسون ما يعينهم على معرفة طرقهم في الفضاء من نجوم وكواكب، وما يهديهم في ليلهم وينير لهم ظلمتهم ويؤنس ساهرهم، كالقمر سيد آلهة سكان الصحراء· نقوش ورموز ولتكوين صورة واضحة ومتكاملة الجوانب عن العبادات القديمة لسكان الإمارات علينا الإستفادة من الأدلة والبقايا الأثرية بما تحويه من نقوش ورموز بهدف محاولة استنتاج وتحديد نوعية الديانة أو الديانات التى كانت سائدة بالمنطقة· عرفت دولة الإمارات العربية المتحدة قديما عبادة الإله القمر (ود) وبهذا المسمى يمكننا الإستدلال على أن هذا الإله قد انتقلت عبادته من جنوب اليمن زمن حضارة ''معين'' مع انتقال عناصر من قبائل ''الأزد'' بعد الهجرة التى قاموا بها إلى الساحل الشرقي من الجزيرة العربية· ولعل ما يؤكد مثل هذا الأمر، العثور على كسرة لجرة فخارية في مليحة، كانت تحمل النقش (ود، آب)· والجدير بالذكر أن لفظة (ود) عند المعينين تعني (الحب أو المحب أو الأب)، ولذلك عبد أهل ''مليحة'' إله القمر على اعتبار أنه الأب المحب لهم، الذي يدب بقطرات الندى التي تتساقط منه فتحي لهم العشب الذي يساعدهم على حياة الرعي· أيضا يمكن أن نستدل على عبادة الشمس ـ زوجة إله القمر ـ في أكثر من موضع من الإمارات· ففي ''مليحة'' عثر على صينية برونزية نقش عليها الأسم (مرأ شمس)، كما عثر فى موقع ''الدور'' على عدد من العملات تتشابه مع تلك التي عثر عليها في ''مليحة''، وكان النقش المكتوب عليها أيضا هو شمس· النسر والثعبان وأثناء التنقيب بمنطقة ''الدور'' عثر المنقبون الآثاريون على تمثالين لطائر النسر ولعل في وجود هذه التماثيل إشارة لعبادة النسر، التي عرفت في عموم أرجاء الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام· احتل الثعبان هو الآخر مكانة مقدسة في العبادات التي سادت بدولة الإمارات قديما· فقد عثر على كسر فخارية عليها نقوش للثعابين فى موقع ''رميلة'' قرب مدينة العين، وفي موقع ''أم خور''، هذا فضلا عن اكتشاف العديد من الثعابين المصنوعة من البرونز والفخار، بموقع ''تل الثعابين'' ـ يعود تاريخه إلى الألف الأول ق·م· ـ القريب من مدافن موقع القصيص بإمارة دبي· سجلت العملات المكتشفة فى الدور ومليحة وعموم دولة الإمارات وشمالي شرق الجزيرة العربية، اسم علم هو '' أب ايل''· ويعتقد البعض أنه اسم ملك عظيم له مكانة في تاريخ المنطقة القديم، لدرجة أن اسمه أصبح يستخدم كقلب بعد ذلك· أما أغلبية الباحثين فيعتقدون ان ''إيل'' هذا هو اسم إله وليس اسما لشخصية عظيمة ولعل ما يؤكد وجهة النظر هذه، أن لفظة ''إيل'' هي اللفظة السامية الدالة على الإله، وهو خالق كل المخلوقات· وفى اللغة العربية نجد أن ''إيل'' هو اسم الله تعالى، وكل اسم ورد فيه اسم ''إيل'' فهو منسوب إلى الله· أما بخصوص ذكر لفظة ''أب'' سابقة لإسم ''إيل''، على العملات، فهذا يدل على كون ''إيل أب'' الألهة وأب البشر· وهذا الاعتقاد كان معروفا عند العرب في الجاهلية إذ كانوا يعتقدون أن بعض الآلهة آباء لآلهة أخرى· الحيوان والنبات ومما تجدر الإشارة إليه أن سكان الإمارات قديما قد عملوا على تقديس الحيوان والنبات· فعلى سبيل المثال وليس الحصر، عثر المنقبون في ''الدور'' و''مليحة'' و''أمليح'' على قبور الجمال، ولعل في مثل هذا الأمر ما يؤكد المكانة المقدسة التي أحتلتها الأبل في ذاكرة العرب، ولما لا فقد كان للإبل دورا هاما في العديد من العادات والتقاليد والطقوس الدينية والاجتماعية الجاهلية· أيضا كانت النخلة تمثل الرمز العربي في محيط الصحراء الواسع الموحش، ولذلك فقد صورت على العملات المكتشفة بدولة الامارات وقد أشار شعراء الجاهلية للنخلة، ومكانتها المقدسة وأثرها في الحياة العربية بصورة عامة· وتكاد تكون النخلة الشجرة الوحيدة في الجزيرة العربية التي يستفيد منها العرب في كل شيء، فهي حقيقة شجرة العرب المباركة ولذلك فقد اعتقد العرب وجود قوى روحية تكمن في النخلة، فقد صورت على عدد كبير من الأختام المكتشفة في منطقة الخليج العربي والتي تعود بتأريخها للالف الثالث ق·م· باحث في تاريخ وحضارة الخليج العربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض