دعا الدكتور مشعل السلمي، رئيس البرلمان العربي، إلى ضرورة التضامن ووحدة المواقف العربية والتصدي بحزم للمشاريع التخريبية والمخططات العدوانية، التي تستهدف تفتيت المجتمعات العربية والمساس بسيادة دولها وتقويض الأمن القومي العربي.
وجاء ذلك في كلمته اليوم أمام الجلسة العامة الرابعة من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، برئاسته وحضور سلطان البركاني رئيس مجلس النواب اليمني، وجمال بو راس نائب رئيس برلمان عموم أفريقيا ممثلاً لرئيس البرلمان الأفريقي.
وقال السلمي، إن "الجلسة الختامية لدور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني تتزامن مع تطورات عربية بالغة الدقة وتحديات كبيرة ومصاعب جسيمة تُحيط بعالمنا العربي"، مشيراً إلى أنه انطلاقاً من مسؤولية البرلمان العربي للتصدي لتلك التحديات، بادر البرلمان بإقرار الوثيقة العربية لتعزيز التضامن ومواجهة التحديات لتصبح عنواناً لهذه المرحلة الفارقة من تاريخ الأمة العربية".
وأضاف أن "رغم كل ما تمر به أمتنا العربية من تحديات، إلّا أن القضية الفلسطينية ستظل قضيتنا الأولى والمحورية"، مؤكداً استمرار البرلمان العربي في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة في قيام دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس".
وطالب المجتمع الدولي بالضغط على قوة الاحتلال الغاشمة لإنهاء الانتهاكات والممارسات العنصرية اليومية، التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، والاقتحامات المتكررة للأقصى المبارك ومشاريع الاستيطان وهدم المنازل.
وناشد السلمي باسم البرلمان العربي "الأشقاء في ليبيا لتغليب منهج الحوار والحكمة، وإنهاء الصراع المسلح صوناً للدماء الزكية التي تراق كل يوم على أرضها العزيزة، وحفاظاً على وحدة ليبيا واستقرارها وأمنها، وتجنيب الشعب الليبي المزيد من المعاناة".
وأوضح أن البرلمان العربي يتابع باهتمام تطورات الأوضاع في الدول التي تشهد مراحل انتقالية وتحولات سياسية، ويدعو إلى انتهاج الحوار البناء والمفاوضات السياسية وتغليب المصلحة الوطنية، للوصول إلى تسويات تضمن تحقيق تطلعات شعبها والحفاظ على مكتسباتها وصون وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها.
اقرأ أيضاً... البرلمان العربي يبحث تصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية
وطالب السلمي بالوقف الفوري لإطلاق النار في مدينة إدلب السورية، داعياً الأطراف كافة إلى احترام اتفاق منطقة خفض التصعيد في المدينة، وأدان استمرار ميليشيات الحوثي في انقلابها على السلطة الشرعية باليمن، وعدم تنفيذها لقرارات مجلس الأمن الدولي.
كما أدان تعمد ميليشيات الحوثي استهداف المنشآت الحيوية والمدنية في المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية كالمطارات المدنية وهدم المساجد وتفجير المنازل والتي تصنف كجرائم حرب طبقاً للقانون الدولي.
وشدّد على إدانته للأعمال التخريبية التي طالت عدداً من السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وفي خليج عمان، في تطور خطير يهدد أمن وسلامة المنطقة، ويعرّض الملاحة البحرية والتجارة العالمية للخطر، مؤكداً تضامن البرلمان العربي التام مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ومساندتهما في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية الأمن وسلامة مواطنيها، وقال إن هناك مشروع قرار معروض في هذا الشأن.
وثمّن السلمي عقد القمتين الطارئتين الخليجية والعربية بمبادرة من المملكة العربية السعودية وبرئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك، مؤكداً ترحيب ودعم البرلمان العربي لما صدر عنهما من قرارات لتعزيز التضامن العربي وتوحيد المواقف العربية لحماية الأمن القومي العربي والتصدي للتحديات والأخطار المُحدِقة حولها.
ورحّب رئيس البرلمان العربي بسلطان سعيد البركاني رئيس مجلس النواب في الجمهورية اليمنية وقدم التهنئة له بمناسبة انتخابه رئيساً لمجلس النواب في الجلسة التاريخية التي عقدت بمدينة سيئون في شهر أبريل الماضي، وافتتحها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والتي جسّدت صمود وتماسك الشعب اليمني ضد العدوان على الشرعية اليمنية وتوحد السلطتين التنفيذية والتشريعية والرسمية والشعبية لاستعادة مشروع الدولة وإفشال مشروع الميليشيات والانقلاب.