القاهرة (د ب أ)
لم تكن المرة الأولى ولن تكن الأخيرة بالتأكيد، لكن فشل المنتخب المصري في التأهل لبطولة كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، ما زال محفوراً في ذاكرة الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في بلاد الفراعنة، بعد أحداث المباراة أمام زيمبابوي التي اشتهرت بمباراة «الطوبة»، والتي بددت أحلام المصريين في بلوغ المونديال للنسخة الثانية على التوالي.
وبعد مشاركة «أحفاد الفراعنة» في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، ازدادت طموحات الجماهير المصرية في الوصول بشكل منتظم إلى النهائيات، لاسيما وأن الفريق تأهل لمونديال 1990 على حساب المنتخب الجزائري أحد أفضل المنتخبات الأفريقية في ذلك الوقت.
كما ضاعف من آمال الفراعنة في ذلك الوقت بدء تطبيق نظام الاحتراف في مصر، وحصول بعض نجوم الفريق على فرص احترافية بالخارج ولكن آمال الفريق تبددت مبكراً، ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن ينتهي حلم الفراعنة بهذا الشكل، وعلى يد منتخب لا يحظى بخبرة أو تاريخ كبيرين على الساحة الأفريقية حينها.
وخلال المرحلة الأولى من التصفيات، تصدر زيمبابوي التصفيات برصيد 9 نقاط، وبفارق نقطتين أمام المنتخب المصري في المجموعة، التي ضمت معهما منتخبي توجو وأنجولا. وفي الجولة الأخيرة فاز المنتخب المصري بشق الأنفس 2 / 1، وكان من المفترض تأهل الفريق للمرحلة النهائية من التصفيات، ولكن الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» قرر إعادة المباراة على ملعب محايد، استناداً لتقرير حكم المباراة الجابوني جان فيدل ديرامبا. بعدما ألقى أحد المشجعين بحجر على أحد لاعبي منتخب زيمبابوي خلال تنفيذه لرمية تماس بالقرب من مدرب الفريق الألماني راينهارد فابيتش الذي ساهم مع حارس المرمى الشهير بروس جروبيلار وقتها في تسليط الضوء على الواقعة وعلى إصابة اللاعب بالحجر ما دفع الفيفا إلى قرار إعادة المباراة، وبالفعل أعيدت المباراة في مدينة ليون الفرنسية وانتهت بالتعادل السلبي، ليودع المنتخب المصري.
والتقى الفريقان بعد 1993 في أكثر من مباراة ودية ورسمية، لكن ظلت مباراة «الطوبة» حاضرة في الأذهان لدى الملايين من أنصار المنتخب المصري، وقد تلقي هذه المباراة بظلالها على أجواء لقاء اليوم، رغم امتلاك الفراعنة تفوقاً هائلاً في المواجهات مع منتخب زيمبابوي.