بالرغم مما أثاره الكمبيوتر اللوحي “آي باد” من ضجيج في أوساط المهتمين بالتطبيقات الحاسوبية الحديثة بسبب كثرة الوظائف الجديدة التي يحملها، إلا أن الكثير من تطبيقاته المهمة ما زالت تكتشف على شاشته كل يوم. ومنها مثلاً أنه ابتدع تقنية “القراءة الهجين” hybrid reading التي تستظهر النصوص الحرفية للكتب وهي مقترنة بعروض الفيديو والأصوات. وتفسح هذه التقنية الفرصة أمام الطفل للتفاعل مع هذه الوسائط.
وعمدت شركة “آبل” إلى تسجيل وأرشفة ألوف الكتب الخاصة بالأطفال وضمّتها إلى رصيد مكتبتها الرقمية القابلة للتنزيل على جهاز “آي باد”؛ وتركت الفرصة أمام المؤلفين والناشرين لإضافة الكثير من التطبيقات والوظائف التثقيفية والتربوية إليها.
وعلى الرغم من أن هذه التطبيقات الهجينة أصبحت مفتوحة أمام كافة أنواع الكتب الرقمية الخاصة بالأطفال والكبار، إلا أنها تحظى بأهمية تربوية استثنائية عند الأطفال لأن “آي باد” يقدّم الوسائل والإمكانات الرقمية الضرورية للتعبير عن الأفكار المطروحة في تلك الكتب بالرسوم والأشكال على شاشته ذات الوضوح الشديد.
وتضيف خاصية تشغيل الجهاز بلمس الشاشة المزيد من الفرص أمام الأطفال للتعبير عن الأفكار التي يقرأونها عن طريق تخيّل وإبداع الرسوم المعبّرة عن الأحداث التي تدور في تلك القصص.
ومن أمثلة الكتب القصصية المثيرة التي يضمّها “مخزن تطبيقات آبل” App Store، قصّة بعنوان “آليس على آي باد” التي تتألف من 52 صفحة؛ والمقتبسة من القصة الشهيرة “آليس في بلاد العجائب”؛ وهي من إعداد شركة صغيرة وجديدة لاستثمار التطبيقات الرقمية تدعى “آتوميك آنتيلوب”، ويبلغ ثمن القصة 8.99 دولار. وتتوافر على “آي باد” نسخة مجانية ملخّصة عنها.
ويعود فضل تصميم الرسوم المرافقة لقصّة “آليس على آي باد” لفنّان إنجليزي متخصص بالحفر على الخشب هو السير جون تينييل والذي يعود إليه أيضاً فضل تصميم رسوم القصة الأصلية التي تعود إلى القرن التاسع عشر. وهذا مجرّد مثال بسيط عن الدور المهم الذي يلعبه الكمبيوتر اللوحي “آي باد” في المجالات التثقيفية والتربوية للأطفال.
وعندما يتجوّل الطفل في صفحات القصة، فسوف يشاهد الكثير من الرسوم المتحركة المعبّرة عن المضمون الكتابي وبألوان زاهية وبوضوح عالٍ. ومما يساعد على ابتداع هذه الرسوم الغريبة والمدهشة أن مضمون القصة ذاتها ينطوي على سلسلة من الغرائب والعجائب أبطالها الحيوانات والنباتات والطيور وتدور أحداثها في أعماق الطبيعة الحيّة.
وأخرجت شركة آتوميك أنتيلوب أيضاً مجموعة من نسخ القصص المثيرة الخاصة بالأطفال والجــاهزة للتشــغيل على “آي باد”، ومنها قصة شــهيرة بعنوان “ذي لوراكس” The Lorax التي تباع بمبلغ 3.99 دولار.
وينطوي تطبيق “ذي لوراكس” في “آي باد” على قراءة آلية مصحوبة بالمؤثرات الصوتية على غرار ما يحدث عند عرض الأفلام السينمائية.
وليست وظيفة “المطالعة الهجين للقصص” هي كل ما يتضمنه محتوى “آي باد” من جديد، بل هناك أيضاً تطبيق القراءة الآلية للنصوص. وبضغطة واحدة على نقطة محددة من شاشة “آي باد” يتحول الجهاز إلى قارئ صوتي لصفحات الكتب التي تظهر على الشاشة. وتنطوي هذه التقنية على فائدة تدريب الأطفال على اللفظ السليم للأحرف والكلمات.
عن صحيفة «وول ستريت جورنال»