ما أكثر تهاون فئة من الناس عن الامتثال لأداء أعظم فرض فرضه الله تعالى ألا وهي فريضة الصلاة، التي هي الركن الثاني من أركان الإيمان التي تؤدي أركانها وشروطها وواجباتها بخشوع واطمئنان، كما انها عماد الدين التي حث عليها رسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام - بقوله بين الكفر والايمان ترك الصلاة ، فمن تفكر في عواقب تركها وإهمالها أخذ الحيطة والحذر·
كما تفكرت في أمر هؤلاء الناس وعلمت أن وجودهم كالعدم، لا يعرفون أهمية الصلاة وأثرها على الفرد المسلم والمجتمع، وقد يظن البعض ان أداء خمس صلوات في اليوم يعتبر امراً غاية في الصعوبة فهل يعقل ان يكون غسل الاعضاء برطل من الماء أو الوقوف في محراب لأداء ركعتين عملاً شاقاً ؟ هيهات·· فهذا أسهل العمل وأقله تكليفاً· أخي·· أختي المسلمة: الصلاة فرض من الفروض الواجبة أدائها والفرض هو ما طلب الشرع فعله طلباً جازماً يترتب على فعله الثواب، كما يترتب على تركه العقاب·
وتكمن الصلاة في انها تنبه الانسان الى هويته الحقيقية كما ان الانسان يتخذ فيها ساعة توبة يتوب فيها عما يكون قد اقترفه من الآثام والذنوب التي قد يشعر فيها وقد لا يشعر، فتكون صلاته المتكررة بين الحين والآخر تطهيراً له من تلك المعاصي، كما ان الصلاة هي أفضل العبادات البدنية على الاطلاق وهي الغذاء الأول للإيمان فالتهاون عنها يؤدي الى الكفر، فالويل كل الويل على المفرط الذي لا ينظر في عاقبة تركها، ويا قصير العمر اغتنم يومك، وتمعن في قول الشاعر: يا ذلة كتبت في غفلة ذهبت··· يا حسرة بقيت في القلب تحرقني· وقول الشاعر: يا مدمن الذنب ألا تستحي··· والله في الخلوة ثانيكما غرك من ربك إمهال وستره طول مساويكما·
صفية شيخاني