مصطفى عبد العظيم (دبي)
حذر مديرو شركات سياحة ومختصون في مجال الحجوزات الإلكترونية، المسافرين لقضاء عطلاتهم الصيفية خارج الدولة من حجز تذاكر السفر أو الإقامات الفندقية عبر منصات ومواقع إلكترونية مجهولة أو من خلال عروض تتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشددين على أهمية التأكد من موثوقية هذه المواقع قبل اتخاذ قرار الحجز.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إنه مع دخول موسم العطلات الصيفية وتزايد الطلب على حجوزات تذاكر الطيران والفنادق تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت العديد من العروض المغرية التي ينجذب إليها المسافرون لانخفاض أسعارها بفارق كبير عن الحجوزات المباشرة أو التي تتم عن طريق وكلاء السياحة والسفر، الأمر الذي يدفع هؤلاء لاتخاذ قرار الحجز عبر هذه المواقع من دون التأكد من مصداقيتها أو حتى من وجود مكاتب لها يمكن الذهاب إليها في حال حدوث مشاكل.
وأشار مديرو مكاتب سياحية إلى تزايد شكاوى المسافرين خلال مواسم العطلات من المشاكل التي يتعرضون لها عند القيام بحجز تذاكر سفرهم أو إقاماتهم الفندقية عبر مواقع إلكترونية مجهولة تقدم عروضاً مخفضة تقل بنسب كبيرة عن الأسعار التي تقدمها وكالات السياحة والسفر، لكن عند التنفيذ يتفاجأ المسافر أن هذه العروض وهمية أو مضللة الأمر الذي يحول عطلته من عطلة للاستمتاع والترفيه إلى رحلة من المشاكل والصعوبات، مما يدفعهم للعودة إلى وكالات السفر لمصداقيتها من جهة ولكونها جهة مرخصة يمكن الرجوع إليها في حال حدوث أي أخطاء غير متوقعة في الحجوزات.
من جانبهم، شدد مسؤولون في مواقع حجز إلكترونية على ضرورة قيام المسافر بالتأكد من مصداقية المواقع التي يقومون بإجراء حجوزاتهم من خلالها، لافتين إلى أنه في بعض الأحيان، يتم استخدام عنوان أحد المواقع الشهيرة ويتم إضافة بعض الأرقام أو الحروف لها دون أن ينتبه العميل لذلك، ليدخل إلى موقع مزيف يعرضه لقرصنة بياناته، لافتين إلى أن أغلب مواقع التسوق الموثوقة تُعطي أهمية بالغة لتجربة المستخدم وتجوله في الموقع وتقدم معلومات كافية حول طرق الحجز.
وبحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي، ينفق سكان دولة الإمارات على السفر إلى الخارج العام الجاري نحو 93 مليار درهم بزيادة 3.3% مقارنة بعام 2018، بما يمثل 25.4% من إجمالي إنفاق سكان منطقة الشرق الأوسط على السفر.
تضاعف التكلفة
وقال رياض الفيصل، المدير العام لشركة أصايل للسياحة، إن الحجوزات عبر المواقع الإلكترونية المجهولة ومنصات التواصل الاجتماعي بحثاً عن الأسعار المخفضة، يعرض كثير من المسافرين للمشاكل عدة تبدأ عند وصولهم للمطار أو الفندق، حيث يفاجئ بعضهم بعدم وجود الحجز على أنظمة شركة الطيران أو الفندق، وفي حال وجوده يكون في موعد مختلف أو بدرجات غير تلك المحددة خلال الحجز، مما يدخل المسافر وأسرته في مشاكل كثيرة بحثاً عن تعديل حجوزاته لتوافق مع خططه للرحلة، الأمر الذي يضاعف عليه التكلفة.
وأكد الفيصل أن الفترة الماضية شهدت زيادة ملحوظة في تعرض بعض المسافرين لصعوبات ومشاكل خلال إجراء حجوزاتهم عبر مواقع إلكترونية مختلفة نتيجة إما أخطاء من طرفهم مثل عدم مراجعة تاريخ الحجز بدقة قبل تأكيده ومعرفة تفاصيل إقامتهم الفندقية، أو من خلال تعرضهم لعمليات قرصنة عبر الدخول لمواقع مزيفة أو مجهولة دون التركيز في البحث عن مصداقية هذه المواقع.
وشدد الفيصل على ضرورة اختيار المسافر عند الحجز الإلكتروني مواقع معروفة عالمياً كي لا يقع ضحية ويخسر ماله، لافتاً إلى أن الكثيرين من المسافرين ما زالوا يختارون الحجز عبر المكاتب السياحية لأنها أكثر أمناً ولأسباب مختلفة أخرى، لتفادي الوقوع في أي مأزق أو حتى أي خطأ عند الحجز يعجز الموقع حتى لو كان يتمتع بالمصداقية بإيجاد حل له فيخسر ثمن التذكرة ويخسر وقته أيضاً.
وأشار إلى أن المسافرين غالباً ما يواجهون مشاكل عديدة خلال الحجز الإلكتروني، وبعضهم يحاولون ثم في النهاية يلجأون للمكاتب السياحية بوصفها منقذاً وحلاً أخيراً قادراً على مواجهة مشاكلهم مع الحجز الإلكتروني، مضيفاً أن أكثر المشاكل التي يواجهها الناس مع الحجز الإلكتروني تتمثل في إلغاء الحجز، حيث ترفض بعض الفنادق ذلك، أو في حال القبول فإنها تتأخر في إرجاع المبلغ الذي تم سحبه من البطاقة الإلكترونية لمدة طويلة مما يسبب مشاكل وقلقاً لدى المسافرين.
المزيف والحقيقي
ويتفق ناروز سركيس مدير شركة بالحصا للسياحة والسفر مع ما ذهب إليه الفيصل، مشيراً إلى تزايد حالات تعرض المسافرين إلى مشاكل متكررة عند سفر هم بحجوزات تتم عبر مواقع إلكترونية غير معروفة أو عروض تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن انتشار هذه المواقع يرجع إلى وقوع المسافرين تحت ضغط الخصومات الكبرى وقلة وعيهم وعدم تمييزهم بين الموقع المزيف والحقيقي، ولذا يمكن تأكيد أهمية الاعتماد على مواقع الحجز الإلكتروني العالمية عند الحجز الإلكتروني لتذاكر السفر.
وأوضح سركيس أنه على الرغم من النمو الكبير في الحجوزات الإلكترونية وتأثيرها على أعمال وكالات السياحة والسفر، إلا أن الحجز عبر المكاتب السياحية يبقى الخيار المفضل من قبل شريحة كبيرة من المسافرين في المنطقة الذين لايزالون يفضلون الحجز عبر مكاتب السياحة، لما توفره لهم من خدمة التواصل الدائم طوال مدة الرحلة، حيث يمكن عبر اتصال سريع أن يجري موظف المكتب التعديلات اللازمة بسهولة وبساطة، أما في حالة الحجز الإلكتروني فإنه ليس من السهل إجراء تعديلات على برنامج السفر من دون مشاكل أو صعوبات.
خصومات ضخمة
من جانبه، أكد محمود كامل مدير عام ساند هيل جروب، أن احتيال بعض مواقع الحجز الإلكترونية الوهمية قد يعتبر أحد مساوئ الحجز الإلكتروني، لافتاً إلى وجود حالات يتعرض خلالها المستخدمون للخداع من قبل شبكات على الإنترنت تدعي أنها متخصصة بحجوزات التذاكر والفنادق وتقدم خصومات ضخمة غير أن الحقيقة هي أن هذه الخصومات سراب وأن مصدرها شبكات تعمل على سرقة البيانات الائتمانية للمستخدمين من خلال استخدام البطاقة عبر الإلكترونية.
ولفت إلى أن ثمة أنواعا أخرى من المشاكل يواجهها عملاء عند الحجز الإلكتروني وتتمثل غالباً في خسارة المبالغ المدفوعة إذا حدث أي خطأ خلال الحجز أو إذا أراد إلغاء الحجز أو تأجيله، بينما إذا كان التعامل مع مكتب سياحي فإن المسؤولية تقع على المكتب وهو يقوم بخدمة المسافر عبر الاتصال به بشكل مباشر مما يجعل الأمور أكثر وضوحاً وأماناً.
ولفت كامل أن الحل لا يكون عبر التوقف عن الحجز إلكترونياً فلهذه الطريقة إيجابيات كثيرة، حيث توفر الوقت والجهد كما تقدم خيارات واسعة أمام المسافر وخاصة أن بعض شركات الطيران العالمية أصبحت تتواصل مع عملائها مباشرة بشكل إلكتروني، لكنه دعا إلى ضرورة توخي الحذر خلال الحجز وأن يكون التعامل مع المواقع العالمية المشهورة التي لديها مكاتب موجود بالفعل في الدولة و التي تتمتع بالموثوقية والمصداقية العالية.
الأمان والاعتمادية
من جانبه، قال سمير باجول، نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة كلير تريب الشرق الأوسط، إنه في ظل الانتشار الواسع لاستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وبوابات التجارة الإلكترونية، حيث يعد معدل انتشار هذه الهواتف الذكية ضمن أعلى المعدلات عالمياً، أصبح زاد الاعتماد على آليات حجوزات السفر عبر الإنترنت.
وأوضح باجول أنه وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هناك بعض الافتراضات الخاطئة المقترنة بهذا القطاع الحيوي، والتي تتعلق بالأمان ودرجة الاعتمادية وضعف إمكانية إجراء التعديلات، إلا أنه وعلى النقيض من ذلك، توفر مواقع حجوزات السفر عبر الإنترنت قدراً كبيراً من الشفافية.
وأضاف باجول أنه من المتوقع أن تصل القيمة الإجمالية للحجوزات على «كلير تريب» و«فلاي إن»، بعد عملية الدمج في عام 2018، إلى 1.8 مليار دولار سنوياً بنهاية 2019، علماً أن العملاء يقومون بإجراء 50 ألف معاملة يومياً على مواقع الشركة».
نصائح للتأكد من موثوقية المواقع
أكد مأمون حميدان، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند لدى «ويجو»، أنه في ظل الانتشار الكبير لمواقع الحجز الإلكترونية، بات يصعب على المستخدم اختيار الموقع الموثوق للحجز من خلاله.
ولفت إلى أبرز الخطوات التي يمكن اتباعها للتأكد من موثوقية المواقع، ومنها التأكد من رخصة الموقع وتاريخ إنشائه، وضرورة تواجد مركز لخدمة العملاء، مثل رقم هاتف دعم العملاء وعنوان الشركة، والبريد الإلكتروني، وصفحة الدعم والأسئلة الشائعة. وأضاف: في حال ضرورة الاستفسار عن تعديل وإلغاء الحجز، فإن معظم المواقع الموثوقة تستخدم معلومات كافية للاتصال بها، والاستفسار عن منتجاتها، ما يمكن العميل من الوصول إليهم بسهولة تامة.
ونبه حميدان إلى ضرورة قيام العملاء بالتدقيق جيداً في المواقع التي يصلون إليها عبر الإنترنت، لافتاً إلى أنه وفي بعض الأحيان، يتم استخدام عنوان أحد المواقع الشهيرة، ويتم إضافة بعض الأرقام أو الحروف لها لهذا ينبغي على العميل الانتباه، والتأكد من الموقع، مؤكداً أن أغلب مواقع التسوق الموثوقة تُعطي أهمية بالغة لتجربة المستخدم وتجوله في الموقع، وتقدم معلومات كافية حول طرق الحجز.
وأوضح حميدان أن معظم المواقع لديها بعض الشروط في عمليات الاسترداد والاستبدال في غضون مدة معنية، لذلك ينبغي على العميل التوقف لقراءة هذه الشروط لتفهم ما هو مقدِم عليه، أما إذا لم يجد هذه الصفحة فيتأكد تماماً أنه في موقع مشبوه أو زائف، مضيفاً أنه ينصح بالحجز مع مواقع تقدم أسعارها بالعملة المحلية وتتيح لمستخدميها إمكانية إتمام الحجز باستخدام وسائل الدفع المعروفة عالمياً بالإضافة إلى وسائل الدفع المحلية في بلد الحجز.
وأوضح حميدان أن التطبيقات الذكية والحجز الإلكتروني يلعبان دوراً مهماً في تسهيل عملية البحث والحجز، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من الناس يقومون بالحجز عبر التطبيقات الذكية، نظراً لسهولة ومرونة الحجز وإمكانية التخطيط لرحلتهم من خلال توافر خيارات أوسع إذ بإمكانهم حجز رحلاتهم في غضون دقائق إلى الوجهة التي يفضلونها، واختيار الباقة المناسبة، ومقارنة الأسعار والخيارات من أي مكان في العالم.