24 نوفمبر 2009 01:25
أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية القاضي بتزويد إيران بالوقود النووي يتضمن ضمانات، وذلك بعد أن طالبت طهران بضمانات دولية للحصول على الوقود النووي في الوقت المناسب.
وفيما دعت الإدارة الأميركية طهران إلى “التعاون” مع الغرب حول برنامجها النووي، أطلقت طهران المرحلة الثانية من مناوراتها العسكرية الواسعة للتدريب على تقنيات الحرب الالكترونية ومواجهة هجوم مباغت على منشآتها الحساسة معلنة أن غواصتين طراز “غدير” ستلتحقان بأسطولها البحري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحفي أمس إن “مشروع الاتفاق النووي يأخذ بالفعل في الاعتبار هذا القلق الإيراني بشأن الضمانات”.
وأوضح فاليرو أن الاتفاق يتضمن استعداد الوكالة الذرية لتقديم “الضمانات في كل مراحل انتاج الوقود لمفاعل الأبحاث بطهران، وصولا إلى التسليم النهائي”. وأضاف “أن رفض طهران استخدام اليورانيوم ضعيف التخصيب لأهداف مدنية، يعزز شكوكنا في أهداف برنامجها النووي”.
وكان المندوب الإيراني لدى وكالة الطاقة الذرية علي أصغر سلطانيه أكد أمس الأول أن “القضية الأساسية” بالنسبة لطهران تكمن في الحصول على “ضمانات بشأن تسليم الوقود النووي اللازم لمفاعل الأبحاث في الوقت المطلوب”.
وينطوي مشروع الاتفاق الذي تقدمت به الوكالة الذرية على تحويل جزء كبير من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب (3,5%)، إلى روسيا حيث تتم زيادة تخصيبه قبل تحويله في فرنسا إلى وقود نووي وإعادته إلى إيران.
من جهة أخرى، قالت ايلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لمراقبة الأسلحة والأمن الدولي،”نفضل أن يختار النظام الإيراني التعاون في نهاية المطاف”.
وأضافت أن الإيرانيين “طلبوا التعاون، وهذا ما حصلوا عليه. والآن ماذا سيفعلون، فهل سيقبلون العرض الذي قدمناه أو هل سيلجأون إلى أعذار أخرى غير مقنعة حتى يتهربوا؟” وأوضحت تاوشر “إذا لم ينفع الإقناع، فإن المرحلة المقبلة ستكون ممارسة الضغط”، ملمحة إلى امكان توقيع عقوبات اقتصادية جديدة على إيران.
وقالت تاوشر في هاليفاكس بكندا أمس الأول أن الطموحات النووية الإيرانية ما زالت تقلق “كثيرا” الولايات المتحدة. لكنها أضافت “لا اعتقد أن أعمالا عسكرية ضد إيران مطروحة في الوقت الراهن”.
في غضون ذلك، واصلت إيران المرحلة الثانية من مناوراتها العسكرية أمس حيث أكد المتحدث باسم المناورات اللواء علي مقيسة في تصريح للصحفيين أن التمرين يهدف إلى التدرب على تقنيات الحرب الالكترونية ومواجهة أي هجوم مباغت قد يستهدف المراكز الحساسة خاصة المنشآت النووية. وذكر مقيسة أن المرحلة الأولى من المناورات انتهت أمس الأول حيث تم إجراء اختبارات على ردود الفعل السريعة للمضادات الجوية التي تمتلكها البلاد.
كما جرى خلالها تعزيز شبكة الرادارات الثابتة والمتحركة بينها “مطلع الفجر” و”كاشف” محلية الصنع إضافة إلى رادارات “كافتا” و”نيبو” التي تم استخدمها في كشف وتحديد مواقع العدو الوهمي وإعلام الوحدات العاملة. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية “ايسنا” أن “العدو المفترض نفذ صباح الاثنين هجوما نوويا، جرثوميا، وكيميائيا وهميا”، مؤكدة أن القوات الإيرانية ردت “بسلسلة من العمليات لتنظيف المنطقة من آثار الهجوم”. وأعلن قائد القوة البحرية العميد حبيب الله سياري أن غواصتين نوع “غدير” ستلتحقان بالأسطول البحري الإيراني.
إلى ذلك، زعم مصدر رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية لم يكشف عن هويته، أن إيران تقوم برشوة دول صديقة لإسرائيل، حتى تتخلى عن دعم الدولة العبرية وتصوت ضدها في مجلس الأمن. واعتبرت صحيفة “يديعوت احرونوت” التي نشرت أقوال المسؤول، أن هذه المزاعم تطرح تساؤلا وهو “هل بدأت الملاحقة بين إسرائيل وإيران، لكسب ود الدول الصغيرة، والجزر في المحيط الهادئ”. وأكدت أن هناك تخوفا كبيرا في إسرائيل، من تمكن إيران من شراء أصوات تلك الجزر والدول، مقابل الأموال، خاصة أنها دول فقيرة جدا.
وكان الرئيس محمود نجاد قد وصل قبيل ظهر أمس إلى برازيليا حيث التقى نظيره البرازيلي لويس لولا داسيلفا، فيما خرج متظاهرون ينددون بزيارته لليوم الثاني على التوالي. ووصل نجاد متأخرا عن الموعد المحدد وسط اجراءات أمنية مشددة وستستمر زيارته أقل من 24 ساعة وتطغى عليها قضية البرنامج النووي وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
احتواء تلوث إشعاعي في محطة نووية أميركية
واشنطن (أ ف ب) - أعلنت متحدثة باسم الهيئة الأميركية للتنظيم النووي مساء أمس الأول، أن تلوثاً إشعاعياً طفيفاً سرعان ما تم احتواؤه ولحق بمجموعة صغيرة من الموظفين، وقع السبت الماضي بمحطة ثري مايل ايلاند ببنسلفانيا.
وقالت ديان سكرينسي المتحدثة باسم الهيئة “صدر إنذار يشير إلى حصول تلوث إشعاعي” بينما كان موظفون يقومون بأعمال الصيانة، وأصاب “مجموعة صغيرة منهم”. وأضافت المتحدثة “لا أعرف العدد الدقيق للأشخاص المصابين بالتلوث الإشعاعي لكنهم شفوا جميعاً من التلوث..إنهم مجموعة صغيرة”، موضحة أن شركة اكسلون للكهرباء تستثمر المحطة. وقد أجلي الموظفون الـ 150 الذين كانوا موجودين في المبنى الذي حصل فيه التلوث.
وأوضحت المتحدثة أن “مصدر هذا التلوث ما زال مجهولاً”، ويجرى تحقيق في شأنه، مشيرة إلى أن “الحادث كان صغيراً”.
وشددت المتحدثة على القول إن هذا التلوث الإشعاعي ضعيف المستوى “لا يشكل أي خطر على الصحة العامة ويبدو أيضاً أنه لم يؤثر على الموظفين في المحطة”. وقالت “ننتظر من الشركة أن تحدد ما حصل، والتدابير التي يفترض أن تتخذ للحؤول دون تكرار حصول التلوث”.
وأرسلت الهيئة الأميركية للتنظيم النووي خبراءها إلى المحطة لإجراء تحقيق، كما قالت المتحدثة التي انتقلت أيضاً إلى المحطة. وكانت المحطة أوقفت في 26 أكتوبر الماضي لإجراء الصيانة.
وقد شهدت المحطة حادثاً خطراً في 1979 حيث ذاب جزء من قلب المفاعل. ومنذ ذلك الحين، لم تبن أي محطة نووية في الولايات المتحدة. وتؤمن المحطة 20% من الكهرباء في الولايات المتحدة، فيما تؤمن محطات تعمل على الفحم 50%
المصدر: عواصم