فاطمة عطفة (أبوظبي)
تحت عنوان «أهمية القراءة في الكتابة الإبداعية»، تحدث الأديب الكويتي الدكتور طالب الرفاعي، في ندوة نظمتها دائرة الثقافة والسياحة في مكتبة القصر، وقدمتها الكاتبة روضة المنصوري، عن تجربته في هذا الإطار. وأوضح أن أول قراءة في حياته كانت لرواية «الأم» لمكسيم جوركي، ترجمة سامي الدروبي.
وقال: هذه الرواية كانت بمثابة نافذة كبيرة، رأيت من خلالها ألواناً وحيويات ومصائر وبشراً وعمراناً، أخذت جزءاً كبيراً من اهتمامي، هكذا بدأت رحلتي مع القراءة التي استمرت مع الأدب الروسي ثم الأوروبي، وبعده العربي، مؤكداً أنه لم يتخبط في قراءاته. وتابع: قرأت كأني أعانق جميع البشر، مستغرقاً في تجارب الحياة، كل تجربة هي مغامرة، لأن مغامرات الحياة مرتهنة بالمخاطر ومنها القراءة. هذه عظمة الأدب، لحظة أن تعيش الحدث تتطور نفسك كأنك تعيش الحدث، سواء بالقراءة، أو في المسرح والسينما.
وعن دراسته قال: لكل شيء نصيب، درست الهندسة، لكن حلم القراءة والكتابة هي الشيء المهم، ونومي ليس أكثر من ساعات، وأكثر بطلاتي نساء، لأني تعلمت الصبر من أمي. وأضاف: إن التراكم الكمي يؤدي إلى تغيير نوعي، بحيث يبدأ هذا التراكم من الكتابة الإبداعية، كل عمل إبداعي هو فكرة وقد تكون جملة واحدة. وإذا كنت تريد أن تكتب بشكل حقيقي يجب أن تعايش الآخر، فأنا أكتب عن شخصيات وأصدقاء، لكن يجب أن يعرف الكاتب كيف يفرّق بين شخصيته وشخوص أبطاله، شارحا أن الكاتب في السلوك الطبيعي يستدعي لحظة اللاوعي، والوعي هي اللحظة الحقيقية لدى المبدع، لكن الكثيرين يضيّعون هذه اللحظة. ونحن كثيرا ما نفكر بالماضي، لكن أجمل الأشياء أن تعيش اللحظة.
وتابع الرفاعي: جئنا إلى الأدب من خلال القراءة، معظم كتّاب العالم العظماء وما تركوه من إرث متجدد كانوا قراء، وفي العالم الحديث، يتعاملون مع الإبداع بوصفه علماً، الرواية علم والقصة أيضاً، وكذلك الشعر والمسرح والسينما اقتناص اللحظة، والحدث مهم جداً في الإبداع أو الذاكرة. ولفت إلى أن الكتابة فن بحاجة إلى أصول تدريس ممن يملك الإبداع، بينما الموهبة تحتاج إلى وعي حقيقي.