عدد اليوم
أسماء الحسيني (الخرطوم، القاهرة، جوبا)
يتوجه رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك إلى جوبا عاصمة جنوب السودان اليوم. وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد»، إن حمدوك سيجري محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وقيادات الحركات السودانية المسلحة، وعلى رأسها الجبهة الثورية السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، بهدف دفع عملية السلام، وحسم مسألة تعيينات الولاة. وأشارت المصادر إلى ضغوط شعبية عديدة تطالب بالإسراع بتعيين الولاة، وكذلك حسم موضوع تشكيل المجلس التشريعي.
وكانت لجان المقاومة في كل من عطبرة وبورتسودان قد أمهلوا الحكومة وقوى الحرية والتغيير فترة زمنية تتراوح بين عشرة أيام إلى خمسة عشرة يوماً لحسم الأمر، وحذروا جميعاً من المحاصصة الحزبية، وطالبت بعدم إهمال مطالب مكونات الولايات، كما طالبوا بحسم موضوع تشكيل المجلس التشريعي. وأوضحت المصادر أن الوضع في السودان أصبح محاطاً بالعديد من الأخطار، ما يستدعي الإسراع باستكمال مؤسسات الفترة الانتقالية، والتعجيل بالتوصل لاتفاق سلام نهائي وشامل، وتفكيك مؤسسات النظام المعزول، وكل ذلك يستدعي وحدة قوى التغيير.
يأتي ذلك في وقت وصل فيه وزير الدفاع السوداني الفريق أول جمال الدين عمر أمس إلى جوبا للالتحاق بالمفاوضات الجارية بشأن الترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة. ورافق وزير الدفاع وفد يمثل فريق التفاوض في محور الترتيبات الأمنية.
وعلى صعيد آخر، نفى وزير المالية السوداني نفياً قاطعاً أي زيادة على سعر الدولار الجمركي، وقال: «إن وزارته ليس لديها أي خطط لتغيير سعر الدولار الجمركي في الوقت الحالي»، مؤكداً أن الخطة المقدمة في إطار الميزانية تؤكد أن أي خطوة لتعديل الدولار الجمركي لا بد أن تسبق بإجراءات محكمة من قبيل توفير السلع الضرورية عن طريق جمعيات تعاونية استهلاكية وخدمية تنتشر في كل السودان.
وأضاف البدوي في مؤتمر صحفي أمس أنه حتى لو تم إصلاح في الدولار الجمركي، فيجب أن يواكبه تحرير للرسوم الجمركية العالية. وكانت صحف سودانية قد نشرت أن قوى الحرية والتغيير اتفقت مع مجلس الوزراء على تعديل السعر الرسمي للجنيه مقابل الدولار من 45 إلى 60 جنيهاً، وتحريك الدولار الجمركي من 18 إلى 55 جنيهاً، اعتباراً من مارس المقبل، وهو ما قالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» أنها أخبار لا أساس لها من الصحة، القصد منها إثارة الهلع في الأسواق لتخزين السلع ورفع سعر الدولار، ما يؤدي إلى مزيد من الغلاء، وإثارة التوتر والاضطراب في الشارع السوداني، وأشارت المصادر إلى وقوف فلول الدولة العميقة وراء ترويج مثل هذه الشائعات.
