15 نوفمبر 2009 00:39
واصل الجيش السعودي قصف مواقع المتمردين “الحوثيين” في اليمن في منطقتي جبل الدِّوِد وجبل دخان على الحدود بين السعودية واليمن. وقال مراسل “العربية” إن القصف استهدف مسلحين حوثيين حاولوا التسلل إلى الأراضي السعودية. وكان الجيش السعودي أعلن في وقت سابق تطهير الأراضي السعودية من المتسللين الحوثيين.وقصفت القواتُ السعودية أمس الاول مواقعَ المتسللين على المناطق الحدودية، وواصلت تمشيط مناطق الحدود الوعرة. فيما دخلت الحرب السعودية مع المتسللين الحوثيين عبر المنطقة الحدودية مع اليمن أسبوعها الثاني. وطهّر الطيران السعودي، تسانده وحدات المدفعية، عدداً من المواقع على الشريط الحدودي بعدما تم رصد عدد من البؤر الصغيرة بدا أن فيها قناصة حوثيين يفضلون التحرك ليلاً بعد أن أعاقت حركتهم عمليات الاستطلاع الجوية نهاراً.
وأكدت الأنباء سقوط العشرات من المتسللين ومعهم خرائط لمواقع سعودية وأجهزة تنصت وفك شفرة بالإضافة إلى أسلحة من مختلف الأنواع. وكشفت مصادر عن وصول تعزيزات كبيرة إلى الشريط الحدودي لإزالة العديد من المنازل والمباني القديمة في المناطق الحدودية القريبة من المنطقة العسكرية والتي تم إخلاؤها أخيراً لعدم استغلالها من قبل مجموعات من العناصر المتسللة .وذكرت تقارير سابقة أن الطيران الحربي السعودي تمكّن الخميس الماضي من قصف تحصينات شرق جبل الدخان وصفت بأنها أكبر نقطة تجمّع للمتسللين، ونجح في تدمير القلعة التي كان المتسللون يستخدمونها كبرج مراقبة.
وزعم المتمردون في بيان لهم ان الجيش السعودي قصف مواقع جديدة لهم في عمق الاراضي اليمنية أمس بالمدفعية والطائرات المقاتلة. وقالوا ان 145 صاروخا ضرب مناطق الملاحيط وشدا والحصامة في محافظة صعدة شمال غرب اليمن.
وزعم المتمردون ان القصف استهدف مناطق في عمق الحدود اليمنية ، ومن بينها جبل ظهر الحمار ومناطق كمامة بمنطقة حيدان. وتقع تلك المناطق على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود اليمنية - السعودية. وجاءت مزاعم المتمردين وسط تقارير بأن السعودية فرضت منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات داخل اليمن لإبقاء الحوثيين بعيدا عن أراضيها. ورفض مسؤولون عسكريون يمنيون التعليق على سؤال من قبل وكالة الأنباء الألمانية حول نبأ إقامة المنطقة العازلة. ومع ذلك ، قال مسؤول عكسري ان السلطات من الجانبين تعمل على تنسيق عملياتها سويا. وقال المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته “لا يمكن أن يحدث أي شيء دون تنسيق بين السلطات في البلدين”.
وفي وقت لاحق شهد الشريط الحدودي بين السعودية واليمن هدوءا أمس للمرة الأولى بعد عدة أيام قام خلالها الطيران السعودي بطلعات جوية استهدفت الحوثيين، خاصة في جبل الدخان. وقال مصدر عسكري في منطقة جازان على الحدود مع اليمن، لوكالة الأنباء الألمانية إن اليوم (امس) شهد هدوءا تاما، خاصة بعد الظهر ولم يشهد” أي احتكاكات بين أفراد حرس الحدود والعناصر الحوثية”. وأضاف المصدر أن الحدود السعودية “آمنة ولم يصلنا أي إفادة عن حالات تسلل للعناصر الحوثية”.
وكانت السلطات السعودية اعتقلت أمس الاول متسللين اثنين من الحوثيين في الجربة، التابعة لمحافظة أبوعريش، متنكرين في ملابس نسائية ولم تجد القوات مقاومة منهما عند القبض عليهما.
وكان جنديان سعوديان قتلا وأصيب خمسة بجروح إصابة أحدهم حرجة، في هجوم لمتمردين حوثيين “تسللوا” عبر الحدود مع اليمن.
من جهة ثانية حذر تقرير صادر عن مركز أبحاث أميركي من أن الأزمة التي يعيشها اليمن نتيجة الصراع الدائر حالياً بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة ، “يمكن أن تكون لها عواقب خطيرة على أمن الخليج”.
وأوضح التقرير الصادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأميركي أن اليمن تعد أكثر بلدان شبه الجزيرة العربية سكانا، وأكثرها فقراً، وتمثل ملاذ العناصر تنظيم “القاعدة”، كما تشرف على مضيق باب المندب الذي يمر من خلاله نحو 3 ملايين برميل من نفط الخليج يوميّا في طريقها إلى أوروبا. وقال مدير برنامج سياسات الخليج والطاقة بالمعهد واشنطن سيمون هندرسون إن “مواقع الحوثيين على شبكة الإنترنت تظهر حشوداً بأعداد كبيرة، إلى جانب سلاسل من التدريب المنظم تذكر بنشاطات حزب الله في لبنان”، موضحا أن مزاعم الحكومة اليمنية بشأن تمرد الحوثيين تدعمها الشعارات المنشورة على مواقع الحوثيين على الإنترنت. وأضاف: “مثل هذه الشعارات ترجح أن أهدافا (للحوثيين) تتعدى إلى حد بعيد مجرد طلب للحكم الذاتي المحلي”.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي أمس ان بلاده لم تطلب مساعدات أمنية وعسكرية من الولايات المتحدة في ضوء الحرب مع جماعة الحوثيين منوها بأن هناك تعاوناً أمنياً بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب. ووصف القربي ما رددته مصادر إعلامية لجماعة الحوثيين عن تقديم مساعدات عسكرية سعودية لليمن بأنها “مجرد أقاويل” لمحاولة استجداء التعاطف الخارجي معهم .
وأشار إلى ان الولايات المتحدة وكذلك الدول الأوروبية والعربية تحرص على وحدة واستقرار اليمن “لأن الجميع يعلم جيدا ان أمن اليمن يؤثر على المنطقة بأكملها” مشيرا الى ان اليمن في علاقاته مع ايران وكل دول المنطقة والعالم ينطلق من المصلحة اليمنية “في المقام الأول”. وشدد القربي في هذا الإطار على حرص القيادة اليمنية على أمن واستقرار المنطقة وعلى علاقاتها بكل جاراتها لافتا الى ان “الدول التي لها أساطيل في خليج عدن وبحر العرب بما فيها ايران تحاول ان تنسق مع اليمن باعتباره معنيا بشكل مباشر بكل ما يحدث في هذه المنطقة”.
وردا على سؤال تناول ماحدث في منطقة (صعدة) واختراق الحدود اليمنية - السعودية وصف القربي “ان ماحدث إرهاب وتعد” معرباً عن اعتقاده بأن “الحوثيين سيدفعون ثمن ذلك غاليا”. كما اعتبر في السياق ذاته “ان مساحة اليمن وطبيعتها الجغرافية ومساحة حدودها المشتركة مع السعودية تمثل إشكاليات حقيقية أمام تحقيق الأمن الكامل” مستطردا “لكن التعاون المشترك والتنسيق في الفترة المقبلة سيضعان الأمور في نصابها” وأشار الى ان الاستخبارات اليمنية تحقق في تورط بعض العناصر غير الرسمية في ايران لدعم جماعة الحوثيين التي وصفها بأنها “جماعة متمردة مخربة “مؤكدا” أن ايران نفسها لن تسمح بأي شكل من الأشكال ان تحمل أي جماعة متمردة داخل إيران السلاح ضد الدولة الإيرانية”.
وذكر ان اتصالا هاتفيا جرى بينه وبين نظيره الايراني منوشهر متكي أبدى الاخير خلاله استعداد بلاده للتدخل وبذل جهد دبلوماسي من اجل إنهاء الصراع في صعدة مضيفا “لقد أبلغناه أننا نريد تغييرا في موقف الإعلام الايراني أولاً ليعكس موقف الحكومة ولئلا يعكس رغبات جهات أخرى”.
وحول ما إذا كانت الحكومة اليمنية قد وجدت دليلا ملموسا على تورط تنظيم القاعدة فيما يحدث في اليمن نفى القربي وجود معلومات مؤكدة قائلا “ لكن يوجد هناك تعاطف ودعم معنوي” معتبرا أن مستوى التسليح والتنظيم والأموال التي ينفقها الحوثيون “لم يكونوا ليجدوها لولا الدعم الخارجي والهادف الى تخريب الدولة” .
وقال القربي “إن اليمن بعد قيام الوحدة وهزيمة الانفصاليين كان يأمل ان تركز الدولة جهودها على التنمية وبناء مؤسسات تدير مصالح اليمن وفقا لسياسات الحكومة لكن وللأسف تعسر هذا الأمل لأسباب كثيرة أهمها الجانب الاقتصادي الذي أعاق كل خطط الحكومة” . ووصف ذلك بأنه قضية مركبة لا تتحمل مسؤوليتها الحكومة وحدها حيث يجب ان تتحملها معها أحزاب المعارضة “معتبرا أن ما تطرحه المعارضة حول تطبيق نظام فيدرالي لحل الأزمة الراهنة من باب رفع سقف المطالب ولعب سياسية لايقدرون خطورتها على اليمن”.
من جانبها نفت الولايات المتحدة أن تكون وقعت اتفاق تعاون عسكري مع اليمن، بخلاف ما كانت أعلنته صنعاء. وكانت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أوردت الأربعاء الماضي أن اتفاق التعاون تم توقيعه الثلاثاء خلال مشاورات في صنعاء بين مسؤولين في الجيشين اليمني والأميركي. لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع، براين ويتمان، أكد أمس الاول أنه “لم يتم توقيع أي اتفاق” بين البلدين، رغم تأكيده إجراء مشاورات استمرت يومين بين مسؤولين عسكريين أميركيين ونظرائهم اليمنيين في صنعاء.
وأضاف المتحدث أن “الولايات المتحدة تعلق أهمية كبرى على علاقتها مع القوات المسلحة اليمنية، وتلتزم تحسين هذه العلاقة”.
ليبيا تعرض مساعدة النازحين السعوديين
طرابلس (ا ف ب) - عرض الهلال الأحمر الليبي تقديم مساعدات عينية وطبية لسكان القرى السعودية الذين نزحوا بسبب المواجهات الدائرة مع المتمردين الحوثيين في المناطق الحدودية مع اليمن. وقال مسؤول في الهلال الأحمر الليبي فضل عدم الكشف عن اسمه أمس “أجرينا اتصالا مع الهلال الأحمر السعودي وعرضنا تقديم مساعدات تشمل أغذية وأدوية إلى النازحين الذين تضرروا من المواجهة بين الجيش السعودي والحوثيين”. وأضاف “في حال قبولها سنقيم جسراً جوياً لنقل المساعدات”، منوهاً إلى أن “الهلال الأحمر الليبي يقدم العون للدول العربية والأفريقية في الأزمات”.
رسالة لخادم الحرمين من صالح
الرياض(وام)- تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية رسالة من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح . قام بتسليم الرسالة للعاهل السعودي نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية في اليمن الدكتور رشاد محمد العليمي خلال استقبال الملك له مساء أمس.
لجنة الحوار الوطني اليمنية تدعو لوقف الحرب
صنعاء (الاتحاد) - جددت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في اليمن دعوتها للوقف الفوري للحرب في صعدة ومنع أقلمتها أو تدويلها، وعبرت اللجنة عن قلقها البالغ للتطورات الخطيرة التي آلت إليها تلك الحرب والتي أدت إلى دخول السعودية في المواجهات العسكرية كنتيجة ومحصلة لسياسات السلطة الخاطئة وإصرارها على نهج الحرب في معالجة أزمات البلاد.
وحملت اللجنة في بيان صحفي وزع في صنعاء السلطة المسؤولية الكاملة عن حماية وصيانة السيادة الوطنية وأي مترتبات على انتهاكها.
وأكدت اللجنة في بيانها أن سياسات وممارسات السلطة الخاطئة هي المسؤولة عن توليد وتغذية كافة أزمات البلاد وما آلت إليه الحرب في صعدة من تطورات وتداعيات تفتح على البلاد والمنطقة أبواب شر مستطير يهدد حاضرها ومستقبلها.
مقتل جندي ونجاة مدير أمن الضالع
صنعاء (الاتحاد) - نجا مسؤول عسكري يمني من محاولة اغتيال فيما قتل أحد مرافقيه خلال محاولة قام بها مسلحون يعتقد أنهم ينتمون إلى (الحراك الجنوبي) الذين يدعون إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وقال مصدر أمني إن عددا من مسلحي مايسمى “الحراك الجنوبي” قاموا بمحاولة اغتيال العقيد غازي أحمد علي مدير أمن محافظة الضالع بجنوب اليمن فيما قتل أحد مرافقيه. وأشار المصدر إلى أن مسلحي الحراك أمطروا سيارة قائد أمن محافظة الضالع بوابل من الرصاص إثر مروره من أمام أحد الحواجز العسكرية مما أسفر عن مصرع أحد مرافقيه .
وكانت وزارة الداخلية اليمنية حذرت أحد قادة “الحراك الجنوبي” طارق الفضلي من مغبة العبث بالأمن والاستقرار في محافظة ابين موضحة أن المدعو الفضلي تحول إلى مظلة للعناصر الإرهابية من تنظيم “القاعدة” ولكل الخارجين على القانون بمحافظة أبين
المصدر: وكالات،عواصم