السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلمي عبدالرؤوف: الصائم يترك الحلال ليتعلم تجنب الحرام

11 سبتمبر 2008 00:40
يعد الصيام مدرسة يتعلم فيها الصائم الكثير من الدروس ومنها انه يترك الحلال ليتعلم تجنب الحرام، على حد قول الدكتور حلمي عبدالرؤوف -استاذ الفقه بجامعة الأزهر· ويضيف أن صيام رمضان ركن ركين في الاسلام وهو يزكي النفس ويرسخ التقوى والفضيلة كما قال سبحانه وتعالى في فاتحة آيات الصيام: ''يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون''· ويقول ان المطلوب من المسلم ان يراعي في صيامه حرمات الله تعالى، بحيث يحافظ بصيامه على كل واجب شرعي، ويتقي كل ما يؤدي الى سخط الله من الأقوال والأعمال ويقول ان الصيام ايضا مدرسة لتطهير النفس وتزكية الأعمال والتقرب الى الله سبحانه وتعالى، والتعود على الأخلاق الفاضلة والترفع عن الدنايا والحرص على الأمور والسعي الى كل ما فيه خير الفرد والأمة، وهو مدرسة لضبط الجوارح، حيث يؤدي الى ضبط اللسان والعين والأذن وكل جارحة حتى لا تقع في معاصي الله ويوضح أن الصيام المطلوب انما هو الذي يكف به الانسان عن الغيبة والنميمة والكذب واللمز، وجميع ما يؤدي الى الخلاف أو الشقاق بين عباد الله، والصائم مأمور بأن يحتمل الأذى من غيره وألا يقابل الاساءة بمثلها والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ''الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن أحد سابه أو قاتله فليقل إني صائم'' والصيام المطلوب هو الذي يزكي النفس ويحفظ حركاتها وسكناتها لتكون وفق امر الله تعالى وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: ''من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه'' وترك الطعام والشراب وسيلة للإرتقاء بالنفس الى الدرجات العالية حتى يتشبه الانسان بالملائكة في البعد عن الشهوات، وفي حرصهم على طاعة الله، وفي سبقهم الناس والخلق الى مرضاة الله سبحانه وتعالى ويوضح انه يجب على المسلمين في هذا الشهر الكريم ان يحرصوا على جمع الشمل وتأليف قلوبهم وتوحيد صفهم والخروج من حالة الوهن التي هم فيها، ليستحقوا نفحات الله تعالى المباركة التي تنزل على عباده الصالحين الصائمين القائمين ويؤكد الدكتور حلمي ان الصيام جنة لصاحبه من المادية الطاغية والأثرة المتحكمة والكبر المتعالي والشح القاتل، ويقي صاحبه كل زور في القول والعمل· والصوم وقاية ايضا للصائم مما يضر نفسه ويضر غيره فكمال السلوك الاجتماعي بايجابياته وهي التحلي وبسلبيته وهي التخلي وقد جاء في الحديث للمرأة التي اعجبت الصحابة بكثرة صيامها وكثرة قيامها لولا ما في لسانها من ايذاء تؤذي الجيران فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم - ما معناه:''لا خير في صلاتها وصيامها وهي في النار'' ويشير إلى ان اخطر المعاصي ما التي قد يقع فيها الصائم المساس بحقوق الاخرين، مؤكدا ان الصيام الصحيح يتجاوز حد الماديات الى المعنويات وحد المحرمات الى المكروهات ويساعد على الوقاية من كثير من هذه المعاصي، ذلك ان ابرز مقوماته الصبر، والصبر اشد ما يكون مرارة عند الحرمان من شيء وهو في متناول الانسان وعلى حد قول القائل: ''احب شيء الى الانسان ما مُنع'' ويضيف أن المسلم حين يمتنع طائعا عن الضرورات التي يحتاج إليها بحكم الغريزة فإنه لا ريب يمسك عن المحرمات ويتجنب المنكرات وينشأ في نفسه الضمير الحي والوازع الخلقي الذي يوجهه الى الخير ويعصمه عن نزعات السوء ويثبت الصيام المسلم ويقوي نفسه على القيام بالواجبات والاضطلاع بعظائم الامور، كما يثبت قدرته على التغلب على الحاجات والاهواء، واستعصامه عن الدنايا والسيئات، فحين ينجح المسلم في تجربة الصيام فهو اقدر على الكفاح في سبيل الحق ، اما اذا قصر عنه وضعف عن تكاليفه فهو في ميدان الجهاد أجبن وأضعف، وليس على الصائم رقيب إلا الله سبحانه ومن هنا تنمو لدى المسلم ملكة مراقبة الله والشعور باطلاعه عليه فتخفت لديه مظاهر الرياء، والتطلع الى اعجاب الناس، والرغبة في حب الثناء وذلك بعض ما يتعلمه المسلم من عظات الصيام ومعانيه ·ومن هنا فلا بد للصائم ان يتميز في قوله وعمله ويتخذ لنفسه سلوكا يتفق مع جلال العبادة وقدسية الإيمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©