السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحروف العربية تزين الشاطئ.. والألوان وقود الساعة الإلكترونية

الحروف العربية تزين الشاطئ.. والألوان وقود الساعة الإلكترونية
22 نوفمبر 2009 23:35
لم يقتصر «فن أبوظبي» على اللوحات والتماثيل التي تزين جدران صالاته المتعددة، ولكن جمال الفن وروعة الإبداع طرقت مجالات أخرى، فانتقلت إلى الحروف العربية الجميلة في مختلف أشكالها وأوضاعها، من نقطة الباء والنون إلى الألف الشامخة وهي تتكئ على اللام، إلى بقية الأحرف التي تنبسط أو تنحني أو تتربع بلونها الأبيض المشرق فوق المنصات القائمة على رمال الشاطئ الرملي في الجهة الشمالية من قصر الإمارات. وفي استوديو تصميم الساعة الإلكترونية يظن المشاهد الواقف خارج الاستوديو أنها مرتبطة بالطاقة الكهربائية، رغم أنها «ساعة تناظرية رقمية» من عمل المصمم الهولندي الشهير مارتن باس Maarten Baas وهو الذي يتابع من الداخل حركة الزمن ويمحو أرقام الدقائق ويخطها كل دقيقة بسرعة خاطفة كما يغير رقم الساعات بدقة منضبطة مع حركة الزمن الواقعي. وقد استمر الفنان بهذا العمل الدقيق ثلاث ساعات متواصلة. ولأن الأطفال لا يحبون الأماكن المغلقة ويفضلون اللعب في الهواء الطلق، أقيم بين واجهة القصر الشمالية والشاطئ، صف يشبه موكب كرنفال عالمي من التماثيل الرمزية المتنوعة تمثل أطفال العالم بملامحهم وأزيائهم وقبعاتهم المختلفة. وفي جانب من باحة القصر الخلفية، جلس الخطاط الإماراتي محمد أحمد بن يحيى يبدع بخط فني أسماء العديد من رواد المعرض، زوارا ومقيمين، كبارا وأطفالا، ليحتفظوا بها تذكارا عربيا جميلا من مهرجان «فن أبوظبي». التقينا بثلاث سيدات: جودي، ميش، آن، وكل واحدة منهن تحمل لوحة اسمها بيدها، وتقول جودي: هذه ذكرى فنية طيبة آخذها من أبوظبي وسوف أحتفظ بها». وتقول رفيقتها ميش: «اسمي بالأحرف العربية جميل مثل اللوحة الفنية وسوف أعلقها في بيتي»، وتقول آن: هذا الفنان مدهش بسرعته وبراعته في الرسم، وأصدقائي سوف يفرحون برؤية اسمي بالخط العربي». ورغم كثرة عدد المنتظرين دورهم في الحصول على لوحة بأسمائهم، بادر الفنان بن يحيى ليقدم إلى «الاتحاد» لوحة خاصة بها، وتحدث قائلا: «قريبا سوف أحصل على الإجازة بالخط العربي، وأساتذتي هم الفنان محمد مندي، حسين السري، الشيخ حسن جلبي من تركيا. وكما ترين، فإن إقبال الأجانب كبير على فن الخط العربي واقتناء لوحاته، بينما لا نرى عندنا مثل هذا الاهتمام.» وفاجأني الفنان بقوله: «أمس خططت أكثر من 400 اسم، وهذه فرصة طيبة للتعريف بهذا الفن العريق ونشره، رغم قلة اهتمام الناس عندنا فيه، وكنت أتمنى لو كان هناك صالة مخصصة لعرض لوحات الخط العربي، وأنا لا أعرف سبب غياب مثل ذلك، كنت أتمنى لو أن الجهة المنظمة استدعت فناني الخط لتقديم مشاركة جميلة تليق بهذا الفن ليطلع عليه الزوار». ولم يغب الإبداع الصيني المتميز بروعته وصفائه عن مهرجان «فن أبوظبي»، وهذا هو الفنان فينغ مينغبو Feng Mengbo الذي قال لنا: اشتركت بعدة لوحات، منها لوحة فيديو تمثل انطلاقة المسيرة الطويلة بقيادة ماو تسي تونغ. وأما اللوحة الثانية فقد جمعت بين لوحتين، وهما عمل يدوي بالتطريز على الحرير، وفيهما ملامح من الفن القديم والحديث، وأما العمل الثالث فهو مستوحى من الزلزال الذي كان قد ضرب الصين، العام الماضي، وراح ضحيته أكثر من 10 آلاف شخص، ويظهر الناس الذين قضوا حيث اللون القاتم، بينما القسم المضيء فهو يمثل الناجين من تلك المصيبة».
المصدر: فاطمة عطفة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©