الفرح أنواع وأشكال، ولكلّ منا طريقته الخاصة في التعبير عن فرحه واحتفاله، غير أن الفرح بالوطن يبقى هو الأكبر والأعمّ على الإطلاق.. وهذا ما تؤكده مظاهر الحياة والأسواق خلال هذه الأيام، إذ تهيأت أسواق الدولة لاستقبال العيد الوطني الذي يحلّ ضيفاً عزيزاً مرحباً به، على المنازل والقلوب في الثاني من الشهر القادم ديسمبر، واكتظت، منذ الآن، بمختلف الأنواع من المنتجات والهدايا التي تعبّر عن البهجة بمقدم هذا اليوم العظيم.. مشهد الفرح والاحتفال يبدو جليّاً أكثر في محال وأكشاك سوق مدينة زايد بأبوظبي، الذي أعدّ عدّته لإحياء العيد الوطني حيث اكتسى بألوان الأبيض والأحمر والأخضر والأسود.
ولا تستطيع عين المتجوّل في هذه الأسواق أن تغفل أو تتغافل عن رؤية «كرنفال» الفرح الذي تحضّر له السوق، فهذا المحلّ تستّر بشالات جديدة صنعت من الريش الملوّن الذي ابتكره الصناع لإبهار الأطفال والشباب الذين ينتظرون العيد الوطني من العام للعام بفارغ الصبر وكامل الحبّ، وذلك المحلّ ابتاع منتوجات جديدة وغريبة لم تكن موجودة في الأعوام السابقة. يتحدث عنها أحد الباعة، وهو يشير بيده إلى تلك الزينة المعلّقة على سقف المحلّ: «هذا العام نزلت إلى الأسواق منتوجات كثيرة بمناسبة قدوم العيد الوطني، وهي كثيرة يصعب حصرها، وفي حين كانت المنتوجات السابقة محصورة في «شالات» و«باجات» و«طواقي» للرأس وفساتين بألوان العلم الإماراتي إلا أن هذا العام شهد توفّر منتوجات فريدة من نوعها من حيث الشكل والخامة، حيث توفرت أشكال متعددة من طواقي الرأس بعضها للكبار وبعضها لآخر للصغار بالإضافة إلى أنواع متعددة من «الشالات» وخاصة تلك المصنوعة من الريش، فضلاً عن «مراوح» مصنوعة من الورق ملوّنة بألوان العلم الإماراتي، وكذلك مجسم ورقي للصقر الذي يشكل جسده علم الإمارات، ومحابس وقابضات الشعر للفتيات من مختلف الأشكال والملونة جميعها بألوان علم الإمارات، وغيرها الكثير من «باجات» وأساور».
وتعتبر مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني في الإمارات من الظواهر الملفتة للانتباه، سواء من قبل مواطنيها أو حتى من قبل الوافدين إليها والمقيمين فيها، إذ تستعد لهذا اليوم كافة مرافق الدولة في مختلف الإمارات السبعة فتتزين الشوارع والأسواق والمباني لاستقباله بالزينة المزركشة بألوان علم البلاد، أما طلبة المدارس والجامعات فيعدّون له العدّة ويتبارون في إظهار الحب والولاء من خلال هذه الاستعدادات، وفيما يقبل طلبة المدارس الصغار على ارتداء الملابس والباجات والطواقي والشالات أو حتى حمل الأعلام الخاصّة بهذه المناسبة، فإن الشباب يلجأ إلى وسائل أخرى للتعبير عن احتفالهم وانتظارهم لهذا اليوم التاريخي كتزيين سياراتهم أو الرسم عليها بتعابير وطنية تنم عن انتماء وولاء منقطع النظير، تتباهى به الإمارات أمام دول العالم قاطبة