17 ابريل 2012
دبي (الاتحاد) - لا يكمن أن تخلو الحدائق المنزلية من شجيرة الياسمين التي نجدها غالباً في مقدمة الزهور التي تستقبل الزوار، حيث تطلق أريج عطرها وتطل بمظهرها الزاهي المكسو بالزهور البوقية، لتتجلى سحراً وجمالاً في ثنايا الحديقة.
وهناك ثلاثمائة نوع نباتي منتشرة عبر المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية والمعتدلة الدافئة الممتدة من أفريقيا إلى أستراليا عبر الصين وإندونيسيا. ونظراً لتوافر الظروف الملائمة لها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحدائق المنزلية المحلية.
مغطيات للتربة
ويشير المنسق الزراعي عمر أحمد إلى أن الياسمين من النباتات المتسلقة قوية النمو، وهي تلتف حول الدعامات لتستخدم في تغطية التعريشات والأشجار والأعمدة والحوائط، كما تستخدم مغطيات للتربة أيضاً، وهي مثالية لتغطية الضفاف والمنحدرات. ويمكن أيضاً أن تكون من نباتات الأصيص عندما تدعم بالخيزران أو الإطارات السلكية أو البلاستيكية المتوفرة في الأسواق بأشكال وأحجام مختلفة،.
ويصل طول شجيرات الياسمين إلى متر ونصف المتر، وقد يصل إلى 3 أمتار، وعادة ما يتم قص القمة النامية الرئيسية عندما تكون الساق بطول حوالي 30 سم، وذلك لتشجيع وتحفيز نمو عدة سيقان لتظهر بكثافة وتنتج زهوراً أكثر، كما يفضل أن تخف السيقان المتزاحمة من وقت لآخر وتقلم النباتات بانتظام سنوياً في بداية الربيع، بعد انتهاء التزهير، وذلك للحفاظ على مظهرها من أن تصبح غير منظمة.
زيت الياسمين
ويضيف عمر أحمد أن الياسمين تتصف بأن أوراقها سميكة خضراء داكنة ولامعة، وعادة ما تكون متبادلة الأوراق ونادراً ما نجدها متقابلة، وتتكون أوراقها من 3 إلى 11 وريقة طول كل منها 2 سم والأوراق غير معنقة، وتزهر الياسمين على مدار العام، وهي تتفتح ليلاً وتكون بوقية أو نجمية الشكل صغيرة بقطر 2?5 إلى 5 سم والأزهار ذات لون بمبي في البرعم، ولكنها ما أن تتفتح حتى تكون بيضاء ثلجية، وهناك أنواع أخرى منها الصفراء.
ونجد صنفاً آخر من الياسمين له أزهار متضاعفة وتولد الأزهار في عناقيد طرفية متفرعة إلى 3 شعب أو غير متفرعة يحمل كل منها 12 إلى 15 زهرة والأقل شيوعاً أن تكون الأزهار مفردة أو في أزواج أو ثلاثيات، ويستخلص من الزهرة عطراً شجياً والتي يستخرج منها زيت الياسمين وأفضله الإسباني الذي يدخل في صناعة العطور، كما تستخدم الأزهار غير المتفتحة أيضاً مادة معطرة في الشاي.
تربة جيدة الصرف
وحول زراعة الياسمين، يشير عمر أحمد قائلاً، إن كل نبته لا بد أن تهيأ لها الظروف الملائمة حتى تستطيع أن تظهر وتنمو بشكل جيد، حيث تحتاج شجيرة الياسمين لتربة جيدة الصرف مع توافر الري بغزارة في فترة النمو النشط، ويخفف مستوى الري في الشتاء، كما تفضل الياسمين ضوء الشمس المباشر حتى تقوم بتكوين الغذاء اللازم لها في عملية البناء الضوئي، ولكن درجات الحرارة العالية قد تحرقها، فلا بد من وضعها ولو ساعات قليلة في الظل منعاً من تعرضها للاحتراق.
وتعتبر شجيرة الياسمين من النباتات المقاومة للهواء الجاف وعادة ما تتكاثر بالعُقل، وهي عملية تقوم على أخذ جزء من النبات ليكون قادراً على تكوين نبات كامل، ويشترط أن يكون خاليا من الأمراض الفطرية والبكتيرية، أو الحشرية، ويتم اختيار جزء حديث النمو ويزرع في مكان مناسب ذي حرارة ملائمة، ويؤخذ من العُقل الطرفية الغضة في وقت الربيع. ويمكن أيضاً أن تستخدم طريقة الترقيد والتي تقوم على حث بعض أجزاء النبات على القيام بالتجذير وإنتاج أفرع جديدة لتجديد نمو النبات الأصلي وعادة ما تتم هذه العملية من خلال أخذ جزء من النبات ليكون على اتصال دائم بالأم أي النبتة الأصلية.