عدد اليوم
سعيد ياسين (القاهرة)
«المدمن».. فيلم مهم تم إنجازه في بداية ظهور الإدمان، وتكمن أهميته في أنه لم يظهر المدمن وسط مجموعة تتعاطى المخدرات، كما في بقية الأفلام، ويكفي كمّ المشاهد التي صورت مظاهر الألم والمعاناة للبطل الذي وصل لأن يبيع دمه مقابل المخدر. دارت الأحداث حول طالب جامعي «خالد» يترك دراسة الطب لحبه الشديد للهندسة، ويفتتح ورشة لميكانيكا السيارات، ويبرع في مهنته الجديدة، وكان من زبائنه دكتور كان يستذكر دروسه مع ابنته «ليلى» حين كان طالباً بكلية الطب، ويتزوج فتاة وينجب ولداً، وتتخرج «ليلى» في كلية الطب وتعمل في مستشفى والدها للعلاج النفسى، وترتبط بقصة حب مع دكتور يسافر لإكمال دراسته، وبعد عودته تفاجأ بزواجه من أجنبية، ويسافر «خالد بسيارته» مع زوجته وابنه لقضاء عطلة الصيف، وفي الطريق يقع له حادث وتموت زوجته وابنه، ويدخل مستشفى ووسط شعوره بآلام مبرحة يتم حقنه بالمورفين لتخفيف آلامه، وبعد وقف الحقن. يهرب من المستشفى، بحثاً عنها وتعاطيها حتى أدمنها، ويصاب بشلل في إحدى ذراعيه وهو شلل نفسي وليس عضوياً، لإحساسه بأنه السبب في فقد ابنه وزوجته، ويضطر لبيع دمه للحصول على حقن المورفين، وتتمكن «ليلى» من إعادته إلى المستشفى تحت رعايتها، وأثناء ذلك تنمو قصة حب بينهما، ثم يتماثل للشفاء ويتزوج منها، ويبدأ حياة جديدة.
وعرض الفيلم في 19 ديسمبر 1983 وشارك في بطولته أحمد زكي، ونجوى إبراهيم، وعادل أدهم، وليلى طاهر، ومشيرة إسماعيل، وإيهاب نافع، وعبدالرحيم الزرقاني، وعزيزة حلمي وصلاح نظمي ونعيمة الصغير، وأحمد بدير، وتأليف وإخراج يوسف فرنسيس.
وتوقفت نجوى إبراهيم عند ذكرياتها مع الفيلم، وقالت إن المخرج يوسف فرنسيس صوره بعدما شاهد بنفسه إحدى الحالات، وتأثر بها كثيراً، وكانت وقتها كلمة إدمان ليس لها معنى درامي عميق، ودعته الحالة لرؤية حالات أخرى، واستعان بآراء أطباء كثيرين وأنجز الفيلم تحت إشرافهم، وأوضح في الفيلم أن الإدمان ليس شيئاً مزاجياً، ولكنه قاس على النفس إلى درجة أنهم عندما كانوا يقدمون للمدمن لبناً مقابل بيع دمه كان يرفض، لأنه يريد أموالاً يشتري بها المخدر، وأنه حرص على إظهاره تعيساً، وظهر هذا جلياً من خلال ملابسه الممزقة، ولعابه الذي يسيل على ذقنه باستمرار، وقد وفق الفنان أحمد زكي في أداء شخصية الشاب الذي يقع فريسة الإدمان بشكل رائع.
