الأحد 13 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 33 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأم في عيون الإعلاميين القدوة والحب الأبدي

الأم في عيون الإعلاميين القدوة والحب الأبدي
20 مارس 2005

تحقيق ـ خديجة الكثيري: تبقى مناسبة عيد الأم، هي المناسبة الوحيدة التي تمر بنا كل عام، وتحمل من الأحاسيس والمشاعر ما يجعلها أجمل وأصدق وأسمى مناسبة على الإطلاق، وهي المناسبة التي من فرحتنا بها تبكينا، ومن حنيننا لها تنسينا كيفية الاحتفال بها، فالأم هي الإنسان الغالي والأغلى في حياتنا، وهي الإنسان الذي مهما قدمنا له ومن أجله لن نوفيه حقه وجميله علينا، وهي الإنسان الذي تعجز حروفنا عن التعبير له، وتقف الكلمات إجلالا وإكبارا لفضله الكبير، ونحن وإن كنا نحب أمهاتنا دائما، ونقدم لهن الحب في كل يوم، من خلال طاعتنا واحترامنا واجتهادنا وتفوقنا، يبقى يوم 21 من مارس، هو اليوم الذي يشدنا فيه الحنين والحب أكثر وأكثر إلى أمنا ويجعلنا ندخر من مصروفنا خلال عام كامل لنشتري لها أجمل الهدايا تعبيرا رمزيا بهذه المناسبة التي يحتفل بها العالم بالأم·· وهنا نستطلع آراء بعض مذيعي وإعلاميي التلفزيون حول هذه المناسبة، ونتعرف على علاقتهم بأمهاتهم·· كما نشير إلى وجود برامج تعنى بشكل مباشر بالأم، ودورها من لحظات أمومتها وحتى مراحل حياتها بأكملها، بحيث تعالج جميع همومها ومشاكلها، وتسلط الضوء على أمور كثيرة تفيد الأمهات أنفسهن كما تفيد الأبناء والمجتمع بشكل عام·
يبدأ الحديث في هذا الموضوع الخاص بمناسبة عيد الأم، المذيع سعيد شبيب فيقول: هي أهم ما في هذا الكون، ومن غيرها من يستحق الحب الكبير، الحب الصادق والحب الأبدي، فهي الإنسان الذي تحبه بالفطرة والطبيعة، لا تنتظر منه مصلحة ولا ينتظر منك المقابل، هي الأم ومن غير الأم، من يسأل عنك ويطمئن عليك، يهمه أمرك فيشجعك ويدعمك ويشد من أزرك، ومن غيرها من يضيق به الكون إذا وجدك متضايقا، ومن يتألم لألمك ومن يمرض لمرضك، ومن يحبك الحب الروحي كل هذا الشعور وأكثر منه، لا يقدمه لك سوى الأم، لذلك لا نستطيع أمام ذلك أن نقول لماذا نحب ونقدر ونقدس الأم؟! لأننا بذلك كمن يقول 'لماذا السماء زرقاء'؟· أما بالنسبة لي فعلاقتي مع أمي أسمى العلاقات، وأجدني أحبها وأقدرها أكثر من أي شخص على هذه الأرض، فهي وإن كانت أمي أجدها أيضا صديقتي، ومن ألجأ إليه في جميع حالاتي فإن فرحت أجدها أول من يجب أن يشاركني الفرحة، وإن أحببت مكانا او سافرت إليه فهي أول من أتوق لرؤيته وإلى وجوده معي ليشاركني جمال المكان، وإن مرضت او تعبت أو تضايقت من امور الحياة والعمل، فأجدها هي من يهون علي أمري، وعن كوني إعلامي وما أجده من تعب وضغط في هذا المجال، أحاول أن لا أبين لأمي مدى تعبي وإرهاقي من بعض الأمور، إلا أن أمي متصلة معي روحانيا، وبيننا توارد خواطر وأفكار، فأجدها تفهم من نبرة صوتي ماذا إذا كنت حزينا أو متعبا، وإن أطلت الأتصال بها حتى لا تفهم من صوتي أنني متضايق، أجدها هي التي تتصل وتطلب مني الحديث لتخفف عني، إلى درجة أنني أدعو الله دائما 'أن لا يمرضني حتى لا تمرض أمي'، 'وأن لا يتعبني حتى لا تنشغل أمي'، فهي دائما ما تقول لي: 'با ابني لا تضعف لأنك إذا ضعفت فأنا سأضعف وإذا انهزمت في عملك فأنا سأهزم'، وهذا الرأي يحفزني ويشجعني لتقديم الأفضل والأحسن حتى أرضيها ولا أرها مشغولة ومنزعجة، وكم استغرب عندما اسمع من بعض الزملاء والأصدقاء انهم على خلاف مع أمهاتهم، حتى إذا كان الخلاف بسيطا فهذا لا يجدر في حق الأم إن لم يكن لاعتبارات الحياة فهناك الاعتبارات الدينية التي ترفع وتقدس أهمية طاعة الأم بشكل خاص·
ويضيف سعيد: 'شخصيا لا تمر علي مناسبة عيد الأم دون أن احتفل بها مع والدتي، فالله يحفظها لي ويحفظ جميع الأمهات، وإن كان هناك من أمنية أتمناها في هذه المناسبة، فهي ان لا يجعلني الله همّاً لأمي، أو أن أكون ابنا مزعجا بالنسبة لها، وأن يمد في عمري وعافيتي لأسعدها وأن أحقق لها أمنيتها بالزواج وإنجاب الحفيد الذي تتمناه، كما فعل أخوتي، وكما تقول لي دائما'·
قدوة في كل شيء
'الأم هي قدوة في كل شيء، خاصة في الحياة الاجتماعية، فهي من تنجب الأطفال وتسهر لتربيهم حتى يكبروا، وعندها تبدأ مسؤوليتها الجديدة في متابعتهم ونصحهم والخوف عليهم والدعاء لهم، كما يمكن أن تكون هي القدوة في مجال آخر كمجال العلم والعمل، إذا ما كانت أما عاملة، وبالنسبة لي أمي هي قدوتي في المجال العملي'·
هكذا بدأت الإعلامية لينا صوان، صاحبة برنامج 'حدث ولا حرج' في تلفزيون دبي، حديثها معنا، ثم أكملت: 'والدتي هي مثلي الأعلى، فهي سيدة حافظت على بيتها وأسرتها ولم تقصر في مسؤوليتها كأم، بالرغم من كونها امرأة إعلامية، وتعتبر أول مذيعة إذاعة عربية نالت من الشهرة الواسعة ما جعلها تطلب للعمل في معظم الإذاعات العربية والخليجية، كما كانت من مؤسسي إذاعة أبوظبي هي باختصار 'المذيعة تغريد الحسيني'، صاحبة الصوت الجهوري العذب، علمتني الأساس في كيفية عمل المرأة الإعلامي، كما علمتني أبجديات العمل الإعلامي الراقي ليس في الشكل أمام الكاميرا وإنما أيضا في الكلمة واختيار الموضوع وكيفية تقديم المعلومة والتحاور والتعامل مع الضيوف، كانت ولا تزال تراقب جميع أعمالي، وهي بمثابة الناصح والموجه لكل خطواتي، وإذا أخطأت حتى في أبسط الأمور تلاحظ الخطأ وتطلب تعديله، فنحن على اتصال وتواصل دائم، ولها كل حبي وامتناني وتقديري والدعاء لها بطول العمر· وفي هذه المناسبة، أجدني اشتاق إليها كثيرا وانتهز فرص الإجازات لنزورها في مقر اقامتها بلندن، وفي المقابل لقد تعلمت من أمي كيف أكون أما، فأنا أم لطفل في العاشرة من العمر، وهو مطيع جداً ويحبني ويتفاعل معي دائماً بإهدائي الهدايا، والرسائل التي تحمل كلمات رائعة من تأليفه أحفظها له في ملف خاص ليراها غدا عندما يكبر، فهو يتمتع بالحس الفني ويمتلك موهبة الكتابة، وأجده اليوم يحاول ترتيب يوم الاحتفال بي، خاصة وأن المدارس جميعها تعمل على تذكير الأبناء بهذه المناسبة السعيدة'·
هدية على الهواء
تقول دينا آل شرف المذيعة في تلفزيون وإذاعة دبي: 'في خضم المسؤوليات التي تقع على عاتقنا نحن الإعلاميين بشكل عام وعلى عاتقي بشكل خاص، كوني أدرس في الصباح وأعمل مذيعة في الإذاعة والتلفزيون حتى المساء، أجد أننا لا نجد الوقت الكافي للجلوس مع أمهاتنا، وبالنسبة لي لا أجد الوقت لأجلس مع أمي وجميع الأهل، مع العلم أنني لم أكن أفارق أمي قبل عملي الإعلامي، ولكنني في هذه الفترة لا أراها سوى عند خروجي في الصباح الباكر للدراسة فأقول لها صباح الخير، وعند عودتي في المساء من العمل لأقول لها عند النوم تصبحين على خير، وكم أشعر بالتقصير اتجاهها، إلا أنني سأجهز لها مفاجأة سارة اليوم، وبمناسبة عيد الأم السعيد، حيث طلبت إجازة من الدراسة ومن العمل طوال اليوم، لأقضي اليوم بأكمله مع أمي وأرتب للاحتفال بها مع أبي وأخوتي، كما سيكون لي برنامج إذاعي أقدمه مساء نفس اليوم، ومن خلاله سأعبر لأمي عن مدى حبي وتقديري لها، وسأهديها الكثير من المشاعر لأول مرة وعلى الهواء مباشرة، وإذا كانت ثمة عبارات يمكن أن تعبر عن هذه المشاعر الخاصة والمتدفقة فسأختصرها في كل مفردة من الواقع الذي أعيشه، وكل حلم أسعى إليه في هذه الحياة، وهي: أن كل جهد واجتهاد وعمل مخلص ونجاح، وأن كل طموح لتقديم الأفضل في دراسة الطب والعمل الإعلامي أهديه لأمي الغالية، كما لا أنسى أبي العزيز، وأم صديقتي 'نورة' التي اعتبرها بمثابة أمي الثانية'·
الأم 'تستاهل'
'تستاهل الأم' هكذا يقول مذيع إمارات إف إم حارب السويدي، ويضيف: أن الأم هي أجمل وأعظم ما في هذا الكون، ويكفي التكريم الإسلامي الذي تحظى به الأم، فهي التي أوصى بها القرآن الكريم، وهي من قال فيها الرسول عليه الصلاة السلام، عندما سأله أحد الصحابة: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال له الرسول الكريم: 'أمك'، فقال: ثم من؟ فقال: أمك، فقال ثم من فقال: أمك، فقال ثم من؟ فقال: أبوك'، وهو حديث شريف يحفظه صغيرنا وكبيرنا، ونلمس منه كيف هو فضل الأم، التي تستحق وتستاهل منا التكريم والتقدير في كل يوم، ومهما بذلنا لأجلها سنظل مقصرين· وبالنسبة لي فأمي هي كل شيء بحياتي، وإن كانت هناك بعض المناوشات الخفيفة بيننا، وهي تحدث عند كثير من الشباب وأمهاتهم، ولكن تبقى الأم هي الصدر الرحب والمسامح وهي من تمتلك الرحمة والعطف، وتجبر ابناءها إلى طلب المسامحة منها، حيث إن حياة أجيال أمهاتنا وجداتنا تختلف كليا عن طبيعة حياتنا اليوم، لذلك يحدث سوء تفاهم بسيط حول كيفية تفكيرنا وتصريف أمورنا، قد لا يعجب أمهاتنا، فعلينا حينها الإدراك أن رأي امهاتنا هو أقرب للصواب كونهن يملكن الخبرة والأساس، فلأمي ولأمهات المسلمين كل الدعاء بطول العمر والصحة والعافية، كما اتقدم بالشكر والعرفان إلى 'أم الشيوخ' سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لكونها أم للإمارات بأكملها، فهي التي حملت على عاتقها النهوض بالمرأة في الإمارات وهي التي سعت إلى تكريم أمهات الإمارات وتوفير كل سبل الرعاية والاهتمام لهن، إيمانا من سموها بعظيم دورهن، وتشديدا على اهتمام الراحل فقيد الوطن الشيخ زايد 'طيب الله ثراه'، الذي كان يوصي دائما بطاعة الوالدين وطلب رضا الأم، لأن في ذلك تحل البركة والخير والتوفيق، ونحن بالنيابة عن أمهاتنا نهدي هذا العيد لأم الإمارات'·
360 يوماً
بدورها تشاركنا مذيعة قناة الإمارات شمس السعدي، في الحديث عن هذه المناسبة السعيدة والمحببة إلى قلوبنا، فتقول: 'لا يفوتنا بالطبع أن نرفع أسمى التهاني والتبريكات إلى 'أم الإمارات' سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي نهديها كل الحب والتقدير والعرفان في هذه المناسبة، فهي التي أعطت لدولتنا الكثير ولا زالت 'أطال الله في عمرها'، فهي بالفعل من يستحق التكريم'· وعن شعورها الشخصي بعيد الأم وعلاقتها مع أمها، تقول شمس السعدي: 'يمكن أن نقول عوضا عن عيد الأم 'يوم الأم'، ونحن بمحبتنا الكبيرة لأمهاتنا نتمنى أن نحتفل بها 360 يوما في السنة، فالأم هي الإنسانة التي لا نستطيع أن نوفيها جزءً ولو بسيطً من حقها علينا وجميلها فينا، ويكفي أنها الوحيدة من تمتلك كل ما فينا، وهي من تستحق أن نقدم لها كل خير نستطيع تقديمه، وهي لا تنتظر الهدايا، بل يكفيها منا الحب والكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة والطاعة، والنجاح والتقدم حتى تجني ثمار تربيتها، وهنا أود أن أسجل كل حبي وتحيتي لأمي الغالية، ولا أعلم إن كنت أستطيع القول 'أني أطلب من الله أن يأخذ من عمري ويزيده في عمر أمي'، كما أبارك لكل الأمهات في العالم في هذه المناسبة، وأدعو بالرحمة والمغفرة للأمهات الراحلات'·
ذكرى عطرة
يقول الناقد الفني ومعد البرامج محمد طه: 'الأم تمثل لنا الذكرى العظيمة والعطرة في مسيرة حياتنا، خاصة من نفتقدها بعد أن توفاها الله برحمته، فيطل علينا عيد الأم ليذكرنا برحلة العناء الطويلة التي قضتها أمي في تربيتنا، كما أتذكر ساعات سهرها الطويلة في أيام مرضي أو أيام امتحاناتي ودراستي، ولذلك كلما جاء عيد الأم يتكرر أمامي شريط العطاء الطويل والذي لا يمكن أن أصفه، إلا أنه كان الحصن وكان السند الذي أعطانا القدرة على مواصلة الحياة، وكما قال الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، واهتمامنا بالأم يتأتى في الأصل من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي أوصانا بالأم خيرا، وبعد وفاة أمي أشعر وكأن العالم كله أصبح بلا حبيب حقيقي، حبيب يعطي دون أن ينتظر المقابل، ولكن الله سبحانه وتعالى عوض ذلك لي، في أسرتي وأولادي بأن جعل أمي مثالا أحتويه في تربية أولادي، فبقدر العطاء الذي أخذناه من أمي نعطي أولادنا ونعلمهم كيف يكون العطاء دون انتظار المقابل، نعلمهم أن يحبوا بعضهم وأن يقف كل منا إلى جانب الأخر، ونحثهم على الاجتهاد والعمل ونواصل الرسالة للأجيال القادمة'·
رفيقة المشوار
ناهد سالم مشرفة عمليات برامج قناة الإمارات ومعدة برنامج المزيونة، تشارك بالحديث عن عيد الأم وتقول في بداية حديثها: 'أتقدم بالشكر والتقدير والحب الدائم لأمي الغالية التي أكن لها كل الشعور في هذا العالم، فهي من وقفت معي ليس في مراحل تربيتي فقط، بل كانت رفيقتي في مشوار دراستي وتعليمي وحتى في عملي، وإلى اليوم حين أقدم برنامجا في التلفزيون تكون هي أول من يراه وينقده ويقدم لي النصح والإرشاد، ونحن في يوم الأم نجد أنه يوم عزيز ومؤثر في قلوبنا، ففيه تقدم العائلة كل مشاعرها للأم، وتهديها ما حضرته من هدايا، حينها نسعد جميعا بهذه المناسبة بسعادة صاحبتها، التي حتى وأنا في مقر عملي في إمارة أبوظبي وهي في منزلنا الكائن في إمارة عجمان، إلا أن تواصلنا الدائم لا ينقطع أبدا عبر الاتصال، كما انتهز كثيرا من الفرص لأطير إليها، وهذا ما سأفعله في هذه المناسبة الغالية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض