أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)
قالت مصادر مقربة من المجلس العسكري الانتقالي السوداني لـ«الاتحاد»، إن الشارع لم يعد موحداً خلف أطروحات قوى الحرية والتغيير، وإن الندوات والمظاهرات التي دعت إليها كان التجاوب الجماهيري معها ضعيفاً، كما أن هناك انقسامات تتفاعل في داخل المؤتمر السوداني وبين تحالف نداء السودان وقوى الحرية والتغيير.
من جانبه، أكد رئيس حزب الأمة القومى السوداني الصادق المهدي وحدة وتماسك قوى الحرية والتغيير، وشدد على ضرورة إيجاد مخرج سلمي للأزمة السودانية، ودعا إلى عدم التصعيد بانتظار رد المجلس العسكري.
وقال الصادق المهدي، في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم أمس: «إن المصلحة الوطنية تقتضي من جميع الأطراف السودانية موقفاً توافقياً يحافظ على مكاسب الثورة، ويدرأ خطر المواجهة الصفرية». وأضاف أن لطرفي المعادلة السياسية في السودان المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وسائل تصعيد مضرة بالوطن، قد تدفع بالسودان إلى الهاوية، وأن الهدف الاستراتيجي من التعامل الإيجابي مع المبادرات كافة هو الحرص على إقامة فترة انتقالية مدنية ملتزمة بالسلام والتحول الديمقراطي.
ودعا رئيس حزب الأمة القومي المجلس العسكري الانتقالي إلى الاعتراف بالمسؤولية عن مأساة فض الاعتصام بالقوة في 3 يونيو الجاري، وأن يقبلوا بالآلية المستقلة المقترحة، وأن يلتزموا بنتائجها، وفي الوقت نفسه أقر المهدى بأن المجلس العسكري كتب دوراً تاريخياً بعزل الطاغية وإزالة الانسداد السياسي. وقال: «لقد أحسن المجلس العسكري بإطلاق سراح الأسرى، ويرجى أن يعلن العفو العام وإسقاط الأحكام الصادرة على المواطنين لأسباب سياسية، وأن يراجع قرارات الفصل بسبب الإضراب، ويعيد خدمات الإنترنت».
وطالب المهدي بأن تقدم المبادرة الوطنية على التنسيق مع المبادرات الأخرى الجادة، والاتصال المباشر العاجل مع المجلس العسكري والحرية والتغيير ومع القوى السياسية المبرأة من جرائم النظام البائد، وأن تستصحب مبادرات الأشقاء، ثم تقدم مشروعاً وفاقياً حول هياكل الفترة الانتقالية، يحقق القبول العام. وأضاف: علمت أن المبادرتين الإثيوبية والأفريقية قد دمجتا، وستقدم النتيجة لجميع الأطراف.
وقال المهدي، إنه سيساهم في تسهيل هذه المهمة بتقديم 5 وثائق مهمة، لتصفية التمكين ووثيقة دستورية للفترة الانتقالية، وميثاق شرف لضبط الإيقاع السياسي، ومشروع قانون للعدالة الانتقالية، وقائمة بأسماء مؤهلين خبراء غير حزبيين. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من استخدام العنف ضد المتظاهرين خلال المظاهرات التي دعت لها قوى الحرية والتغيير يوم الأحد المقبل الموافق الثلاثين من يونيو. وقال الكاتب الصحفي السوداني عثمان ميرغني لـ«الاتحاد»، إن إطالة أمد الأزمة يضع السودان في مهب ريح عاصفة، وإنه من الخطورة استمرار الوضع على حاله المخزي الراهن، وإن الحكمة تفرض على الجميع اختراق الركود المظلم والتوجه مباشرة نحو آفاق الحل. وأكدت مصادر سودانية مطلعة أن «الإسلامويين» وفلول النظام السابق سيستغلون يوم الأحد المقبل لإحداث فوضى عارمة في البلد، وأعربت هذه المصادر عن أملها في ألا تسيل دماء، وألا يقوم المجلس العسكري بفض المسيرات والتجمعات بالقوة.