17 ابريل 2011 20:31
أصدرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاباً بعنوان “ آثار حضارة جزيرة أم النار 1959-2009 “ يلخص ويناقش الحالة الراهنة لمواقع جزيرة أم النار الأثرية للحضارات التي عاشت ثلاثة قرون على الأقل “2300 – 2600 قبل الميلاد” .
تغطي حضارة أم النار التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد سبعة قرون “2700-2000 قبل الميلاد” ويقدم الكتاب الذي أعده الدكتور وليد ياسين رئيس قسم الآثار بإدارة البيئة التاريخية في الهيئة استعراضاً منهجياً للجزيرة الصغيرة الواقعة جنوب شرق جزيرة أبوظبي التي تفوقها من حيث المساحة بكثير وهي واحدة من مائتي جزيرة على ساحل أبوظبي.
ويتتبع الكتاب بالتخطيطات والأرقام تاريخ تحقيق الموقع بوصفه الموقع الأول للحفريات الأثرية التي تمت في أبوظبي عام 1959 أي قبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة باثني عشر عاماً.
وقامت بعثة دانماركية بفحص سبعة قبور من أصل خمسين وثلاث مناطق في أطلال المستعمرة القديمة وخلال زيارتهم الأولى تعرفوا على بعض الصخور المشكلة والمركبة معا بين أكوام من الصخر وفي العام التالي (فبراير 1959) بدأت الحفريات الأولى في أحد الأكوام على المرتفع المعروف حاليا باسم القبر واحد وخلال عامين تاليين “1960 و1961” كانوا قد اكتشفوا المزيد من القبور بينما تم تخصيص السنوات الثلاث اللاحقة لأعمال فحص المستعمرة.
وتوقفت الحفريات الدنماركية في أم النار عام 1965 لكنها استؤنفت عام 1975 على يد فريق أثري من العراق وخلال فترة التنقيب تلك التي استمرت عاماً واحداً تم اكتشاف خمسة قبور وفحص جزءاً صغيراً من القرية.
ولتلبية متطلبات أطروحة الدكتوراه والإجابة عن بعض الأسئلة المعلقة قام مؤلف الكتاب بحفريات محدودة في المستعمرة واكتشف عدداً من الغرف في المساحة الواقعة بين الحفريات الدنماركية ونظيرتها العراقية. وبين عامي 1970 و1972 قام فريق ترميم بترميم وإعادة بناء القبور التي حفرها الدنماركيون.
وبقيت الإمارات العربية المتحدة وجنوب شرق الجزيرة العربية بشكل عام أرضاً مجهولة أثرياً حتى خمسين سنة مضت وبدأت الاكتشافات المرتبطة بالتبشير في الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر عندما تسنى للمسافرين الأوروبيين الانخراط في المنطقة للمرة الأولى بينما تعود الأبحاث الأثرية في البحرين إلى القرن التاسع عشرو في شرق الجزيرة العربية إلى النصف الأول من القرن العشرين أما أبوظبي فبقيت دون اكتشافات حتى عهد قريب. و لم يكن أي شيء معروفاً أركيولوجياً جنوب شرق الجزيرة العربية الذي يضم الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان قبل الأبحاث التي قامت بها البعثة الدانماركية التي عملت في أم النار في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين.
وتوسعت رقعة الاكتشافات الدنماركية لتغطي داخل أبوظبي في أوائل الستينيات وتبعت هذه الاكتشافات أبحاث على يد فرق محلية بالإضافة إلى الأبحاث التي قامت بها فرق أجنبية منذ عام 1973 في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان إلى الاكتشافات الأثرية الحالية للمنطقة وكشفت الأبحاث خرائب أثرية تنتمي إلى فترات عدة تفصل بينها فجوات زمنية لا مفر منها عائدة إلى طبيعة المواقع الأثرية ذاتها وتتركز المواقع الأثرية في جنوب شرق الجزيرة في الواحات والمناطق الساحلية والوديان الموازية للطرق التجارية.
أما أقدم العصور الممثلة حتى الآن فهو العصر الحجري القديم الوسيط الذي اكتشفت بقاياه في جبل براكه بالمنطقة الغربية ويشير أول الأحجار القابلة للتحليل والذي اكتشفه مؤلف الكتاب هناك عام 2006 إلى أن تلك المنطقة يعود تاريخها إلى ما بين 15 ألفا و20 ألف عام ولم يكتشف حتى الآن أي شيء من الفجوة الزمنية الطويلة بين تلك الفترة والعصر الحجري الحديث الذي مر عليه ثمانية آلاف عام.وبنهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد وبعد قرون قليلة من اختراع الكتابة في بلاد ما بين النهرين بدأ العصر البرونزي في أبوظبي ومنطقة جنوب شرق الجزيرة العربية برمتها.
المصدر: أبوظبي