23 نوفمبر 2009 01:40
لقي 26 شخصاً على الأقل مصرعهم وانقذ أكثر من مئتين آخرين اثر غرق عبارة أندونيسية أمس بسبب رداءة الطقس بين سنغافورة وجزيرة سومطرة.
ولا تزال الحصيلة غير مؤكدة فيما تتواصل عمليات الإغاثة التي تصطدم بصعوبات بسبب حلول الليل وسوء الاحوال الجوية. وصرح اللفتنانت كولونيل ادوين من البحرية لوكالة الأنباء فرانس برس “حتى الآن قضى 26 شخصاً أغلبهم غرقاً”؛ موضحاً أن 250 شخصاً من بينهم القبطان انقذوا. وتابع أن الحصيلة قد ترتفع بسبب الغموض حول عدد الركاب الذين استقلوا العبارة “دوماي اكسبرس”؛ المتوسطة الحجم والتي تنقل الركاب بين الجزر الأندونيسية.
وغرقت السفينة حوالي الساعة العاشرة صباحا (الثالثة فجرا بتوقيت غرينتش) قبالة جزيرة كريمون الصغيرة الواقعة عند مدخل مضيق مالاكا. وقال مسؤول في الشرطة المحلية بوي هرلمبانغ “إنها غرقت بسبب الأمواج العاتية والأمطار الغزيرة على الأرجح”؛ مشيراً إلى صعوبات في عمليات البحث بسبب سوء الاحوال الجوية؛ وهو ليس أمراً غير اعتيادي في هذه المنطقة أثناء فصل الامطار الموسمية على ما أوضح.
وقال الضابط ادوين “صدمت الأمواج العاتية هيكل العبارة محدثة شقوقاً تسربت منها المياه إلى داخلها فغرقت في نصف ساعة”. وتابع “على الارجح قفز الركاب في المياه للنجاة فيما كانت العبارة تغوص”. وبسبب قرب السواحل تمكنت فرق الانقاذ من بدء عملياتها بسرعة. وانقذ صيادي السمك عددا من الركاب فيما القيت سترات نجاة إلى ناجين آخرين في المياه.
ويبدو بحسب عدد من الناجين أن العبارة كانت تنقل عدداً من الركاب اكبر مما هو مسموح لأن بيان الحمولة يشير إلى وجود 226 شخصاً على متنها بينهم افراد الطاقم الـ13 بحسب الشرطة. علماً بأن طاقة دوماي اكسبرس الاستيعابية القصوى هي 273 شخصاً. وأعلن المدير العام للنقل البحري في أندونيسيا؛ سوناريو ان تحقيقا سيبدأ لمعرفة ما اذا كانت “السفينة تحمل اكثر من الحمولة المسموح بها” وهو امر “غير مقبول”؛ وما اذا كانت في “حالة تسمح بالابحار” وفي اي ظروف قرر القبطان الابحار بالرغم من رداءة الطقس. كذلك لاقت عبارة اخرى تنتمي الى الشركة نفسها تؤمن المواصلات بين دوماي وجزيرة مورو؛ صعوبات بسبب الأحوال الجوية السيئة لكن لم يصب احد من ركابها الـ270 بأذى حسب وزارة النقل.
ولا تعد حوادث الغرق من الامور النادرة في الارخبيل الاندونيسي الشاسع الذي يقطنه 234 مليون نسمة ويضم أكثر من 17 الف جزيرة حيث تشكل العبارات احدى وسائل النقل الرئيسية، فيما تفتقر ظروف الإبحار إلى المعايير الأمنية. ولقي 335 شخصاً حتفهم في يناير الماضي اثر غرق عبارة قبالة جزيرة سولاويسي. وكان هذا الحادث هو الاخطر منذ مقتل اكثر من اربعمئة شخص اثر غرق عبارة وسط عاصفة قبالة جزيرة جاوا في ديسمبر 2006. بعيد ذلك غرق ركاب عبارة اخرى اثر حريق في السفينة. ومع كل حادث تطرح التساؤلات حول المعايير الامنية على متن هذه المراكب القديمة بغالبيتها والمحملة أحياناً بأكثر من المسموح.
المصدر: جاكرتا