محمد حامد (دبي)
في البرازيل يحلمون بالسير على خطى «رونالدو الظاهرة»، وراقص السامبا رونالدينيو، وفي البرتغال لا يرى الأطفال ملهماً سوى كريستيانو رونالدو، وفي مصر أصبح صلاح حلماً مشروعاً للملايين من الصغار، أما في الدنمارك فوضع الحارس العملاق بيتر شمايكل بصمته في آلاف الأطفال الذين يعشقون كرة القدم، وجعلهم يحلمون بالسير على خطاه، وهي ظاهرة قد لا يكون لها مثيل في العالم، فالصغار لا يرون ولا يتأثرون سوى بالمهاجمين وغزاة الشباك، وقد يأسرهم النجم المراوغ الموهوب، ولكنهم لا يرون حماة العرين كما يراهم أطفال الدنمارك.
من بين آلاف الأطفال الحالمين بقفاز شمايكل في الدنمارك ظهر مايكل فالكسجارد، وهو حارس مرمى يتمتع بقدر كبير من الموهبة، مما جعله ينضم لصفوف منتخبات الدنمارك تحت 18 و19 و20 عاماً، وسط حالة من الترقب بقدوم حارس واعد يسير على خطى العملاق الشهير شمايكل، ولكنه على نحو مفاجئ يلبي نداء منتخب الفلبين المتواضع كروياً، الحالم بمكان على الخريطة الكروية الآسيوية، وأتى فالكسجارد إلى الإمارات، رفقة منتخب «الأم»، وتلقى مرماه 7 أهداف في 3 مباريات، انتهت جميعها بهزيمة الفلبين، أمام كوريا الجنوبية بهدف نظيف، ثم السقوط الأكبر في مواجهة التنين الصيني بثلاثية، قبل الوداع على يد قيرغيزستان بثلاثية لهدف، وهو هدف تاريخي جعل الملايين في الفلبين يرقصون فرحاً، دون أن يستدعوا مشاعر الإحباط بسبب الهزيمة في 3 مباريات.
فالكسجارد المولود في الدنمارك لأم فلبينية، وأب دنماركي، لا يشعر بالندم على تمثيل المنتخب الفلبيني، فقد استجاب لنداء عاطفي خالص، وكان يرغب في جعل الأم فخورة به، كما أن فرص التألق في صفوف منتخب كبير لديه قاعدة كبيرة من اللاعبين وحراس المرمى مثل المنتخب الدنماركي، لم يكن أمراً سهلاً أبداً.
وعقب الوداع المبكر من التحدي القاري قال فالكسجارد: أشعر بالفخر لأنني أرتدي قميص منتخب الفلبين، لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي، بالطبع كان يتوجب علينا تحقيق ما هو أفضل في كأس آسيا، ولكن على الرغم من ذلك لم نظهر بصورة سيئة، ومحصلة كل ما حدث هي أننا أصبحنا جزءاً من خريطة الكرة الآسيوية، لم نحقق أي فوز في البطولة، وسجلنا هدفاً واحداً، ولكننا الآن أصبحنا جزءاً من الكرة الآسيوية.
وتابع: «بالطبع لا توجد كلمات شكر تكفي الجالية الفلبينية في الإمارات، لقد شجعونا بقلوبهم، لم يسبق لي مشاهدة جمهور يملك هذا الحماس والشغف، كما أن جماهيرنا في الفلبين أظهروا لنا مشاعر رائعة عبر السوشيال ميديا، لقد كانت تلك المشاعر هي أروع ما حصلنا عليه من المشاركة في البطولة الآسيوية، أشكرهم جميعاً، وأعتذر لهم جميعاً في الوقت ذاته، هم ونحن أيضاً ندرك أننا نبدأ الرحلة الحقيقية لجعل الفلبين بلداً كروياً، فالتاريخ يبدأ من نقطة معينة في جميع الأحوال، وقد أدرك الجميع صعوبة المنافسة في مستويات مثل كأس آسيا، ولكننا بدأنا الرحلة على أي حال».
وبعيداً عن الحديث العاطفي، والذي لا يمكن التقليل من تأثيره وقيمته في الحالة الفلبينية، تحدث فالكسجارد بواقعية عبر موقع فوكس سبورتس آسيا فقال :«نعم هناك فجوة كبيرة مع الكرة الآسيوية، وخاصة في هذا المستوى الكبير، ولكن بقليل من الحظ كان في مقدرونا تحقيق نتائج أفضل، لقد هزمنا الكوريون بهدف وحيد، على الرغم من أنهم أقوى منتخب في القارة، وفي مباراتي الصين وقيرغيزستان، كان هناك لاعب واحد في كل منتخب منهما تمكن من صنع الفارق لهما، وو لي في الصين، ولوكس في قيرغيزستان.
واختتم الحارس الفلبيني الدنماركي: دعونا نتخيل ماذا لو كان دفاعنا قد نجح في الحد في خطورة وو لي ولوكس، أعتقد أن النتائج كانت ستتغير في هذه الحالة، على أي حال لقد حصلنا على خبرة جيدة من المشاركة في هذا التحدي الكروي الكبير، إنها أقرب إلى المغامرة الرائعة التي سوف تستقر في التاريخ للأبد، غداً قد يتغير هذا التاريخ ويبتسم لنا، ولكننا نشعر بالفخر لأننا قاتلنا بكل ما لدينا من حماس وقوة وقدرات في هذه البطولة.