عمان-وكالات الانباء: أعلن نائب رئيس الوزراء الاردني مروان المعشر امس أن السلطات الامنية تحتجز حاليا 12 مشتبها بهم بينهم أردنيون على خلفية الاعتداءات الارهابية الثلاثة التي استهدفت فنادق في عمان الاربعاء الماضي، لكنه رفض الكشف عن جنسية الآخرين أو الخوض في نتائج التحقيقات· في وقت ابلغت مصادر امنية وكالة اسوشييتد برس ان عدد المعتقلين بلغ الى الآن 120 مشتبها بهم وان كانت اشارت الى ان معظم هؤلاء قد يطلق سراحهم بعد استجوابهم·
وقال المعشر خلال مؤتمر صحفي إنه لا يستطيع تأكيد ادعاءات تنظيم 'القاعدة في بلاد الرافدين' الذي يتزعمه الارهابي أبو مصعب الزرقاوي بأن ثلاثة رجال وامرأة عراقيين قاموا بتنفيذ التفجيرات، مشيرا الى أن تحقيقات مكثفة جدا تجري حاليا للكشف عن الجناة والوصول الى كامل التفاصيل· واوضح من جهة ثانية ان الحصيلة الاخيرة للاعتداءات بلغت 57 قتيلا بينهم 38 اردنيا و16 اجنبيا هم اربعة عراقيين وثلاثة ضباط صينيين برتبة عقيد واربعة فلسطينيين وواحد من عرب اسرائيل وبحريني وقطري وسوري هو المخرج مصطفى العقاد ولبنانية هي ابنة العقاد، اضافة الى ثلاثة اشلاء يعتقد انها للانتحاريين و95 جريحا بينهم 70 اردنيا والباقي من جنسيات مختلفة عربية واسيوية واوروبية وثلاثة اميركيين· فيما قالت السفارة الاميركية في عمان ان اثنين من الاميركيين كانا من بين القتلى كما جرح اربعة آخرون·
وقال المعشر ان الحدود الاردنية مع العراق مغلقة بوجه المغادرين لكنها مفتوحة لمن يرغب في الدخول الى الاردن، واضاف ان جميع المعابر مفتوحة باستثناء معبر الكرامة، واكد ان الحياة بدأت تعود لطبيعتها وان المملكة مصممة على ان تعود الحياة الى طبيعتها ولن تسمح لهذه الجماعات ان تحدد مسيرة الاردن· وشدد على ان الحكومة لم تتلق اي تهديدات قبل الاعتداءات، مضيفا ان الفنادق كانت طبقت اجراءات امنية معينة منذ فترة منها منع السيارات من الوقوف في مواقف السيارات الملحقة بها، ولافتا الى انه سيتم اتخاذ المزيد من الاجراءات الامنية لمنع المزيد من الهجمات المماثلة·
وحذر المعشر من جهة ثانية من الثقافة التي تبرر دوافع قتل الابرياء والتي بدأت تتسلل الى المجتمعات العربية، مشددا على ضرورة القضاء عليها والا ساد العنف في المستقبل، وقال انه لن يكون هناك اي تسامح مع من يؤيد الهجمات التي تستهدف المدنيين وانه يجب التفريق بين المقاومة واستهداف المدنيين، واضاف:'لن نكون متسامحين مع من يبرر العنف ضد المدنيين··هؤلاء اناس خارجون عن القانون··هؤلاء ليسوا اناسا يتحدثون بسبب حرية التعبير فحرية التعبير تنتهي عندما تبرر قتل الناس الاخرين'، وتابع قائلا:'يجب ان يكون هناك فاصل واضح بين المقاومة والهجمات العشوائية ضد المدنيين··يجب عمل شئ الان ضد هؤلاء والا فاننا سنواجه موقفا في المستقبل حيث تسود الفوضى ويكون العنف هو الطابع الغالب عوضا عن سيادة القانون والديمقراطية'·
الى ذلك، قال مصدر امني ان السلطات اوقفت مئات الاشخاص من مختلف الجنسيات للتحقيق معهم اطلق سراح بعضهم في حين لا يزال استجواب الاخرين مستمرا، واوضح ان التحقيقات في الاعتداءات تركز على افادتي اثنين من موظفي امن فندقي 'جراند حياة' و'دايز ان' يعتقد انهما تحدثا مع 'الانتحاريين' قبل ان يفجرا نفسيهما بعد ان لفت انتباههما الملابس التي ارتدياها، مشيرا الى ان هذ المحادثة القصيرة مهمة، خصوصا وان احد الانتحاريين تحدث بلهجة عراقية والاخر بلهجة خليجية وقد يكون عراقيا ايضا·
وقال رئيس مجلس ادارة 'دايز ان' نادر الخطيب ان الانتحاري الذي دخل الفندق كان في سن الخامسة والعشرين وبدا شاذا، واضاف نقلا عن نادل سجل ما طلبه الانتحاري الذي دخل المقهى حيث كان هناك ما لايقل عن خمسين شخصا انه طلب كأسا من عصير البرتقال وتحدث بلهجة خليجية لكنه قد يكون عراقيا'، واضف:'كان شخصا غريب الاطوار وتلاعب بمعطفه طوال الوقت تاركا انطباعا بانه من الشواذ جنسيا مما دفع بالنادل الى ابلاغه ان المكان مخصص للعائلات فقط والطلب من موظفي الامن مرافقته الى الخارج'، وتابع قائلا ان الموظف رافق الانتحاري باتجاه الخارج بينما كان الاخير يتلاعب بمعطفه بغية تفجير الحزام الذي يحمله بحيث يبدو وكانه واجه مشكلة في هذا الشأن، واستطرد قائلا انه وفور خروجه من الفندق تابع موظف الامن النظر اليه فشاهده يستدير ناحية اليمين محركا يديه قبل ان يفجر نفسه ما ادى الى مقتل ثلاثة صينيين كانوا داخلين الى الفندق واصابة اردني بجروح·
وفي فندق 'جراند حياة'، لفت دخول الانتحاري من باب جانبي وتوجهه نحو بهو الفندق موظفا امنيا هناك الذي قال رافضا ذكر اسمه ان ما لفت انتباهه هو المعطف الذي كان يرتديه فسأله عما يريده فاجاب انه يريد مشاهدة الفندق فقط، واضاف ان الانتحاري كان يتحدث بلهجة عراقية وطلب منه موظف الامن الخروج من الفندق فما كان منه الا الاتجاه نحو المدخل مارا بالبهو حيث فجر نفسه ما اسفر عن مقتل حوالى عشرين شخصا واصابة العشرات بجروح·
وقال مصدر امني آخر ان الشرطة قامت بعمليات مداهمة وتفتيش لاحياء فقيرة من عمان يعيش فيها عدد كبير من العمال العراقيين، فيما نقلت وكالة رويترز عن وزير الداخلية عوني يرفاس قوله ان السلطات تحقق مع عدد كبير من المشتبه بهم من جنسيات مختلفة من بينهم عراقيون لجمع الادلة التي يمكن ان تقود الى الجناة، واضاف ان خبراء الطب الشرعي يجرون تحليلات الحمض النووي (دي·ان·ايه) لأشلاء يعتقد مسؤولو الامن انها للانتحاريين· في وقت اكدت مصادر طبية العثور على رأس امرأة مزق جسدها بين قتلى الاعتداءات مما يرجح فرضية وجود امرأة بين منفذي احد الهجمات، وقالت المصادر في مستشفى الاردن:'تلقينا رأس امرأة واشلاء من جسد ممزق الاربعاء يعتقد انه من الاعتداء في فندق 'راديسون ساس'··انها بشكل عام حالة من ينتحرون بحيث يتمزق الجسد الى اشلاء ويبقى الرأس سليما'· وكان تنظيم 'القاعدة في بلاد الرافدين' بزعامة الزرقاوي قال في بيان على الانترنت امس ان منفذي اعتداءات عمان هم اربعة عراقيين بينهم امرأة وإن اسماءهم هي القائد ابو خبيب (عملية راديسون ساس) وابو معاذ (عملية جراند حياة) وابو عميرة والاخت ام عميرة التي اختارت ان ترافق زوجها (عملية دايز ان)· واشار الى ان عملية الاستطلاع وجمع المعلومات للمواقع المرشحة للتنفيذ يستغرق ما يقارب الشهر·
واكد المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد ان ثلاثة من خبراء الوزارة كانوا بين قتلى احد الهجمات التي استهدفت عمان هم المهندس علي الشمري والخبير محسن الفضل والخبير فرات عبد الصاحب، فيما اصيب رابع بجروح، واضاف ان هؤلاء الخبراء كانوا وصلوا في اليوم نفسه الى عمان في مهمة رسمية للقاء ممثلي احدى الشركات النفطية الذين كانوا يخشون المجيء الى العراق بسبب الوضع الامني للتعاقد معهم حول احتياجات الوزارة'·