«الأماكن».. من أروع وأفضل الأغاني التي شدا بها فنان العرب محمد عبده خلال مسيرته الغنائية، وهي من بين أغنياته التي انتشرت بسرعة كبيرة، وأصبح الناس يرددونها في جميع الدول العربية، ويتردد أنه غناها بعد حادث سير مؤلم تسبب في وفاة ابنه الكبير «عبدالله»، الذي كان أول فرحته في الحياة، حيث تعرض عبده وأسرته لحادث سير نتج عنه وفاة ابنه، وبقي الفنان لفترة طويلة في حالة حزن مؤلمة، ووجد في كلمات الأغنية فرصة للعودة إلى الغناء وإخراجه من حالة الحزن، إلى جانب أنها نبعت من الخاطر والوجدان، وأعادت جماليات الأغنية الجميلة في زمن الفن التطريبي.
وقال الملحن ناصر الصالح عن ذكرياته مع الأغنية: «اتصلت بي الفنانة الكويتية نوال ذات مرة لتسمعني مطلعاً من قصيدة (الأماكن)، كان عبارة عن المذهب فقط، وقالت لي إن شاعرها منصور الشادي لم يكملها لانشغاله، وطلبت مني إقناعه لإكمالها، والتقيته بعد المكالمة أثناء زيارة لنا لبيروت، وطلبت منها إكمالها ففعل، ولحنت جزءاً كبيراً منها، وسمعتها بالصدفة الفنانة الإماراتية أحلام أثناء وجودي بجانب الشادي، وطلبت منا تقديمها في ألبومها المقبل، لكن بعد أن لحنت القصيدة كاملة وجدت أنها مناسبة لصوت محمد عبده، واتصلت بنوال وشرحت لها أن العمل مناسب لصوت عبده، ولأنها فنانة مثقفة ومتفاهمة لم تمانع، ووافقت في الحال، وكانت الأغنية امتداداً لتعاوني مع عبده في العديد من الأغنيات»، وأشار إلى أن الأغنية نجحت نجاحاً كبيراً، واعتبرها النقاد نقلة جديدة في الأغنية السعودية.
من كلمات الأغنية: الأماكن كلها مشتاقة لك، والعيون اللي انرسم فيها خيالك، والحنين اللي سرى بروحي وجالك، ما هو بس أنا حبيبي، الأماكن.. كلها مشتاقة لك، كل شي حولي يذكرني بشي، حتى صوتي وضحكتي لك فيها شي، لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب.