20 يونيو 2010 00:37
أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أمس، أن لجنة السياسة الخارجية في البرلمان، قررت عقد جلسة اليوم لاتخاذ قرار بشأن العلاقات الاقتصادية والسياسية مع بكين وموسكو بعد تصويتهما ضد طهران لصالح العقوبات التي أقرها مجلس الأمن بموجب قراره رقم 1929 الصادر في 9 يونيو الحالي. من جهة أخرى، نقل موقع قناة “برس تي. في” الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية علي اهاني أمس، أن بلاده “سترد بحزم” على الاتحاد الأوروبي إذا أصر على سياسة العقوبات، مبيناً أن العقوبات التي أضافها الاتحاد إلى تلك التي أقرها مجلس الأمن، لن تمنع طهران من مواصلة برنامجها النووي. وبدوره، أعلن وزير الدفاع أحمد وحيدي أمس، أن الصواريخ الإيرانية لا تهدف سوى إلى الدفاع عن البلاد في حال تعرضها لهجوم و”لا تهدد أي بلد”، وذلك رداً على اتهامات نظيره الأميركي روبرت جيتس الخميس الماضي، التي حذر فيها من أن طهران يمكن أن تهاجم أوروبا بعشرات بل مئات الصواريخ.
وكان مجلس الأمن وافق الأسبوع قبل الماضي، حزمة عقوبات رابعة موسعة ضد طهران بسبب أنشطتها النووية المتنازع عليها والتي يخشى الغرب أنها تهدف إلى تطوير أسلحة نووية. وكانت طهران واثقة من أن حليفتيها روسيا والصين لن تصوتا لصالح مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة. وشكك محللون في أن يتخذ البرلمان الإيراني أي إجراءات صارمة ضد موسكو وبكين رغم الإحباط الذي تشعر به طهران. وأشاروا إلى أن محطة الطاقة النووية الإيرانية الوحيدة في بوشهر التي تبنيها روسيا، مرجحين أن أي توتر دبلوماسي يمكن أن يؤجل استكمال أعمال البناء، علماً بأنها من المقرر أن تفتتح في أغسطس المقبل. كما أشاروا إلى صفقة صواريخ سطح -جو طراز أس - 300 الدفاعية التي جمدتها موسكو مؤخراً بعد صدور قرار مجلس الأمن 1929. وكان البرلمان نفسه دعا إلى مراجعة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول كافة التي صوتت ضد إيران، ولكن حكومة الرئيس محمود نجاد حاولت أن تتجنب السير في هذا الاتجاه، لاعتبارها أن العقوبات “غير قانونية” ولا قيمة لها.
وفي السياق ذاته، أبلغ مساعد وزير الخارجية الإيراني وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية فولف روثارت بورن أن الاتحاد الأوروبي “سيواجه رداً حازماً ومناسباً من طهران إذا استمر في سياسة العقوبات التي ينتهجها”. واعتبر المسؤول الإيراني السياسة الأوروبية بين دبلوماسية وعقوبات تجاه إيران، بأنها “مخيبة وغير مفيدة”. وقال إن “سياسة العقوبات تجاه طهران بشأن برنامجها النووي لن تساعد على تسوية النزاعات، بل ستحدث أضرارا في الشركات الأوروبية”. وكان الاتحاد الأوروبي أقر الخميس الماضي عقوبات إضافية قاسية ضد إيران أشد من تلك التي فرضها مجلس الأمن، وذلك بعد ساعات من عقوبات أميركية أحادية مشابهة. وقال اهاني إن تلك العقوبات لن تمنع طهران من مواصلة برنامجها النووي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وتابع اهاني أن قرار الاتحاد “الجديد بتكثيف عقوباته بحق إيران... مضر”؛ لأنه اتخذ عندما كانت طهران تستعد للرد على عرض حوار مع الممثلة العليا لسياسة الاتحاد الخارجية كاثرين آشتون. وأضاف: “العقوبات الأوروبية لن يكون لها أي مفعول على عزم الحكومة والشعب الإيرانيين في ممارسة حقهما المشروع في استعمال التكنولوجيا النووية تحت إشراف الوكالة الذرية”. وخلافاً لعقوبات مجلس الأمن التي خففتها المعارضة الروسية والصينية، فإن العقوبات الأوروبية استهدفت صناعة المحروقات الإيرانية ومنع الاستثمارات فيها ونقل التكنولوجيا والمساعدة الفنية في بعض المجالات خاصة إمكانات التكرير واستخراج الغاز الطبيعي. من جانبه، أعلن رئيس البرلمان علي لاريجاني في تصريحات أدلى بها الخميس الماضي قبل قرار العقوبات الأوروبية ونقلتها الصحف أمس، أن طهران تنوي اتخاذ “إجراءات انتقامية” رداً على العقوبات الأوروبية.
وفي شأن متصل بالقدرات الصاروخية، أكد الجنرال وحيدي بحسب ما نقلت عنه وكالة “فارس” المقربة من الحرس الثوري، أن “مجموعة الصواريخ الإيرانية لا تهدد أي بلد؛ لأنها صممت وطورت بهدف الدفاع عن البلد في وجه أي عدوان عسكري”. وكان جيتس أبلغ جلسة استماع في الكونجرس الأميركي الخميس الماضي، أن إيران قادرة على شن هجوم على أوروبا بواسطة “عشرات أو حتى مئات” الصواريخ، مبرراً بذلك قرار بلاده إجراء إعادة نظر جذرية لنظامها الدفاعي المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية. وانتقد وحيدي تصريحات جيتس، معتبراً أنها “دعاية” تهدف إلى “ابتزاز” طهران، واتهم واشنطن بـ”البحث عن ذرائع لعدم تفكيك ترسانتها النووية المنشورة في أوروبا من أجل إبقاء الضغط على روسيا”، بحسب وكالة “فارس”. وأضاف بقوله إن الولايات المتحدة تحاول تقويض موقف روسيا من خلال خلق انقسامات إقليمية وتوتير العلاقات بين دول المنطقة. وقال “لا يتعين على روسيا أن ينطلى عليها الخداع والحرب النفسية التي تشنها الولايات المتحدة”. وفي تعقيبه على وصف جيتس للموقف الروسي بأنه شبيه بـ”فصام شخصية”، قال وحيدي إن الولايات المتحدة تريد إهانة روسيا خصمها السابق أثناء الحرب الباردة والتي تربطها بإيران روابط تجارية قوية.. تحاول إذلال روسيا من خلال إثارة نزاعات إقليمية وتوتير العلاقات الإقليمية لتقويض مكانة روسيا في المنطقة... هذه عاقبة الثقة في حكومة ليست أهلاً للثقة”. إلى ذلك، أعلن العميد أحمد فضلي مساعد قائد قوات الباسيج شبه العسكرية، أن في البلاد اليوم أكثر من 12 مليون بسيجي هم على أتم الاستعداد للدفاع عن بلدهم.
المصدر: عواصم