ريو دي جانيرو (وام)
سيكون العجوز أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب «السليستي»، على الموعد مع المباراة 201 التي يقود فيها منتخباً واحداً مسجلاً رقماً قياسياً جديداً، كأكثر مدرب في العالم يقود منتخبا واحداً، وتواجه أوروجواي منتخب البيرو في ربع نهائي الكوبا غداً، ودخل أوسكار التاريخ من أوسع أبوابه في أعقاب مباراة الأوروجواي الأخيرة مع تشيلي بالجولة الثالثة من دور المجموعات التي وصل معها إلى الرقم 200، ليقتحم موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وما يعزز من رصيد إنجازات المدرب، أنه قاد منتخب بلاده في 4 نهائيات لكأس العالم هي 1990 و2010 و2014 و2018. انتصر على المرض، وكل يوم يسجل أهدافاً جديدة.. ذلك العجوز لا يعرف الاستسلام ولا يرفع الراية البيضاء، حتى الأطباء الذين أخبروه في 2016 بأنه لن يستطيع الوقوف على قدميه مرة أخرى، ولن يتمكن من تدريب المنتخب غضب منهم كثيراً وقرر ألا يراهم رافعاً شعار التحدي معهم أيضاً. أوسكار تماسك وتمسك برأيه وفاز في أصعب معاركه.. نعم هو يقود المنتخب في التدريبات على الكرسي المتحرك، وفي المباريات على «العكاز» لكنه يقوم بكل الأدوار المكلف بها على ويقول تاباريز إنه لم يفكر أو يتخيل يوماً بأن يحقق رقماً قياسياً، أو يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ويستطرد: «لا يعنيني هذا كثيراً، كل ما يعنيني أن أقود منتخب بلادي، أن أفعل ما أحب، وأن أبقى في المستطيل الأخضر حتى آخر يوم في حياتي، وكذلك لا يعنيني التعب الذي أعانيه في جلسات العلاج الطبيعي والتي تمتد أحياناً لأربع ساعات، لأتمكن من الوقوف على العكاز لإدارة المباريات، لأنني بعد الفوز مع المنتخب أنسى كل التعب، وأخلد إلى وسادتي مستريحاً هادئاً، أشعر بالفخر للدور الذي قمت به مع المنتخب خلال المرحلة الأولى القصيرة من 1988 إلى 1990، ثم من 2006 حتى الآن، وما زال لدي الكثير».
ما حققه تاباريز مع منتخب بلاده يعتبره البعض إعجازاً لأنه عندما تولى المسؤولية في مايو من 2006 بعد الخسارة من أستراليا في ملحق التأهل لنهائيات كأس العالم بألمانيا، كانت كرة القدم في الأوروجواي تمر بأسوأ مراحلها، لكنه وضع خطة التحدي، واعتمد شعار «لا وجود للمستحيل» فقاد المنتخب للتأهل من جديد إلى مونديال 2010، وصعد معه إلى نصف النهائي، ثم قاد الفريق للفوز بلقب كوبا أميركا عام 2011، ثم تأهل معه إلى ثمن النهائي في كأس العالم بالبرازيل 2014، وربع النهائي في روسيا 2018. تاباريز أكثر من مدرب في بلاده، فهو أسطورة تمشي على الأرض، لأنه لا يقتصر في عمله على قيادة المنتخب الوطني الأول فحسب، لكنه وضع لهم برنامجاً أطلقوا عليه «مشروع تاباريز» لتطوير الناشئين، وقد انتج هذا المشروع ولا يزال المواهب القادرة على تمثيل المنتخب بكفاءة والدفاع عن شعاره في كل المحافل، هو يحث لاعبي بلاده المحترفين في أوروبا على التواصل مع وطنهم، وتطوير مستواهم بشكل دائم، حتى يكونوا جاهزين لتمثيل الوطن بأفضل صورة. ومن جديد سيكون تاباريز أمام تحد آخر أمام بيرو، لبلوغ الدور نصف النهائي، والذهاب إلى أبعد مدى في البطولة القارية، ولكنه ما زال يؤكد أنه لن تواجهه لحظة أقسى في حياته من اللحظة التي قال له الأطباء فيها..«لابد أن تجلس في البيت الآن.. انتهت مهمتك مع الكرة»، ويقول أيضاً إن هذه اللحظة هي الأهم في حياته، لأنها التي كشف فيها عن معدنه الحقيقي فقرر التمرد على الواقع، وفرض واقعه الخاص مما دفع الاتحاد الأوروجوياني لكرة القدم إلى تجديد التعاقد معه حتى نهاية 2022..وحينها سيكون المايسترو قد تجاوز الـ75 سنة بشهور.
بروفايل
الاسم: أوسكار واشنطن تاباريز داسيلفا
العمر: 72
تاريخ الميلاد: 3 مارس 1947
مكان الميلاد: مدينة مونتيفيديو
اللقب: «المايسترو»، «أيقونة النصر»