السبت 26 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مكيفات الشباك».. تلوث ومرض واستنزاف للطاقة والجيوب

«مكيفات الشباك».. تلوث ومرض واستنزاف للطاقة والجيوب
28 ابريل 2014 15:03
تحتل المكيفات التقليدية المتعارف عليها شعبياً بـ”مكيفات الشباك” واجهة مهمة من الحائط أو النافذة أو الشرفة، توجه سموم هوائها البارد إلى الجالس أمامها، تقلص عضلاته، وتيبس مفاصله، وتؤذي جهازه التنفسي، ثم تفرغ جيوبه بقيمة فاتورة الكهرباء المرتفعة. ولا يقتصر أذى المكيفات على الجالس أمامها، فهي تطل بقواعدها العريضة من نوافذ البنايات وشرفاتها وجدرانها، وتلفح المار بمحاذاتها بتيار هواء يزيد حرارة الصيف التهاباً، أو تنزف على أكتافه قطرات ارتشاحها المخلوطة بالصدأ والغبار الذي تكتنزه ثنياتها. وخلصت إحصاءات استهلاك الطاقة على مستوى الدولة، وفي منطقة الخليج بشكل عام، إلى أن 60 في المئة من إجمالي الاستهلاك تستحوذ عليه عمليات التبريد، وتعود هذه النسبة المرتفعة إلى عدم كفاءة أنظمة تبريد الهواء الاعتيادية في استهلاك الطاقة بالشكل الصحيح. وقدم المجلس الأعلى للطاقة في دبي مقترحاً باستبدال أنظمة التبريد الاعتيادية إلى أنظمة التبريد المركزي «تبريد المناطق»، إذ توفر مبدئياً 30 في المئة من حجم الاستهلاك للكهرباء، الذي يحتاج إليه نظام التبريد الاعتيادي. تحقيق: تحرير الأمير طالب عدد من سكان مدينة الشارقة بضرورة إلزام الملاك والشركات العقارية إلغاء نظام المكيفات التقليدية (الشباك)، نظراً لخطورتها على المحيط الخارجي من جهة، ودورها السلبي في التلوث البيئي والضوضائي من ناحية أخرى، واستبدالها بأنظمة حديثة، في الوقت الذي باشرت فيه بلدية مدينة الشارقة باتخاذ حزمة من الإجراءات، بقصد القضاء على جميع المظاهر السلبية في المباني، وتحديداً صيانتها من الخارج، علاوة على منع إعطاء تصاريح لأي مبنى جديد يرغب بتركيب هذا النوع من المكيفات. وقال يوسف نزار، مقيم في منطقة اليرموك إن التلوث البيئي والضوضاء والحرارة العالية الناجمة عن هذه المكيفات تستدعي من الجهات ذات الصلة إجراءات حاسمة تمنع استخدامها مطلقاً، واستبدالها بأنظمة التكييف المركزي، بما يسهم في الحفاظ على البيئة وأيضاً المحافظة على المظهر الحضاري للمدينة. ووصفت نورهان خضري، التي تقطن في القاسمية، المظهر الخارجي للبنايات التي تستخدم نظام تكييف الشباك بأنه “بائس”، وقالت إن الإزعاج الذي يسببه هذا النوع من المكيفات “قاتل”، كما أنها تحوّل المنطقة التي تضخ الهواء الساخن إليها في الصيف إلى جهنم، مطالبة بسن قوانين صارمة تلزم الملاك وأصحاب العقارات بصيانة هذه البنايات وتركيب أنظمة حديثة. واعتبر غالب حسنين، الذي يقيم في القادسية، أن المشكلة الكبرى الناتجة من مكيفات الشباك أنها أصبحت وسيلة لتسلل القوارض والحشرات إلى داخل المنازل، آملاً من الجهات المسؤولة إجبار المالكين على استبدالها بأنظمة أفضل، ان المالك مهما خسر على عقاره فإنه في نهاية المطاف هو المستفيد. وألقى علي سعيد الذي يقيم في التعاون، بمسؤولية انتشار الأمراض التنفسية والصدرية على عاتق المكيفات، قائلاً إن “أبناء الخليج مناعتهم ضد الأمراض أقل من غيرهم، كونهم يبقون رهائن للمكيف طيلة تسعة أشهر على الأقل كل عام”، بحسب تعبيره. وأوضح أنه اضطر للرحيل من شقته إلى شقة أخرى ودفع إيجار أعلى بسبب تكرار مرض ابنته، وإصابتها بحساسية شديدة جراء مكيف الشباك ورائحة العفونة التي كانت تنبعث منه، لنكتشف لاحقاً أن فأراً تسلل إلى داخل المكيف، ومات، مخلفاً وراءه كارثة صحية. فني تكييف: مكيفات الشباك «الأسوأ على الإطلاق» وصف علاء المصري، وهو فني تكييف وتبريد يعمل في إحدى شركات الصيانة في الشارقة، مكيفات الشباك بأنها الأسوأ على الإطلاق مهما كان نوعها، فهي تزيد من حرارة الجو، وتسهم في تلوث البيئة، وتعتبر مرتعاً للقوارض والحشرات. وحذر المصري من خطورة المكيفات الرديئة والتقليدية على الشبكة الكهربائية، حيث إنها متورطة بصورة كبيرة بحالات انقطاع الكهرباء المتكررة في الصيف، موضحاً أن أجهزة تكييف الهواء مقارنة بالأجهزة والمعدات الكهربائية الأخرى هي الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية، بسبب ما تحتويه من ملفات ومحرك وضواغط وأدوات تحكم، علاوة على طول فترة التشغيل. واستدرك بأن الملفات الموجودة في المكيفات هي المسؤولة عن تبديد القدرة الكهربائية. كما تتسبب بانخفاض ملموس في أداء الشبكة العامة. ولفت إلى أن هذه المكيفات التقليدية تنشط بها بعض أنواع الجراثيم المسببة لأمراض الجهاز التنفسي في درجات الحرارة المنخفضة التي توفرها أجهزة التكييف، نتيجة استخدام مواد عازلة سيئة، حيث ينتج عن هذه المكيفات رديئة الصنع تسرب للغاز، علاوة على سهولة تسلل القوارض عبرها. وبين أن عملية تغيير النظام ليست مكلفة، وليست صعبة، كما يروج المالكون، حيث يمكن القيام بهذا الأمر في فصل الشتاء. أكدت أنها بصدد تفعيل قرار صيانة المباني من الخارج بلدية الشارقة: مكيفات الشباك ممنوعة منذ عشر سنوات أكد المهندس عبد العزيز المنصوري، مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والمشاريع في بلدية مدينة الشارقة، أن البلدية أصدرت قراراً منذ نحو 10 سنوات يمنع قطعياً استخدام مكيفات الشباك، لكنها لا تستطيع أن تجبر أي مالك على استبدال نظام التكييف في عقاره الذي تم تشييده قبل صدور هذا القرار، إلا أن المهندس المنصوري لفت إلى أن البلدية سنت قوانين تُعنى بالحفاظ على المظهر الخارجي للبنايات، حيث يفترض تأطير قواعد هذه المكيفات بصورة لا تؤثر على المظهر الجمالي، أن البلدية بصدد تفعيل قرار صيانة المباني من الخارج بصورة أكثر قوة. وأشار إلى أن البلدية بالتعاون مع دائرة التخطيط والمساحة بدأت بتنظيم حملة استهدفت في مرحلتها الأولى البنايات الموجودة في الشوارع الرئيسة، على أن تشمل في مراحلها اللاحقة جميع الأحياء. وأوضح أن البلدية بدأت في استخدام سياسة الترغيب، ومن ثم ستنفذ سياسة أخرى في حال عدم التجاوب معها. ولفت إلى أن التسهيلات المقدمة للملاك والمستثمرين والشركات تتضمن كذلك منحهم أسبوعاً مجانياً في المواقف المدفوعة مقدماً كحد أقصى للانتهاء من الصيانة اللازمة، مؤكداً أن هذه التسهيلات تأتي ضمن حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى توفير الوقت والجهد على المراجعين وسرعة إنجاز الأعمال، حرصاً من البلدية على دعم مسيرة التقدم وتحقيق النهضة المنشودة التي تشهدها الإمارة ومواصلة مسيرة النمو الاقتصادي. وقال رياض عيلان، مدير عام بلدية مدينة الشارقة: «إن البلدية اتخذت حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى تشجيع الملاك على القيام بأعمال الصيانة لعقاراتهم، خصوصاً المباني الموجودة على الشوارع الرئيسة، حيث تم استحداث نظام جديد لاستخراج تصريح الصيانة في يوم واحد، والخاص بصبغ واجهات المباني فقط. أما في حال حاجة البناء للصيانة الإنشائية والصحية، وغيرها من الأعمال الأخرى، فقد تم تسريع الإجراءات واختصارها للتسهيل على العملاء. وأوضح أن هذه القرارات تأتي في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها البلدية لتسهيل الإجراءات على الملاك والمقاولين والاستشاريين، وحرصاً منها على سرعة إنجاز المعاملات. دراسة: التعرض المباشر للمكيفات يسبب أمراضاً متعددة أكدت دراسة طبية منشورة سابقاً أن التعرض المباشر لأجهزة التكييف لساعات طويلة يسبب أمراضاً مختلفة في العيون والمفاصل والجهاز التنفسي. وذكرت الدراسة أن المكيفات تنتج هواء بارداً يحمل معه الرطوبة ويؤدي بدوره إلى حدوث التهابات رئوية، خصوصاً لمن يعانون أمراضاً رئوية سابقة ومرضى الربو. وتبين الأبحاث أن البرودة الناجمة عن المكيفات تؤدي إلى ضيق في القصبات الهوائية، سواء كان المتعرض لها نائماً أو مستيقظاً، وأن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يفضي إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلي خاصة في أجزاء الجسم التي كانت عرضة أكثر من غيرها لبرودة المكيف المباشرة. وتنشط بعض أنواع الجراثيم المسببة لأمراض الجهاز التنفسي في درجات الحرارة المنخفضة التي توفرها أجهزة التكييف. وتؤكد الدراسة أن أكثر الأجزاء عرضة للتأثر بهواء المكيفات الباردة هي الرقبة والظهر وذلك لغياب الطبقة الدهنية السميكة التي تحمي العضلة فيهما، إذ إن التباين المفاجئ والمباشر في درجات الحرارة يحدث تقلصاً في الألياف العضلية، ما يؤدي إلى اختلاف طول العضلة لتصبح مشدودة، وتسبب ألماً حاداً لدى الشخص. ويحذر الأطباء من الأضرار الكبيرة التي تسببها المكيفات للمفاصل بسبب تأثر المنطقة الغضروفية الهلامية اللزجة التي تتأثر بالاختلاف في درجات الحرارة، مما يسبب تيبساً في المفاصل وينصحون من يعانون من حالات التيبس بعدم الجلوس أمام المكيفات. ونصحت الدراسة بإبعاد الأطفال خاصة الرضع منهم عن أجهزة المكيف؛ لأن مناعاتهم ضعيفة وأجسامهم غير قادرة على المقاومة فيمكن أيضاً أن يصاب هؤلاء بأمراض الأنف والأذن إذا تعرضوا لفترة كبيرة لهواء المكيف الذي يحتاج بدوره إلى عناية وتنظيف دوري حتى لا يصبح مرتعاً للجراثيم. وكشفت الدراسة عن أن أجهزة التكييف رديئة الصنع والتقليدية تتسبب في التحسس الذي يفضي بدوره إلى حدوث التهابات رئوية لمن يعانون أمراضاً رئوية سابقة ومرضى الربو الذين نسبتهم كبيرة جداً في الدولة، وذلك لأن هذه الأجهزة غير مزودة بمرشحات تنقية الهواء من الأتربة والعوالق. يوفر 30% من حجم استهلاك الكهرباء «التبريد المركزي» إلزامي مع نهاية 2014 أعلن المجلس الأعلى للطاقة في دبي قبل أيام اعتزامه إصدار تشريعات جديدة نهاية العام الجاري تضع استخدام نظام التبريد المركزي «تبريد المناطق» كمعيار إلزامي لإنشاء المباني والتجمعات العمرانية الجديدة، علاوة على إعادة تأهيل بعض المباني القديمة، التي تسمح بنيتها التحتية باستخدام هذا النوع من الأنظمة. وأشار المهندس وليد سلمان عضو المجلس نائب الرئيس لقطاع تطوير الأعمال في هيئة كهرباء ومياه دبي، إلى أن 60 في المائة من إجمالي الاستهلاك تستحوذ عليه عمليات التبريد، بحسب إحصاءات استهلاك الطاقة على مستوى الدولة، وفي منطقة الخليج بشكل عام، عازياً هذه النسبة المرتفعة إلى عدم كفاءة أنظمة تبريد الهواء الاعتيادية في استهلاك الطاقة بالشكل الصحيح، الذي يحقق خفض لحجم الطلب. ولفت إلى أن أنظمة التبريد المركزي «تبريد المناطق» توفر بصورة مبدئية 30% من حجم الاستهلاك للكهرباء، الذي يحتاج إليه نظام التبريد الاعتيادي. وقال إن آلية تبريد المناطق أثبتت جدارتها بعد أن جرى تطبيقها بشكل إلزامي في مناطق مختلفة من الإمارة منها الخليج التجاري، حي دبي المالي العالمي، مدينة دبي الطبية، جميرا بيتش رزيدنس، غرب مردف، وبوابة الخيل. وأشار إلى أنه بناءً على كل هذه النتائج والتجارب، يعكف المجلس الأعلى للطاقة في دبي على صياغة تشريعات جديدة، فيما سيتم تطبيق النظام نفسه في بعض المباني القديمة، التي سيعاد تأهيلها لخفض استهلاكها من الطاقة، التي تسمح بنيتها التحتية باستخدام هذا النظام. ولاستخدام نظام تبريد المناطق مزايا عدة تشمل خفض تكلفة الاستثمار الأولي للمشروع الإنشائية والعقارية، وتوزيع التكلفة على مدة أطول، وترشيد تكاليف الصيانة السنوية. وقال سليمان: لا تحتاج المعدات المستخدمة في هذه الأنظمة إلى الاستبدال إلا على فترات طويلة تصل إلى 30 عاماً، مقارنة بـ 15 عاماً لأنظمة التكييف التقليدية، ويرفع استخدامها معدلات الاعتمادية للمباني، عبر استخدام معدات صناعية متطورة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض