29 يناير 2009 02:12
دعت النقابات العمالية الفرنسيين، الخائفين من الأزمة الاقتصادية العالمية، والقلقين على عملهم، للمشاركة اليوم في اضراب عام متوقعة مشاركة كثيفة في ما وصفته باكبر تحرك منذ وصول الرئيس نيكولا ساركوزي إلى الحكم في مايو ·2007
وأجمعت النقابات، التي نادراً ما توحد كلمتها، على التحرك من اجل الحفاظ على الوظيفة والاجور والخدمات العامة، وأصدرت عشر دعوات الى الاضراب في القطاعات العامة والخاصة وتظاهرات في المدن الكبرى·
وستستخدم النقابات الإضراب للتعبير عن رفضها لأن يكون اصحاب الاجور ''أولى ضحايا الأزمة''، وهذا الشعار اصاب هدفه في ظروف اقتصادية واجتماعية دقيقة بالنسبة للرئيس نيكولا ساركوزي·
ونجمت عن الازمة العالمية مضاعفات مثل الغاء الوظائف واغلاق المصانع·
وفيما يبدو سيكون اليوم صعباً مع اضطرابات وحتى شلل في وسائل النقل العام، وذكر مسؤولو طيران في فرنسا أمس الأول أن 70% من رحلات الطيران من وإلى العاصمة الفرنسية باريس ستتعرض للإلغاء اليوم بسبب الإضراب·
وسيتم توزيع الـ30 المتبقية من الرحلات على شركات طيران أخرى، ويتوقع المسؤولون حدوث اضطرابات كبيرة في حركة النقل والمواصلات في باريس، لا سيما في حركة القطارات·
وعبر نحو ثلاثة ارباع الفرنسيين عن تأييدهم او ''تعاطفهم'' مع تحرك يعتبر ''مبرراً''، بحسب استطلاعين للراي نشرت نتائجهما الاحد الماضي، ووعد برنار تيبو الامين العام للاتحاد العام للعمل (سيه جيه تيه) أكبر منظمة نقابية في فرنسا بـ''تعبئة مدهشة يمكن على الارجح ان تكون اكبر بكثير مما رأيناه في السنوات الاخيرة''·
وقال فرنسوا شيريك رئيس الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل (سيه اف ديه تيه) ''ان اصحاب الاجور لديهم الشعور بانهم يدفعون ثمن ازمة ليسوا مسؤولين عنها قطعاً من وظيفتهم ورواتبهم وحقوقهم الاجتماعية''·
وفي الواقع، يبدو ان الازمة وبروز تجاوزات الرأسمالية اثارت شتى مشاعر الاستياء الكامنة في بلد اوروبي يعتبر واحداً من اكثر البلدان قلقاً ازاء العولمة، بحسب عالم الاجتماع ميشال فيفوركا·
وقال فيفوركا ''ثمة مناخ من الضيق والقلق والظلم'' خصوصاً لان ''الحكومة التي لم يكن لديها اي سنتيم قبل عام وجدت المليارات الضرورية لانقاذ النظام المصرفي''·
وبعد اندلاع الازمة المصرفية في سبتمبر الماضي، اعلن ساركوزي خطة انقاذ بقيمة 360 مليار يورو كتقديم اموال وضمانات للمصارف، حرك منها 21 حتى الآن· واكد فيفوركا ان ''الاستياء عم جميع ميادين الحياة العامة: القضاء، التربية، التعليم والابحاث'' مذكراً بان هذه القطاعات خضعت مؤخراً لاصلاحات او اعلانات عن اصلاحات عميقة تشتمل غالباً على الغاء وظائف·
وكدليل على ان الاستياء تجاوز الاطار النقابي، اطلق اطباء نفسانيون وباحثون او عاملون اجتماعيون الاسبوع الماضي نداء ''ضد العواقب الاجتماعية الكارثية للاصلاحات'' التي اطلقها ساركوزي وحذروا من ''معاناة اجتماعية تتزايد باطراد''·
ورأى هنري فاكان، وهو مستشار لمؤسسات بانه ''شعور غضب مكبوت'' منذ عقود سيتم التعبير عنه اليوم، مضيفاً ''ان فرنسا بلد يقال انه عاجز عن الاصلاح لكن (شهد) تغيرات هائلة منذ 30 سنة الا ان هذه التغيرات اجريت بصعوبة''·
وامام معارضة سياسية قلما لاقت آذاناً صاغية منذ اشهر، وبالرغم من مطالب عامة ستوفر النقابات ''وسيلة تعبير عن هذا الكبت وسيكون يوم الخميس مناسبة للتعبير عن هذا الغضب''·
أما الحكومة، فقد اكدت انفتاحها على الحوار، وقال وزير العمل الجديد بريس اورتيفو انه سيولي ''انتباها للرسائل التي سيعبر عنها'' اليوم
المصدر: باريس