الخميس 24 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 39 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخزعبلات إيحاء يتحكم في حياة البشر

الخزعبلات إيحاء يتحكم في حياة البشر
10 نوفمبر 2005
ريم البريكي:
كثيرة هي المعتقدات الخاطئة المؤثرة في حياتنا، والمتحكمة في أمورنا اليومية، والتي نتعامل معها بلا تفكير ولا نركز في حقيقتها وماهيتها·· الخزعبلات واحدة من تلك المعتقدات المؤثرة بشكل قوي في خط سير حياتنا· فعندما يرف جفن أحدنا الأيسر يعتقد أن هناك مصيبة ستحدث له، وتتحول الصورة إلى الإيجاب في حالة رف جفنه الأيمن، لتصبح الرفة بمثابة بشرى بقدوم غال عائد من سفر·
هناك مئات الخزعبلات المرتبطة بحركات لا إرادية بالجسم أو برؤية أجسام لها مدلولات معينة· فرؤية القطة السوداء دليل نحس· ورؤية أحد الأشخاص المبتسمين دليل الخير· حول مدى تأثير تلك الخزعبلات على حياتنا، ومدى إيمان الناس بها، خرجنا بالتحقيق التالي:
يؤكد خليل محمد أبوالجيش عدم إيمانه بالخزعبلات، لكنه يرى أنها تحدث في واقع حياتنا بشكل كبير، واحيانا تصدق ويقول :'لا أؤمن بها كمعتقدات ولكنها تصدق في أحيانا كثيرة· فقد صحت معي في أكثر من مرة· عندما أشعر بحكة في يدي اليمنى، أجد نفسي مقبلا على سلام شخص لم اره منذ زمن طويل· كما يوجد لدينا في سوريا معتقد آخر يتمثل في أن من يعض طرف لسانه، يمن برؤية صديق عزيز على قلبه، ويسلم عليه سلاماً حاراً، وقد حدث معي أن عضضت طرف لساني بدون قصد، وتصادف بعدها بأيام أن التقيت بصديق لي يعد من أعز أصدقائي أيام الدراسة، ولم أره منذ عشر سنوات، وقد قدم في زيارة لأهله المقيمين هنا بالإمارات، وحرص على زيارتي فربطت تلك الزيارة بعضة اللسان·
ويرى خليل أن تلك الإيحاءات التي يسميها البعض 'خزعبلات' هي بمثابة الحاسة السادسة· إذ فيها إيحاء لما سيحدث للشخص من خير أو شر في حياته، كما أنها تحمل إشارات تنبيه لخطر ما يحيط بنا ونجهله، فهي تلعب دورا هاما في تنبيهنا وتمكيننا من أخذ الحيطة والحذر'·
عمل شيطاني
عيسى عياش يؤكد أن تلك الخزعبلات هي من أعمال الشيطان، وفيها تشكيك بإيمان الشخص، فلابد وأن يؤمن كل منا بأن المطلع على الغيب هو الله وحده، ولا أساس للظواهر التي نربطها ببعض، على الأحداث الواقعة في حياتنا·
ويرى عيسى أن صدق الخزعبلات في الواقع، يكون من باب الصدفة لا أكثر، ويؤكد أن الله يختبر عبده المؤمن ومدى إيمانه، ولهذا علينا التسليم بالغيبيات· ويربط عيسى تلك الخزعبلات بالتنجيم الذي حرمه الله تعالى، كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن تصديقه لما فيه من إشراك لعلم خص الله به نفسه دون سواه· ويضيف عيسى قائلا: 'ان كان ديننا يحرم الاطلاع على الغيب، وتصديق المنجمين، فان الأمر ينطبق في نفس الوقت على الخزعبلات التي ترتبط بما سيحدث لنا، وهو في علم الغيب'·
أثرها على الحياة
ويؤمن أبوالخير حاكمي بتأثير تلك الخزعبلات على حياته، ويسترشد بقصة حدثت معه فيقول: 'هناك حادثة دائما ما تتكرر معي، وأجد أنها صادقة· فأحيانا يأتي في بالي شخص فأراه أمامي بمجرد أنني تصورته في مخيلتي· كما تصدق معي مسألة طنين الأذن· فعندما تطن أذني اليسرى فكأن شخصا ما يذكرني بالشر، ويكون هذا حدث بالفعل في الواقع، وأعلم بهذا الأمر من الناس· وأحيانا أخرى يكون الطنين بأذني اليمنى، وأعلم بعد ذلك أن هناك من ذكرني بالخير· وعن مدى تأثير تلك المعتقدات عليه، يقول أبو الخير: 'تلك الإيماءات تؤثر على حياتي وتصرفاتي بنسبة مائة بالمائة، وأرى أنها تصدق'·
ولا يتفق أبوالخير مع تشبيه عيسى لها بالتنجيم ولكنه يرى أنها أكثر تشابهاً مع الرؤيا في المنام، حيث أن الرؤيا تحذر أو تبشر الحالم بما سيحدث معه في المستقبل، وبالمثل تكون تلك الإيماءات علامة من علامات التبشير أو التحذير لما سيحدث لنا في المستقبل·
رؤية الطفل
شيرين الطير، ترى أن الإيمان بتلك المعتقدات نابع من فكر المجتمع الذي نعيش به، ويرتبط مباشرة بمدى إيمان الشخص وايمان المحيط الذي يعيش فيه الإنسان بمثل تلك المعتقدات، وتقول: بالنسبة لي فالأهل يتعاملون مع تلك الخزعبلات ويصدقونها، ولكنهم لا يأخذونها من ناحية عقائدية· فهي تكون من باب التنبؤ بالشيء وليس من باب الإيمان به، وغالبا ما تؤخذ من باب التسلية· فمثلا رؤية الطفل الصغير هي دلالة على رؤية شخص قريب من القلب، أما رؤيته وهو يحبو فدليل على زيارة أحد الأقارب· وقد حدث ذلك مع والدتي أكثر من مرة· ففي كل مرة تقع عينها على طفل يحبو توقن بأن هناك ضيفا عزيزا سيطرق الباب علينا، وتتفاءل بذلك المعتقد لكونه مرتبطا بالخير، ورؤية الأحباب·
كما أن هناك معتقدا آخر نؤمن به وهو حكة اليد، وهنا يختلف التفسير من يد لأخرى حسب وقوع الحكة بأي منهما· فاليد اليمنى توحي بأن صاحبها سيقبض مبلغاً مالياً بعد فترة، بينما حك اليد اليسرى على العكس من ذلك يوحي بأنه سيخسر أو سينفق ماله على الآخرين· وتؤكد شيرين أن تلك المعتقدات مخيمة في عقول الناس منذ زمن بعيد، وقد توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل، مما رسخها في أذهان الناس، وجعلها أشبه بالعادة التي لا يستطيعون تركها، أو التصديق بعدم وقوعها فقد أصبحت بمثابة الموروث الذي يستحيل الاستغناء عنه'·
الرقم 13
جابر عبدالله يرى أن تلك المعتقدات لا تصدق أبداً، ويؤكد أن تعلق الناس بمثل هذه المعتقدات ناتج عن رغبة الناس بالتصديق، والبحث عما يشغل بالهم من أمور لا تفيدهم· ويؤكد جابر أن إيمان الأشخاص يختلف حسب درجة وعي كل منهم، ويقول: 'أنا شخصيا لدي صديق يؤمن بهذه الخزعبلات، وحدث لنا موقف في إحدى طلعاتنا معا، وتبين له مدى عدم صدقية هذه الخزعبلات· فقد كنا نتحدث في موضوع معين فذكرنا معا اسم صديق لنا في الوقت ذاته، فقال صديقي انه يتحدث عنا، فأخبرته أن ما يقوله 'خزعبلات'، وطلبت منه أن يتصل بذلك الصديق، ويسأله ان كان في هذا الوقت قد تذكرنا أصلاً، أو تحدث عنا· بالفعل قمنا بالاتصال به، وطرحنا عليه السؤال، فرد علينا أننا لم نخطر بباله، وأنه مع أهله يتحدث في أمور متعلقة بأسرته· فرد زميلي الذي تحداني أن هذه المرة خابت معه ولكنها دائما ما تصدق في أمور أخرى·
ويضيف جابر أن الناس في حالة عدم تصديقها لتلك المعتقدات، تكون معذورة فما لا يصدق اليوم سيصدق في المستقبل، وهو مبرر يقنعون به أنفسهم حتى لا تخيب آمالهم من تلك المعتقدات التي تروي تعطشهم ورغبتهم في اكتشاف عالم الغيب، ومعرفة ما سيحدث لهم بالمستقبل عبر تلك العلامات المصاحبة لفعل سلوكي معين·
ويرى جابر أن الشخص المصدق للخزعبلات يفقد حلاوة يومه في حال وقعت عيناه على شيء يكرهه· كأن يصادف قطة سوداء، أو يرى شخصاً يربطه بالنحس· فأيام الشخص وقدره مرتبطان فقط بما قدره له الله، وليس بما قدر له من رؤية فلان أو رؤية حيوان معين· ولهذا يكون المؤمن بتلك الخزعبلات قد أضاع على نفسه يوماً من حياته كان من المفروض أن يقضيه في تفاؤل وسعادة·
العالم مليء
هبة عبد العليم، مدرسة بإحدى المدارس الخاصة تقول: 'لكوني أعمل في مدرسة أجنبية خاصة، فانني التقي بمئات الطلاب من مختلف الجنسيات، وأتعامل مع أولياء أمورهم، وهذا الاختلاط بالآخرين مكنني من معرفة أن هناك خزعبلات عديدة في العالم، ولكل منا ثقافته في هذا الجانب· أمر الخزعبلات لا يقتصر علينا نحن العرب فقط، ففي الغرب يعد الرقم 13 فأل شر عليهم ويرفضون التعامل مع أي شيء مرتبط به، كأن يكون رقم الفصل أو الغرفة التي يدرس بها أبناؤهم، أو رقم الحافلة أو السيارة التي يستقلونها· وفي مصر رؤية القطة السوداء دلالة على اسوداد اليوم ونحسه، ولهذا يتجنب الشخص محادثة الآخرين أو الخروج من المنزل، كما أن سقوط الرمش من العين إلى أسفل الجفن الأيمن يعني أن أمنية للشخص الذي سقطت من رمش عينه تلك الشعرة ستتحقق له في المستقبل العاجل· وكثيرا ما أسمع بعضهم يقول لي تمني بسرعة، فأستغرب ذلك الأمر، ولكن هذا الاستغراب ينتهي عندما يخبروني أن أحد رموش عيني قد سقط على جفني، ولهذا علي أن استغل تلك الفرصة بالتمني لتأكيدهم بأن الأمنية ستتحقق لا محالة، والغريب في الموضوع أن هؤلاء الأشخاص يجزمون بحدوث الشيء'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض