إعداد- مريم أحمد:
في بداية العلاقة الزوجية، لا يتأخر الزوجان في إرسال بطاقات الحب وباقات الورد أو الاعتذار لتصحيح خطأ بدر من أحد الطرفين تجاه الطرف الآخر، أو للتعبير عن الحب والشوق· ومع مرور الوقت، ننسى إهداء شركاء حياتنا هدايا الحب والوجدان الصغيرة· ليس هذا فحسب، بل ننسى أحيانا التعبير عن مشاعر الحب، أوالشوق، أو حتى الإعتذار عن تصرف أو كلام جارح كان من شأنه التسبب في إيذاء مشاعر شريك الحياة· ومن الجدير بالذكر أن هناك ست عبارات بسيطة، وسهلة يجب على الأزواج التعود عليها وربما ترديدها يوميا، وتكرارها كلما لزم الأمر بهدف حماية العلاقة الزوجية من الفتور ونكران الجميل· ماهي هذه الكلمات السحرية؟
قصد زوجان-أوروبيان- في منتصف العمر مكتبا للاستشارات الزوجية· بكت الزوجة قائلة: ' لا أدري لم نحن هنا، فقد انتهى زواجنا· وزوجي لا يحبني '·
رد الزوج بغضب: ' ماذا تقولين؟ '· وأدار وجهه للمستشار قائلاً: ' لا أدري لِمَ تقول أشياء·· '· قاطعته الزوجة الباكية، بقولها: ' لأنك لا تحبني· لم تعد تحبني بعد مرور أكثر من خمسة عشر عاما على زواجنا '· واستمر الجدال، المرأة تتذمر مقتنعة بعدم حب زوجها لها، والزوج يواصل الدفاع عن نفسه·
وبدأ المستشار الأسري بطرح سؤاله الأول على الزوج: هل تقول لزوجتك أنك تحبها؟· أجابه الزوج: هي تعلم بأني أحبها، فأنا أعود الى المنزل كل ليلة مبكراً، أليس كذلك؟ · وأضاف: ··· وأُوَفّر لها المال لتشتري كل ما تريد· كما أني وافقت على المجيء الى هنا للتحدث في الأمر·
هنا، أطلق المستشار صوتا خافتا دالا على اكتشافه للسبب، وقال: لكنك لا تقول لها حرفيا أنك تحبها، لا تقول لها: أحبك· نظر الزوجان الى بعضهما البعض، وأجاب الزوج: حسنا، لِمَ عليّ أن أقول لها ذلك، أليس هذا الحب واضح من أفعالي؟ ·
الواقع والحقيقة
في الواقع، لا يكون الحب واضحا بمجرد الفعل فقط· فالمرأة و الرجل-كلاهما- يحتاج الى سماع كلمات حقيقية تؤكد هذا الشعورالجميل من الطرف الآخر· وكما هو معلوم، في بداية العلاقات الزوجية، يهتم الزوجان عادة بإرسال البطاقات المعبرة عن الحب، وباقات الورود الجميلة للإعتذار والتعبير عن الأسف الشديد، او الحي الذي لا يوصف، لكن كل هذا يختفي بمرور الوقت، الأمر الذي يهدد العلاقة الزوجية، ويجعلها عُرْضَةً للروتين والملل، وربما الإختناق العاطفي· فلماذا إذن نحكم على علاقاتنا الزوجية والعاطفية بالفتور، والحل بسيط ويتمثل في عدة عبارات سهلة يعرفها الجميع، ويجب أن يلتزم بها كل من الزوج والزوجة،إذا ما كانا فعلاً يملكان الشعور بالحب، ولكن يؤجلان التعبير عنه· من هذه العبارات:
أحبك
يمكننا أن نقولها قبل المغادرة الى العمل، وعند العودة منه· لِمَ لا نقولها مثلا قبل إنهاء المكالمة مع شريك الحياة، أو بعد انتهاء نقاش بين الزوجين مهماًّ كان· الجدير بالذكر أن كل علاقة زوجية تحتاج الى جرعة يومية من تلك الكلمة السحرية· وقد يعتقد البعض أن التلفظ بهذه الكلمة بين حين وآخر يُعَدّ من العادات السيئة، لكن العكس صحيح· وحتى لو كنت متضايقا من شريكة حياتك في يوم ما، فإن قول هذه الكلمة، أو سماعها من الطرف الآخر لاشك سيخفف من الأمر، ويساعدك على المسامحة·
آسف
قد تكون أول جملة تسمعها من زوجتك، بعد عودتك من السوبر ماركت: ' لقد نسيت شراء الحليب '- على سبيل المثال· قل لها: ' أنا آسف '· وقد يحدث أن يُعلّق زوجك على طريقة غسلك لثيابه، ويقول مثلاً: ' لم ينظف قميصي جيدا '· اعتذري منه، قائلة: ' آسفة '· ومما تجدر الإشارة إليه هو أن الدفاع عن النفس في بعض المواقف لا يُجدي الطرف الآخر نفعاً· لذا لا بأس من الإعتراف بالخطأ، وتقبُّل اللوم· وبالتالي الإعتذار· ولنتجنب كلمة: ' ولكن '، فهي التي تقضي على اعتذارك· وتذكري أن قولك: ' آسفة، ولكن '، قد تترجم عند شريك الحياة كالتالي: ' لست آسفة تماما، لكني أتأسف وأعتذر منك لأمنح نفسي الفرصة لتقديم عذر، أو مبرر لتصرفي·'وهذا لا شك سيوتر الجو بينكما·
وفي بعض الأحيان، قد نشعر أن التعليق الصادر من شريك الحياة يكون في غير محله، أو في غير أوانه· أو ربما نشعر أن كل كلمة تصدر منه ليست سوى ملاحظة ناقدة· وفي مثل هذه المواقف، يجب علينا اختيار وقت آخر ومناسب لمناقشة هذه المشكلة· ومن الجدير بالذكر أن مناقشة المشكلة بعد سماع التعليق مباشرة قد يؤدي الى نزاع وخلاف غير مقصود بين الزوجين·
أنا أتفهم الأمر
كم مرة حدث هذا معك؟ ان كنتَ جالساً مع عائلتك على العشاء، وقلت: لم أنم جيدا ليلة البارحة· وأشعر بتعب شديد مؤخراً· وتجيب زوجتك من غير قصد، وبنية حسنة: وأنا تعبة كذلك ، أو ' هذا لأنك سهرت الليل تلعب على الكمبيوتر مجددا '· او 'لأنك عدت متأخراً من سهرتك مع 'ربعك' '· ما هو شعورك عندما تسمع مثل تلك الجملة من زوجتك؟ طبعا ستشعر بالإستياء والغضب·
ومن هذا المنطلق، من المهم جداً أن نعلم، أنه في حال قَصَدَنا شريك الحياة طالبا التعاطف، والمشاركة الوجدانية، فإن جملة بسيطة مثل ' أتفهم هذا ' ستساعد فعلاً· أما التذمر والإدعاء أنك تعانين -او تعاني - من نفس المشكلة، فمعناه الضمني هو: ' وماذا في ذلك؟ أنا أشعر مثلك تماما، لكنني لا أتذمر·' ويجب أن نفهم أنه لا ضرورة لإسداء النصح إلا في حال طُلِب منا ذلك·
تبدين جميلة اليوم
'تبدين جميلة اليوم' أو ' تبدو وسيما اليوم '، أو أي من الكلمات الأخرى المشابهة ضرورية في الحياة الزوجية اليومية· فمن المعلوم أنه في بداية العلاقة، تنهال على المرأة كلمات الغزل والوصف الجميل يومياً من زوجها· ومن ثم تختفي تلك الكلمات ولا تسمعها مجدداً· وكذلك الحال مع الرجل الذي تمدحه زوجته في بداية حياتهما الزوجية، وتنعته بصفات محببة الى نفسه، وبعدها قد لا تتذكر أياً منها· وربما يعتقد الأزواج أن الطرف الثاني تعلم مسبقاً عن مشاعرهم، ولا داعي لإظهارها مرارا وتكرارا، أو ربما يظنون أنهم لا يحتاجون أو لا يهتمون لسماع المديح الرقيق· لكن الواقع يؤكد أن كلا الطرفين، وعلى وجه أخص المرأة تحتاج إلى تذكيرها دائما بجمالها، وأناقتها، وجاذبيتها، وخاصة في أوقات حملها حين تشعر بالضغط والإرهاق، وأحيانا الإكتئاب، وبعد الولادة، وفي المناسبات الإجتماعية وغيرها· ومن الجدير بالذكر أن عبارة مديح وثناء واحدة يوميا لها مفعول السحر على العلاقة الحميمة التي تربط الزوجين·
أحتاج إليك
لابد من أن يشعر شريك الحياة بتقديرك له، واحتياجك إليه· أخبريه أنك لا تستطيعين تخيل حياتك بعيداً عنه· قد لا تقول بعض الزوجات مثل تلك العبارات إلا في بعض المناسبات الخاصة كذكرى الزواج، لكن ما المانع في أن يشعر زوجك بأهميته في حياتك كل أسبوع· وكما أن المرأة تحب سماع كلمات الإطراء من زوجها، فإن الرجل كذلك يسعده معرفة أن زوجته تحتاج إليه·
قد يصعب على البعض، الرجال خاصة، التعبير عن هذه المشاعر دائما· لذا يمكن الاستعانة بطرق أخرى كإرسال رسالة بالبريد الإلكتروني للزوجة والتعبير لها عن كل ما في الخاطر والقلب· أو يمكنك كتابة ملاحظة صغيرة، وإخفائها في حقيبتها اليدوية كي تقرأها·
شكرا
لِماذا يسمع أمين صندوق الدفع في 'السوبر ماركت' او البقالة، وسائق التاكسي والغرباء الآخرين كلمات الشكر والعرفان منا على الدوام، في الوقت الذي قلما نوجهها لشريك الحياة الذي يعتبر الأحق بها؟ لِماذا لا يشكر الرجل زوجته على إعدادها وجبة العشاء، أو تنظيفها المنزل مثلاً؟ ولِمَاذا لا تشكر المرأة زوجها على دعوته لها لتناول العشاء خارج المنزل؟ لا شك في أن الشكر يعني العرفان، وتقدير جهود الطرف الآخر· وهذا بدوره سيوطد العلاقة الرومانسية الحميمة بين الزوجين·
لابد من إضافة هذه العبارات الى الحياة الزوجية، مثلما تضيف البخور والعود في غرف البيت· رددوا هذه الكلمات النابعة من الوجدان قدر المستطاع، يوميا ان أمكن، وستلاحظون النتائج والسلام الذي سيعم على المنزل والحياة الزوجية من جراء استخدام تلك الكلمات السحرية·