16 ابريل 2012
اختتم فرسان القافلة الوردية جولتهم التي استمرت 10 أيام، بزيارتهم إلى أبوظبي، حيث شملت رحلتهم أكثر من 25 منطقة، وأقامت أكثر من 45 عيادة، واستقبل فرسان القافلة بحرارة كبيرة وتم تكريمهم في حفل أقيم بنادي الضباط في أبوظبي أول أمس، في حين تتابع الطواقم الطبية عملها الذي كان من المفترض أن ينتهي غدا إلا أن مصادر أكدت أن حملة القوافل الطبية ستواصل عملها حتى 26 من الشهر الجاري، بهدف الوصول إلى 5000 كشف مبكر وهو ما يوازي ثلاثة أضعاف العدد الذي تم تحقيقه العام الماضي.
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - قالت الدكتورة سوسن الماضي، رئيس اللجنة الطبية التوعوية بحملة القافلة الوردية، إن الحملة صممت لزيادة الوعي حول سرطان الثدي، وحث السيدات على إجراء الفحوصات الذاتية، والخضوع لفحوصات طبية دورية، مؤكدة أن الحملة ستواصل فعالياتها حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، فيما عبر فرسان الحملة عن سعادتهم بالمشاركة، مشددين على أنها أكسبتهم معارف جديدة تتعلق بسرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عنه، فضلا عن تعميق قيمة التطوع في نفوسهم.
استقبال رائع
قالت الماضي “الحملة تواصل مسيرتها حتى عام 2014، مركزة على كافة المناطق عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك المناطق البعيدة، وسيتم تخصيص إيرادات الحملة لتوفير آخر التقنيات في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ووضع هذه التقنيات في متناول السيدات في الإمارات”. وأضافت أن رحلة الفرسان حطت رحالها في إمارة أبوظبي، وحظيت باستقبال رائع، بعد أن قطع الفرسان 266 كلم، انطلاقا من الشارقة مرورا بنقاط مختلفة وعميقة في كل ربوع الدولة، واستمرت الرحلة 10 أيام، موضحة أن القافلة الطبية كان من المتوقع أن تنتهي أعمالها غدا، لكن تحت إلحاح العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة التي تقدمت بطلبات الفحص لموظفيها فإنه من المتوقع أن تستمر إلى 26 من الشهر الجاري.
وأشارت الماضي إلى أن القافلة إلى غاية يوم السبت الماضي استطاعت فحص 3600 سيدة، مشددة على أنه من المتوقع أن يتجاوز العدد المتوقع للفحص الذي كان محددا في 5000 سيدة. وعن الحالات التي تم فحصها، قالت إن هناك حالات مشتبه فيها، تم تحويلها للمختبر لأخذ العينات لاستكمال الفحص ومنها أخذ الخزعة والفحص تحت المجهر، مشيرة إلى أنه ستكون هناك متابعة حثيثة لكل الحالات التي سيتم تصنيفها وإدخال بياناتها من خلال برنامج معين ليسهل التعامل معها.
وفي سياق متصل، قالت الماضي إن الحملة لازالت مستمرة في جمع التبرعات التي تهدف إلى الوصول إلى 15 مليون درهم إماراتي. ودعت إلى التعاون في هذا الإطار لتحقيق الهدف من الحملة، إلى ذلك، قالت الماضي “أناشد المجتمع بالإسهام معنا بالتفاعل للوصول إلى الهدف المنشود من خلال التبرعات، لأن ذلك سيمكننا من التوفر على أجهزة متطورة جدا، إذ تراجع مرض سرطان الثدي إلى أدنى حد في الدول التي تمتلك الأجهزة والتقنيات المتطورة، حيث تخول هذه الأجهزة الفحص المبكر بتقنيات عالية ودقة متناهية، ومن المؤكد أن ذلك سيحدث نقلة نوعية في اكتشاف هذا المرض مبكرا، وإن حدث ذلك سيعالج المرض بنسبة 100%، والهدف هو توفير عيادة متنقلة مجهزة بأحدث التقنيات منها جهاز موموجرام ثلاثي الأبعاد.
ارتياح كبير
عن شعوره بعد استكمال جولة الفرسان، قال عبدالواحد الجعيدي، رئيس الفرسان “بعد ما قطعنا 10 أيام مسيرة على الخيول أشعر بارتياح كبير كوننا وفينا جانبا من المهمة، ألا وهو الإسهام بالتوعية بمرض سرطان الثدي، أما الجانب الثاني وهو جمع التبرعات فإن ذلك لازال مستمرا، من خلال سفراء القافلة الوردية، كما يشعر الفريق برمته بجدواه في المشاركة في مثل هذه الفعاليات التي تعطي للإنسان أهميته في المجتمع”.
وعن سير قافلة الفرسان، قال الجعيدي “عملنا عملا دؤوبا طوال المدة، ولم يكن ذلك عمل فرد واحد بقدر ما كانت المجموعة مؤثرة، وكل فرد فيها وضع بصمة من بصماته في نجاحها”. وأضاف “صادف اليوم الختامي أمطار الخير ما أضفى شعورا خاصا، حيث اعتبرناه فأل خير”.
وعن أصعب مرحلة مرت بها قافلة الفرسان، أشار الجعيدي إلى أنها كانت يوم الخميس الماضي، حيث هبت عاصفة رملية حجبت الرؤية وصادف ذلك تواجد الموكب بمنطقة الجميرا ما جعل القافلة تتأخر ما يقارب الساعة عن التوقيت المحدد لها.
وتم تكريم الفرسان في حفل أقيم في نادي الضباط أبوظبي، حيث تسلم الفرسان شهادات ودروع تذكارية، إلى ذلك، قال الإخوة سارة وأرب ومحمد وأحمد حمودة، أردنيو الجنسية، ومقيمون في الإمارات، إنهم شاركوا بالركوب على الخيل والتجوال في كل مناطق الإمارات، لدعم الحملة، واعتبروا التطوع لخدمة البلاد والإنسان المقيم على أرضها مسؤولية يتحملها الجميع كل على قدر استطاعته، وأشاروا إلى أنهم شاركوا السنة الماضية.
وذكر الإخوة الأربعة أنهم تفرغوا تماما لمرافقة القافلة، وكان عملهم يتمثل في ركوب الخيل والتناوب من أجل تعويض من تخلف عن الرحلة لسبب من الأسباب، وأشاروا إلى أنهم أنهم بدأوا بممارسة رياضة ركوب الخيل منذ الطفولة المبكرة، وشاركوا في بعض المسابقات كسباق القدرة. وعن الهدف من المشاركة في القافلة، قالوا إن أهلهم علموهم منذ الصغر معاني التطوع، كما علموهم كيفية خلق هدف في الحياة ومنها خدمة الآخر وتقديم يد العون. أما عن الإضافة التي اكتسبوها من المشاركة فقالوا إنهم بحثوا عن مسببات المرض، وأجروا بحوثا من خلال الأنترنت ما جعلهم يقدرون أكثر أهمية التوعية بالكشف المبكر، مؤكدين أن للتطوع قيمة كبيرة في حياة الناس، وأضافوا “أتاحت لنا هذه التجربة الغنية التعرف على مجموعة من الناس وسمحت لنا بالدخول إلى مجتمع جديد، بحيث تعرفنا على سفراء الحملة، وعلى الأهداف النبيلة التي قامت من أجلها الحملة برمتها وأدركنا كم هو مهم أن يتجند أي إنسان من أجل خدمة أخيه الإنسان”.
خدمة الآخرين
قالت علياء النعيمي، موظفة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والتي شاركت بركوب الخيل من أم القوين إلى الشارقة، إنها تمارس هذه الرياضة منذ سنة ونصف، معبرة عن سعادتها كون هذه الرياضة سمحت لها بالتعرف على هذه المجموعة، والتطوع في سبيل خدمة الآخرين.
أما عبير عطية، موظفة بشركة ديار، والتي تمارس رياضة ركوب الخيل في الخوانيج، فأشارت إلى أنها قطعت المسافة بين أم القوين مرورا بعجمان ووصلا إلى الشارقة. وأوضحت أنها اكتسبت معلومات جديدة عليها خاصة تفاصيل عن المرض، لافتة إلى أنها بحثت عن مسبباته وكونت معلومات تستطيع من خلالها الإقناع بالكشف المبكر عنه.
من جهته، قال صهيب بن خلف، طالب جامعي، ومتطوع في حملة القافلة الوردية، إنه تفرغ للتطوع لمدة 10 أيام مع قافلة الفرسان. وأوضح أن مهمته كانت تتمثل في توفير الأدوات اللازمة من أكل وشرب، والتنسيق مع الفرسان للقيام بمهمتهم أحسن قيام، مشيرا إلى أنه كان من ضمن الفريق الذي رافق الجياد في مركبات مصاحبة لها لخدمتهم والسهر على توفير كل الاحتياجات بالإضافة للتعريف والتوعية بمرض سرطان الثدي.
وعن التطوع قال إنه قيمة إنسانية، وأن مثل هذه المشاركات تضيف للإنسان الشيء الكثير وتعرفه بقيمة الصبر والعطاء والتحمل، والالتزام، إذ كان المشاركون مجبرون على الاستيقاظ باكرا وعدم التخلف على القافلة مهما كان السبب، كما تعلم تحمل المسؤولية والقيام بالدور المنوط به أحسن قيام.
الرصيد المعرفي
على صوت الأغنية التوعوية بصوت الفنان حسين الجسمي ومجموعة من الفنانين التي تهدف التوعية بسرطان الثدي وبضرورة الكشف المبكر، تم تكريم مجموعة من الفرسان والمتطوعين وسفراء الحملة الوردية الذين يمثلون مختلف الجهات الفنية والإعلامية والرياضية والصحية، وغيرها من الجهات كانت من بينهم براء عبد الرازق من اسطبل هورس، حيث رافقت الحملة من بدايتها إلى نهايتها، إلى ذلك قالت “كنت وزملائي نساعد الفرسان، ونعوضهم في حالة وجود نقص، كما كان دورنا تبديل الخيل في حال وقوع أي مشاكل، إذ أن هناك بعض الحوادث والمؤثرات التي تجعل بعض الخيول تتخلف مما يضطرنا للتغيير”، وأشارت عبدالرازق إلى أن الأولوية كانت للفرسان المتطوعين.
كما أوضحت أن التجربة أغنت رصيدها المعرفي، وأضافت “تعرفنا على أناس جدد، كما تعرفنا على المرض وأهمية الكشف المبكر، وأتيحت لنا الفرصة للتعرف على المجموعة الكبيرة التي تبادلنا معها الأفكار والنقاشات حول هذا المرض وغيره من المواضيع الأخرى، كما تعرفنا على جميع مناطق الإمارات خلال الجولة التي قطعنها خلال 10 أيام”.
واختارت الحملة مجموعة من الأناس المؤثرين في المجتمع لتقديم التوعية والنصح ولجمع التبرعات التي تروم شراء عيادة متنقلة بالإضافة إلى ماموجرام ثلاثي الأبعاد، إلى ذلك، قالت زينة حابي، خبيرة رياضية ومديرة في إحدى الشـركات التي تقدم الخدمات الرياضية “شاركت السنة الماضـية وهذه السنة كسفيرة، ومن إيجابيات المشاركة بالإضافة إلى البحث العلمي الذي قمت به من أجل إيجاد العلاقة بين ممارسة الرياضة وتجنب مرض سرطان الثدي، حيث أصبحت أركز على ضرورة ممارسة الرياضة لتجنب المرض خاصة وأن أحد أسباب المرض تتعلق بنسبة الدهون في الجسم”.
أما عن دورها كسفيرة في الحملة؛ فقالت إنه يتمثل في التوعية الإعلامية، حيث تقوم بتفسير ذلك من خلال المقابلات والحوارات التي يتم إجراؤها لفائدة الوسائل الإعلامية المواكبة للحملة، موضحة أن المشاركة ساعدتها في بلورة أفكار جديدة يمكن أن تساعد بها مستقبلا.
وعن فوائد المشاركة، قالت حابي “عملت فحصا للثدي كوني سفيرة فيجب أن أكون مقنعة، وقدمت إثر ذلك العديد من النصائح التي تهم الموضوع بالنسبة للناس والرجال كونهم أيضا مستهدفين من المرض ولو بنسبة قليلة”.
من جهتها، قالت فيفيان الشواني، نائبة المدير العام لشركة صحارى، “المسؤولية تجعلنا في صدارة المهتمين بهذا الموضوع، وعملنا تطوعي، بحيث نقدم كل الخدمات مجانا، وتوجت جهودنا هذه السنة نحو إصدار مجلة الحملة الوردية لخصت كل ما دار فيها، وأصدرنا شعار الحملة وألوانها وضمناها مجموعة من المواضيع، وذلك إلى جانب ما نقوم به إعلاميا لفائدة الحملة”.