السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إذا قال كولينا فصدقوه

إذا قال كولينا فصدقوه
18 يناير 2019 00:07

ردود فعل واسعة خلّفها قرار الاتحاد الآسيوي، بعدم الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد في الدور التمهيدي لكأس آسيا 2019، وكذلك دور الـ 16، والبدء به في ربع النهائي، خصوصاً بعد القرارات الخاطئة التي ارتكبها الحكم الماليزي محمد أميرول في مباراة منتخبي اليابان وعُمان، ودفع ضريبتها الأخير باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة ضده، والتغاضي عن ضربة جزاء واضحة وضوح الشمس في وضح النهار.
تلك الحادثة جاءت لتؤكد أهمية استخدام هذه التقنية التي تعمل على المساعدة بشكل كبير في تقليل الأخطاء المؤثرة للحكام، خصوصاً تلك التي تسهم في تغيير نتائج المباريات، كركلات الجزاء، والطرد المباشر، وتحديد صحة الهدف من عدمه، وهوية اللاعب المعاقب، ولقد أثبتت التقنية أهميتها في كل المسابقات التي تم تطبيقها فيه، لاسيما كأس العالم الأخيرة التي استضافتها روسيا الصيف الماضي.
وأركز على مسألة مهمة، وهي أن تقنية الفيديو تسهم في الحد من أخطاء الحكم المؤثرة بشكل كبير، لكنها لا تلغيها بالضرورة، وهو أمر ينبغي أن يتفهمه الجميع، والأهم من ذلك أنها تلغي الشكوك تجاه الحكام من جهة، كما تجعل الحكام أيضاً تحت الضوء في كل حالة من الحالات التي يمكن أن تغير مسار المباراة من جهة أخرى، ولذلك فهي تعمل على الحد من التلاعب في نتائج المباريات، لكنها بالطبع لا تلغي نظرية المؤامرة التي تعشعش في أذهان البعض.
يستحضرني في هذا الشأن تحديداً الحوار الرائع للزميل معتز الشامي مع الإيطالي بيير لويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي هنا في جريدة «الاتحاد» حينما قال: «لا أحد يقبل التغيير سريعاً، هذا أمر يحدث حتى في الحياة العادية، لقد توقعت أن تكون هناك انتقادات لتقنية الفيديو، لكن مع مرور الوقت ستصبح ضرورية للغاية، لأنها يمكن أن تغيّر وجه التحكيم للأفضل، وتقلل الأخطاء لنسبة لم يكن الوصول إليها سهلاً عن ذي قبل».
كولينا الذي يعد واحداً من أفضل من أمسكوا بالصافرة، والمهجوسين بتطوير التحكيم يدرك أن تقنية الفيديو لن تلغي الأخطاء، بل ستسهم في الحد منها، لذلك كان شفافاً وهو يقول: «لن نهتم بتقنية الفيديو وحدها، لأنها مجرد أداة تساعد على تقليل الأخطاء، ولكنها لن تقضي على الأخطاء نهائياً، فهذا مستحيل، هي تسهم في تصحيح بعض الأخطاء، لكن في بعض المراحل قد لا تكون تلك التقنية حاسمة، لذلك نركز على تطوير الحكم نفسه ورفع كفاءته».
رسالة كولينا ينبغي أن يتم استيعابها بشكل جيد، مع إدراكي أن ثمة من لن يعجبهم كلامه، خصوصاً في محيطنا العربي، لأننا أدمنا نظرية المؤامرة، إلى درجة أن ثمة من تجاوز التشكيك في الحكام إلى التشكيك في التقنية نفسها ومن يديرها، وأن ثمة من يعبث بها للتأثير على فريقه، مطالبين بإلغائها، أما أنا فأقول للمتحررين من عقد المؤامرة: إذا قال كولينا فصدقوه!.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©