15 نوفمبر 2009 23:37
الشلل الدماغي هو المصطلح الطبي الموافق لحالة الاختلال العصبي الذي جعل الفتاة كاترين ليملر التي تبلغ من العمر 24 عاماً حبيسة داخل مقعد متحرك منذ طفولتها.
وقد يعتقد معظم الناس أن حياة كاترين قد أصابها ضرر دماغي شديد غير أن هذه الفتاة التي تنتمي لولاية راينلاند بفالس بوسط ألمانيا لم تكن ترى الأمور بهذا الشكل على الإطلاق، فهي تستخدم عينيها للتحكم في جهاز كمبيوتر مزود ببرنامج لتمييز الكلام المنطوق، وكذلك للسيطرة على بقية تفاصيل حياتها.
ويعني العطب الذي أصاب دماغها نتيجة لمرض لا يمكن علاجه، أن عضلاتها وأطرافها لا تستجيب للإشارات التي ترسل إليها، ومع ذلك فإن هذه الفتاة انتصرت على إعاقتها.
وتتمتع كاترين ليملر بولع وحماس للحياة، وهي ماهرة وذكية وشجاعة وفطنة، وفازت مؤخراً بجائزة في مسابقة للإبداع في الكتابة نظمتها جمعية “أكتسيون مينش” الخيرية ذات الفروع المنتشرة في جميع المدن الألمانية. وتقدمت كاترين للمسابقة بعملين أكدا أنها برغم إعاقتها الجسدية، تستطيع التواصل وأداء العمل مع الآخرين.
وتعرب كاترين عن اعتقادها بأنه يوجد العديد من الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يتعاملون مع الشخص المعاق؛ وترى أنه يجب تغيير نظرة المجتمع الألماني إزاء المعاقين حتى يمكن تقبلهم كأعضاء عاديين في المجتمع.
ولكي يمكنها تكوين جملة مفيدة للتعبير عن وجهة نظرها، يتعين عليها أن تطوف بعينيها شاشة كمبيوتر لكي تعثر على الحروف الصحيحة، فهي “تتحدث” عن طريق صوت نسائي اصطناعي، ويتعقب جهاز الكمبيوتر المثبت إلى مقعدها المتحرك عينيها أثناء تحركهما حول الشاشة، ويسجل إحداثيات تجول عينيها واستقرارهما على نقاط معينة، ويحولها إلى حروف، كما يساعدها برنامج الكمبيوتر في اقتراح كلمات مناسبة حتى تستطيع التعبير عن نفسها بعبارات متدفقة، كما أن في وسعها الاتصال بالآخرين بمساعدة الكمبيوتر، وبدون أي شكل من أشكال المساعدة البشرية.
ويطلق على جهاز الكمبيوتر هذا اسم “ماي توبي”، وطورته شركة سويدية، وتمثل كاترين هذه الشركة في المعارض والأسواق التجارية حيث تقدم عروضاً لخصائص جهاز الكمبيوتر سواء داخل ألمانيا أو خارجها. وتقول عازمة على مساعدة الأشخاص غير القادرين على الكلام بعد الانتهاء من دراستها. وهذا أحد أسباب حبها للكتابة وإشراك الآخرين في تجربتها. وصدرت مؤخراً الطبعة الثانية من كتاب عن تجربتها بعنوان “كاترين تتحدث بعينيها”، وتمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية.
وتلعب تعبيرات وجه كاترين دوراً مهماً في الاتصال، وهذا ينعكس على عنوان مدوّنتها الخاصة على الإنترنت الذي يقول: “إن عدم القدرة على الضحك أكثر سوءاً من عدم القدرة على الكلام”.
وفي موضوع ذي صلة، تمكن خبير هندي في حقل الذكاء الاصطناعي يدعى مانو كومار، من ابتكار تقنية جديدة تهدف لإلغاء دور الفأرة ولوحة المفاتيح تماماً.
وانطلق كومار في إنجازه الابتكاري من واقع إعاقته الجسدية بعد أن أصيبت أعصاب يده اليمنى قبل بضع سنوات بنوع من الشلل بسبب كثرة استخدام الآلة، وتعطلت أصابعه عن الحركة، وأصبح عاجزاً عن النقر على فأرة الكمبيوتر ولوحة المفاتيح• وتمكن كومار بفضل ذهنه المتفتح وقدرته على الابتكار من تحويل إعاقته إلى فوائد للمجتمع بأكمله. وكان كومار الذي يحمل شهادة دكتوراه في علم الكمبيوتر ويعمل محاضراً في جامعة ستانفورد، قد قرر تسخير عبقريته في ابتكار نظام يمكنه إلغاء دور فأرة الكمبيوتر ويصرفها عن سطوح المكاتب إلى الأبد•
وهو يبحث الآن في المختبر عن ابتداع نظام يتألف من مجسّ ضوئي يثبت في عدسة كاميرا متناهية الصغر ويوضع في إحدى زوايا الكمبيوتر بحيث يمكنه قياس زاوية تحديق عيني الناظر إلى الشاشة ليتبيّن منها موقع أيقونة الملف الذي يريد فتحه. وعندما يثبّت المستخدم نظره على مركز الأيقونة لفترة وجيزة، ينفتح الملف تلقائياً. ويمكن تفسير ذلك ببساطة بأن الكاميرا المصوبة نحو حدقتي عين المستخدم يمكنها أن ترسم الاتجاه الحقيقي لمحور الإبصار أثناء التحديق الثابت لتحدد بعد ذلك المكان الحقيقي للملف الذي يتم النظر إليه. وتنقل الكاميرا هذه المعلومات إلى وحدة المعالجة المركزية للكمبيوتر التي تأمر بفتح الملف المطلوب.
عن موقع engadget.com
ووكالة DPA
المصدر: أبوظبي