السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فوبيا الطيران··!

فوبيا الطيران··!
10 سبتمبر 2008 00:45
مع بداية انتشار الطيران التجاري في العالم، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأ الناس يعتمدون على الطائرات كوسيلة للنقل بدلاً من البواخر والقطارات على نطاق واسع··ولكن··!! وآه دائماً من كلمة لكن··! كانت حوادث الطيران هي الخبر شبه الدائم أو الشهري أو الأسبوعي في وسائل الإعلام·· وبدأت الصحف ووكالات الأنباء تنقل أخبار حوادث الطائرات بما تحمله من قصص مأساوية·· ليقرأها الناس ويزدادون رعباً من الطائرات··! وفي الحقيقة لم تقصر الدراما والسينما في نسج أفلام ومسلسلات حول حوادث الطائرات باعتبارها قماشة اجتماعية جديدة·· خاصة المفقودين الذين يظهرون بعد سنوات من الضياع في الغابات والصحراء وغيرها··! ومع الوقت بات المشاهير ونجوم السينما والفن والرياضة أنفسهم ضحايا لهذه الحوادث·· ومنهم النهاية المأساوية للفنانة المصرية الجميلة كاميليا في حادث طائرة·· وملكة الأردن السابقة الملكة عالية·· وفريق سلاح الشيش القومي المصري·· وفرق كرة قدم كاملا وغيرها من الحوادث المروعة، مثل اصطدام الطائرات ببعضها البعض ووصول عدد الضحايا في أحد الحوادث إلى أكثر من 700 شخص· كل هذه العوامل أدت إلى خلق ما يسمى بفوبيا الطيران·· أو الخوف والرهبة من ركوب الطائرة·· وساهم في ترسيخ هذه الفوبيا أيضاً مشاهير الفن والرياضة الذين رفضوا تماماً ركوب الطائرات·· ومنهم الفنان الكبير الراحل الموسيقار محمد عبدالوهاب·· الذي كان يسافر من مصر إلى سوريا وأوروبا بالمركب، رافضاً تماماً فكرة الطيران·· وأجبره الرئيس جمال عبدالناصر يوماً ما على ركوب الطائرة والسفر إلى دمشق للإشراف على حفل بمناسبة الوحدة بين مصر وسوريا·· وكان الوقت قصيراً جداً للسفر بالسفينة··!! فاحتسب نفسه في عداد الأموات·· وهناك أيضا الفنانة الكبيرة فاتن حمامة التي تخشى ركوب الطائرات دون أن تعلن هذا·· فهي لا تسافر خارج مصر كثيراً·· وحتى الولايات المتحدة الأميركية حيث يقيم ابنها تفضل السفر إليه بالباخرة·· معلنة أنها تفضل الهدوء··!! وهناك الكاتب الكبير نجيب محفوظ العربي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل في الأدب، فقد فوض ابنتيه في تسلم الجائزة بدلاً منه حتى لا يسافر بالطائرة· وقد يبدو الموضوع مضحكاً بعض الشيء ولكنه في الحقيقة مأساة لبعض الناس، أو الملايين من الناس الذين يخشون بالفعل ركوب الطائرات حتى الآن·· وإذا اضطروا لركوبها يتملكهم الخوف بشدة·· ويصابون بحالات الخوف المرضي والهلع·· ويبدو أن هؤلاء لا يعرفون الكثير من الحقائق عن الطيران في العصر الحديث·· فهذا الإرث الثقافي الذي يخيف الناس من الطيران أصبح الآن جزءا من الذكريات·· ويجب أن تتغير المفاهيم القديمة وتنتشر ثقافة جوية حديثة بين الناس·· وهذا موضوع المقال القادم بإذن الله·· وحياكم الله·· رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©