أحمد شعبان (القاهرة)
أدان البرلمان العربي استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وأكد على دعم البرلمان العربي التام لدولة الإمارات العربية المتحدة في كافة الإجراءات التي تتخذها لاستعادة جزرها الثلاث وبسط سيادتها الكاملة عليها، وصنف البرلمان العربي ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن جماعة إرهابية، وطالب جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بتصنيفها كجماعة إرهابية نظراً لتعمدها استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
جاء ذلك في ختام الجلسة العامة الرابعة من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان التي عقدت أمس في القاهرة برئاسة الدكتور مشعل السلمي رئيس البرلمان العربي، ومشاركة وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي وحضور رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني.
وأكد الدكتور مشعل السلمي رئيس البرلمان العربي، في تصريح خاص لـ «الاتحاد» أن موقف البرلمان العربي ثابت بأن الجزر الإماراتية الثلاث مُحتلة من إيران، وأن البرلمان العربي يطالبها بالتفاوض أو قبول اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وبعث البرلمان العربي إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس اتحاد البرلمان الدولي برسائل تؤكد أن الجزر الثلاث إماراتية محتلة لا يجوز لإيران التصرف فيها أو انتهاك سيادتها.
وأشار السلمي إلى أن الجلسة الختامية للبرلمان العربي كانت تاريخية وأصدرت عدة قرارات في مقدمتها إدانة الأعمال التخريبية التي طالت أربع سفن تجارية لعددٍ من الدول قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في 12 مايو الماضي، وسفينتين لنقل النفط في بحر عُمان 13 يونيو الجاري، واعتبره خرقا صارخٍا للقوانين والأعراف الدولية، وتطورا خطيرا يُهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية في هذه المنطقة الحيوية من العالم، وتهديدا للاقتصاد والتجارة الدولية، ومساسا بمنشآت حيوية وطرق نقل عالمية يُعتبر استهدافها جريمة حرب الأمر الذي يستوجب موقفاً دولياً فورياً وحازماً.
وأعلن البرلمان العربي تضامنه التام ووقوفه مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على أمنهما واستقرارهما، ومساندتهما في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها وسلامة مواطنيها، وصيانة الأمن القومي العربي.
وأدان البرلمان، التدخلات السلبية لإيران في الشؤون الداخلية للدول العربية، من خلال التصريحات التي تُهدد فيها أمن وسلامة دول الخليج العربية، وإغلاق مضيق هرمز الذي يُعتبر مضيقاً دولياً للملاحة الدولية لا يجوز التعرض له أو المساس به، أو تحريك مليشياتها الإرهابية داخل الدول العربية لزعزعة الأمن والاستقرار بها، منتهكةً بذلك ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل لسيادة الدول.
وطالب البرلمان العربي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بموقفٍ حازمٍ وفوري بتصنيف ميليشيا الحوثي الانقلابية كجماعة إرهابية، لانتهاكها الصارخ للقانون الدولي وتعمدها الاستهداف المتكرر للمنشآت المدنية والحيوية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، واستهداف سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبحر عُمان، وطالب البرلمان بملاحقة قادتها ومموليها وداعميها سواء كانوا دولاً أو جماعات.
كما أدان استمرار عمليات إطلاق ميليشيا الحوثي الانقلابية للصواريخ البالستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية التي بلغ عددها أكثر من 225 صاروخاً وإطلاقها البعض منها باتجاه مدينة مكة المكرمة استهدافاً للمقدسات الإسلامية في تحدٍ صارخٍ لمشاعر جميع المسلمين واعتداءٍ آثمٍ على حرمة بيت الله الحرام، وتعمدٍ لاستهداف منشآتٍ حيوية تمس استقرار الاقتصاد العالمي، وتهديدٍ صارخ للأمن والسلم الإقليمي والدولي. وأعلن البرلمان العربي، التأييد التام للقرارات التي صدرت عن القمة العربية الطارئة التي عُقدت بمكة المكرمة.
وأكد البرلمان العربي أنه يعمل لإعداد مذكرة قانونية بشأن التهديدات التي تقوم بها إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وطلب من جامعة الدول العربية رفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي لإيقاف هذه التدخلات. وأكد دعمه للحكومة الشرعية والمعترف بها دولياً ممثلةً بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعم أمن واستقرار ووحدة الجمهورية اليمنية وسلامة وسيادة أراضيها. وأدان واستنكر التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، بما في ذلك تكوين ودعم الميليشيات ومساندة الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية وتدريب الإرهابيين ومدهم بالأسلحة وتأجيج الطائفية لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة.
ودعا الدكتور مشعل السلمي رئيس البرلمان العربي، إلى ضرورة التضامن ووحدة المواقف العربية والتصدي بحزم للمشاريع التخريبية والمخططات العدوانية التي تستهدف تفتيت المجتمعات العربية والمساس بسيادة دولها وتقويض الأمن القومي العربي. وقال في كلمته إن الجلسة الختامية تتزامن مع تطورات عربية بالغة الدقة وتحديات كبيرة ومصاعب جسيمة تُحيق بعالمنا العربي، مشيرا إلى أنه انطلاقاً من مسؤولية البرلمان العربي للتصدي لتلك التحديات بادر بإقرار الوثيقة العربية لتعزيز التضامن ومواجهة التحديات لتصبح عنواناً لهذه المرحلة الفارقة من تاريخ الأمة العربية. وأكد السلمي أن القضية الفلسطينية ستظل قضيتنا الأولى والمحورية مؤكدا استمرار البرلمان العربي في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة في قيام دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وطالب المجتمع الدولي بالضغط على قوة الاحتلال الغاشمة لإنهاء الانتهاكات والممارسات العنصرية اليومية التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، والاقتحامات المتكررة للأقصى المبارك ومشاريع الاستيطان وهدم المنازل. وناشد السلمي باسم البرلمان العربي الأشقاء في ليبيا تغليب منهج الحوار والحكمة وإنهاء الصراع المسلح صوناً للدماء الزكية التي تراق كل يوم على أرضها العزيزة وحفاظاً على وحدة ليبيا واستقرارها وأمنها، وتجنيب الشعب الليبي مزيداً من المعاناة.
وأوضح أن البرلمان العربي يتابع باهتمام تطورات الأوضاع في الدول التي تشهد مراحل انتقالية وتحولات سياسية ويدعو إلى انتهاج الحوار البناء والمفاوضات السياسية وتغليب المصلحة الوطنية، للوصول إلى تسويات تضمن تحقيق تطلعات شعبها والحفاظ على مكتسباتها وصون وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها. وطالب السلمي بالوقف الفوري لإطلاق النار في مدينة إدلب السورية داعيا الأطراف كافة إلى احترام اتفاق منطقة خفض التصعيد في المدينة.
وثمن السلمي عقد القمتين الطارئتين الخليجية والعربية بمبادرة من المملكة العربية السعودية وبرئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكة المكرمة في شهر رمضان، مؤكدا ترحيب ودعم البرلمان العربي لما صدر عنهما من قرارات لتعزيز التضامن العربي وتوحيد المواقف لحماية الأمن القومي العربي والتصدي للتحديات والأخطار المُحدِقة حولها.