4 سبتمبر 2008 01:02
ارتفع عدد المرشحين المتقدمين لجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية (الدورة الحادية عشرة 2008 - 2009) حتى نهاية أغسطس الماضي إلى 1134 مرشحاً في كافة الحقول، حيث بلغ عدد المتقدمين لحقل الشعر 197 مرشحاً، وفي حقل القصة والرواية والمسرحية 259 مرشحاً، وفي حقل الدراسات الأدبية والنقد 204 مرشحين، وفي حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية 329 مرشحاً، وفي حقل الإنجاز الثقافي والعلمي 145 مرشحاً، وحسب لائحة الجائزة سيغلق باب الترشيح في 28 فبراير لعام ·2009
وكانت الأمانة العامة لمؤسسة سلطان بن علي العويس قد أرسلت ستة آلاف استمارة ترشيح، وستة آلاف دعوة للترشيح، إضافة إلى ستة آلاف مطوية معلومات عن المؤسسة والجائزة إلى معظم الجامعات، والأكاديميات، والمؤسسات الثقافية، والروابط، والأسر والاتحادات الأدبية، وإلى بعض الأدباء والكتاب في جميع أرجاء الوطن العربي، وذلك للتقدم للترشيح إلى (الدورة الحادية عشرة 2008 - 2009)·
يذكر أنه فاز في الدورة العاشرة للجائزة كل من: محمد بنيس (المغرب) بجائزة الشعر، وكل من إلياس خوري (لبنان) ويوسف الشاروني (مصر) فازا بجائزة القصة والرواية والمسرحية، وفاز هشام جعيط (تونس) بجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وعبدالفتاح كليطو (المغرب) بجائزة الدراسات الأدبية والنقد، ومنحت جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لكل من جمعة الماجد وسلمى الخضراء الجيوسي·
وقد فاز بالجائزة حتى الآن 63 أديباً وكاتباً ومفكراً عربياً·
وكانت الدورة التاسعة قد شهدت نقلة نوعية في قيمة الجائزة المادية حيث أصبحت 120 ألف دولار أميركي لكل فائز بدلاً من 100 ألف دولار أميركي سابقاً، وبذلك تبلغ القيمة الإجمالية لكل دورة 600 ألف دولار أميركي موزعة على حقول: الشعر، والقصة والرواية والمسرحية، والدراسات الأدبية والنقد، والدراسات الإنسانية والمستقبلية، وجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي·
وينص النظام الأساسي للجائزة على أنه يحق لخمسة من الأدباء العرب ترشيح من يرونه مناسباً لينالها، ويحق أيضاً للمبدع أن يرشح نفسه مباشرة إلى الأمانة العامة إضافة إلى المؤسسات الرسمية والجامعات والاتحادات والأسر والروابط الأدبية والثقافية والجامعات وحسب اللوائح والأنظمة المعمول بها في المؤسسة·
الدقائق الخمس الأخيرة من عمر الكون جديد سمير برقاوي
دبي (الاتحاد) - صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن المجموعة القصصية الثانية للكاتب الأردني سمير البرقاوي وحملت عنوان ''الدقائق الخمس الأخيرة من عمر الكون''، والبرقاوي من الأصوات التي تحسب على جيل التسعينيات القصصي، فقد أصدر مجموعته الأولى (ذاكرة الرماد) عام 1992 ولكن اسمه ظل مغمورا بعض الشيء لأسباب ترجع إلى الواقع الثقافي العام الذي لا يفرز على نحو سليم، ولا تتوفر فيه آليات كافية للتعريف بالأصوات الجديدة، كما أن الكاتب لم يبذل جهدا في التعريف بنفسه وأدبه، بل فضّل أن يظل بعيدا عن البؤر والمراكز الثقافية الفاعلة على الأقل في الجانب الإعلامي الذي يعرف بالأدباء ويسهم في تقديمهم إلى المهتمين وإلى الجمهور العام·
ومع كل ذلك فإن من يتابعون حركة القصة في الأردن يعرفون اسم سمير البرقاوي ويقدرون كتابته وتجربته، فمجموعته الأولى مجموعة جيدة تدل على كاتب واع متمكن من أدواته، ولكنها لم تروّج ولم تنشر في طبعة مناسبة ليعرفها المهتمون والقراء· ونأمل لمجموعته الثانية حظا أوفر من الذيوع والانتشار، خصوصا وأنها خطوة مكملة ومتقدمة على مجموعته الأولى·
وإذا كان البرقاوي يعتني إلى حد كبير بقصته من الناحية الجمالية، فإن هذه الدقة لا تخفي مقدار الغضب والاحتجاج الذي ينطلق منهما في مجمل كتابته، وهو ما يظهر في قصصه في المجموعة الأولى والمجموعة الجديدة، إنه يسير فيما أسّس له وانطلق منه، ذلك أن القصة عنده تنهض بوظيفة الاحتجاج والاعتراض على مسار الواقع والعالم الراهن، وهي أيضا سبيل من سبل التنوير وكشف عيوب عالمنا، العالم الذي سماه غسان كنفاني: عالم ليس لنا·
والبرقاوي من هذه المدرسة الكنفانية التي تقرّ بقيمة الفن وشروطه في الكتابة، ولكنها لا تبتعد بالأدب عن هموم الناس ومشكلاتهم ولا تدخل في دهاليز الذات وتعاريجها إلا بمقدار ما يضيء هذا الدخول صلة الإنسان بالعالم الراهن ومشكلاته وهمومه· وثمة أمارات كثيرة على مبلغ تأثيرات كنفاني، منها الإشارة إلى عبارة كنفاني التي ذكرناها في إحدى قصصه، والانطلاق من دلالتها العميقة في عدد من القصص التي تركز على اغتراب الإنسان الحقيقي وسط عالم مزور هيمن عليه الأفّاكون واللصوص· ومنها العودة إلى رمزية النبات وبلاغته في قصة (الغاردينيا) فقد بدا أن النبتة ذبلت وماتت وقت انشغال صاحبها بأخبار الحرب، ولكنها عادت لتبرعم من جديد رغم أن كل الزائرين علقوا على وجودها الجاف ونصحوا الرجل بالتخلص منها فنقلها من المكتبة إلى الشرفة، حتى فوجئ بها تطلق براعمها من جديد· وهي تذكرنا برمزيتها على تجدد الحياة والثورة والأمل بعرق الدالية الذي بدأ جافا في أول قصة (أم سعد) عند كنفاني، واستنكر الراوي جفافه ولم ير فيه إلا قطعة جافة من الحطب، ولكن العرق برعم في نهاية القصة رمزا للحياة الجديدة الطالعة·
المصدر: دبي