أبوظبي (الاتحاد)
تحرص دولة الإمارات على رعاية الموهوبين والمتميزين والمبتكرين في مجالات عدة، حيث تقدم لهم كل ما ينمي قدراتهم ويصقل مواهبهم ويجعلهم يحلقون في فضاءات النجاح والتميز، وكل ذلك لم يكن ليأتي لولا دعم القيادة الرشيدة، وخاصة بعد إنشاء وزارة اللامستحيل، الإدارة الافتراضية لاكتشاف المواهب، التي تحرص على بناء قاعدة قوية من المواهب الوطنية في مختلف القطاعات.
وتتميز الإمارات بأبنائها الموهوبين والمبدعين في مختلف التخصصات، حيث أصبحت حاضنة للعقول والمواهب ونموذجاً في هذا المجال، إيماناً منها بدور الشباب في التغلب على التحديات وصناعة المستقبل وتأكيد مكانتها بين دول العالم المتقدم في مختلف المجالات.
وتهدف سياسة الدولة لترسيخ أسس البيئة المثلى لتخريج أجيال جديدة من المواهب اللازمة لرفد سوق العمل باحتياجاته المتزايدة من العقول القادرة على الإبداع، وتحقيق النجاح والتميز ومواكبة التطلعات الطموحة لمستقبل التنمية الاقتصادية في الدولة.
نسرين درزي، خولة علي، أحمد السعداوي، أحمد النجار
أكد عدد من الموهوبين الإماراتيين أن الإدارة الافتراضية لاكتشاف المواهب في وزارة اللامستحيل، تحفز شباب الوطن على النجاح والتميز.
وتحدثت المصممة والفنانة التشكيلية الإماراتية عزة القبيسي، عن أهمية الإدارة، واعتبرتها خطوة سباقة ودليل نجاح السعي لإنشاء أنظمة تدعم الموهوبين، تكون أقوى بأدائها من الجهود الفردية التي كانت متبعة سابقاً.
وأكدت عزة القبيسي ضرورة تحفيز قدرات الموهوبين وحثهم على إظهار إبداعاتهم بكل ثقة، قائلة: إن الكثير من الشباب قد يفقدون حسهم الفني بمجرد عدم وجود الجهات التي تصغي لهم وتصفق لتميزهم، ومن هنا يأتي دور وزارة اللامستحيل من خلال هذه الإدارة في وضع آلية لإطلاق هذه المواهب والعمل على تطويرها. وأوضحت بأن الجيل الجديد يحتاج إلى الفرص المناسبة لتطبيق أفكاره ومنحه الهامش الضروري لتجسيد إبداعاته من خلال فتح قنوات مثمرة بين الأفراد والحكومة.
من ناحيتها، قالت إيمان الهاشمي «موهبة موسيقية مصنفة كأول ملحنة للأوركسترا بألحان كاملة من تأليفها في المسرح الوطني»، تعليقاً على إدارة اكتشاف الموهوبين: «ليس مستحيلاً على إدارة اكتشاف المواهب في وزارة اللامستحيل، اعتماد خطتها التنفيذية في تنمية المواهب الإماراتية الفذة، وتطوير المهارات الفردية لكل من ميزه الله بموهبة معينة اختص بها، وهي بذلك تؤكد أنها بالفعل وزارة تجعل من المستحيل ممكناً، بل وواقعاً ملموساً عوضاً عن الخيال وبناء القصور في الهواء، حيث تعد هذه الخطوة الطيبة أول لبنة لبناء قصور المواهب الحقيقية على أرض الوطن الحبيب، والمليء بهبة الرحمن في كل فرد. وتطمح إيمان في مسيرتها الموسيقية إلى أن تكون سفيرة الموسيقى الإماراتية إلى العالم، وتنقل من خلالها التراث والثقافة والفنون والقيم الإماراتية لكل الشعوب.
وأكدت الأديبة إيمان اليوسف أن وزارة اللامستحيل تكتب تفاصيل تجربة حقيقية ريادية في مبادئ وصلب الدبلوماسية الثقافية والتي تقودها وتتبناها الدول العظمى اليوم في العالم، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة بكل ما تخطوه ويصل بها قيادة وشعباً إلى الصدارة والمرتبة الأولى، مشيرة إلى أنها درست الدبلوماسية الثقافية في برلين بألمانيا.
وأوضحت أن الإمارات تعي هذه النقطة المفصلية جيداً وتتصرف بناء على ذلك بكوادرها وخبراتها، وصقل المواهب وتنميتها ودعمها وتمكينها خاصة في مجالات الأدب والموسيقى والإعلام، ومن هنا ترسخ الدولة لأساس من القوى الناعمة ضمن ثقافة مدروسة جديرة بتصدر سباق وركب التطور في العالم.
موهبة خاصة
الكاتبة والمحاضرة كلثم الفلاسي، شابة تتمتع بموهبة خاصة، في نشر ثقافة القراءة وحب التعلم وتكوين الشخصية، من خلال الكثير من المحاضرات المتخصصة والهادفة التي قدمتها لتعرف الجيل بمنهجية تطوير الفكر وسبل البحث عن المعلومة، والاستفادة منها، عبر ما تقدمه لفهم منهجية القراءة الصحيحة، وأسس التعاطي مع هذه الوسيلة التي يمكن وصفها بآلة الزمن فيمكن أن تعود بنا إلى الماضي لنقف على الأمجاد والأحداث التي دارت ودوّنها المؤرخون، أو تحلق بنا إلى المستقبل وعالم من الخيال عبر الروايات والحكايات، التي نسجتها عقول ألمع الروائيين والشعراء، لتقدم لنا كتباً، ينتظر أن تتحقق الفائدة منها.
وقد بدأت الفلاسي رحلتها مع القراءة وهي طفلة حيث نشأت في بيت ثري بالكتب ومحب للقراءة، وساعدتها هذه التنشئة على حب القراءة وتطوير مهارتها في الكتابة، مؤكدة أن التنشئة تلعب دوراً مهماً في تطوير مهارة الفرد وموهبته، ولذا وجدت نفسها قادرة على نشر ثقافة القراءة بين الأجيال وتحفيزهم على بناء شخصيتهم من خلالها.
وبدوره، أوضح مروان السقاف، أحد هواة التصوير المتميزين من أبناء الإمارات، أن إعلان وزارة اللامستحيل عن إدارة لاكتشاف المواهب، يأتي في إطار دعم الدولة لأصحاب المواهب في كافة المجالات ومنها مجال التصوير، وهو ما ينعكس أثره على الشباب لتشجيعهم على الارتقاء بمواهبهم ومهاراتهم، وهذا ليس بغريب على بلدنا الذي يأتي بكل ما هو مفيد ونافع لأبناء الوطن، خاصة أن الهدف هو إعداد المواهب في كافة المجالات، اعتماداً على قاعدة علمية ترتقي بمهاراتهم وتحول أصحاب المهارات إلى أصحاب إنجازات ملموسة تعود بالنفع على أنفسهم والمجتمع.
وتابع: مثل هذه الجهود تلعب دوراً مهماً في تطوير النشء والأجيال، واكتشاف المواهب والمميزات والقدرات والمهارات التي تسهم في تقديم الصورة الحضارية الراقية للدولة من خلال التصوير، نظراً للأهمية الكبرى التي صارت تحتلها الصورة في العصر الحديث، حتى إن كثيراً من وسائل الإعلام صارت تركز على الصورة أكثر مما تركز على الكلمات والعبارات الإنشائية، نظراً للتأثير الكبير للصورة وجمالياتها على الجميع.
وأشار إلى أن هذه الإدارة المميزة ستبث روح التنافس والتحدي لدى الأجيال وترسخ في نفوس الجميع أنه لا يوجد في قاموس دولة الإمارات العربية المتحدة شيء يسمى مستحيلاً، وأن كل شيء يمكن تحقيقه بالعلم والعمل.
هواية التصوير
وأشاد عبدالرحمن الحمادي، الذي يجمع بين العمل كمهندس مدني وممارسة هواية التصوير، بإدارة اكتشاف المواهب واصفاً إياها بأنها خطوة جديدة على درب الإبداع والتفوق، حيث إن دولة الإمارات تعتبر من الدول الرائدة في دعم المواهب في شتى المجالات، ومما يدل على ذلك استحداث وزارات مختلفة عن الوزارات التقليدية شكلاً ومضموناً، مثل وزارة الشباب ووزارة اللامستحيل.
وذكر أن إدارة اكتشاف المواهب تأتي في وقت مهم لاحتضان المهارات وصقلها والاستفادة منها، ومن أهمها مهارة التصوير، باعتبارها عنصراً مهماً في إبراز جماليات دولة الإمارات، مما يسهم في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية.
وتابع الحمادي، قائلاً: أتوقع أن ينعكس أثرها بشكل إيجابي، فهي تحفز الشباب على التنافس والعمل على صقل المواهب الدفينة لإبرازها في أفضل صورة.
رعاية العقول
ولفت عبدالله الكعبي، الكاتب والناشر، مؤسس معهد الرمسة لتعليم اللهجة الإماراتية، إلى أن دولة الإمارات التزمت منذ تأسيسها بدعم ورعاية العقول والمواهب الشابة في مختلف المجالات انطلاقاً من رؤيتها بأن الاهتمام بالمواطن وخدماته هو أحد المبادئ الأساسية لجميع البرامج والخطط التنموية للدولة.
وقال: «إن دعم دولة الإمارات للموهوبين لا يوجد له مثيل في مختلف دول العالم»، موضحاً أن الدولة تتقدم في مؤشر تنافسية المواهب، وثبت للعالم فاعلية وكفاءة الاستراتيجية التنموية الشاملة التي تتبعها حكومة دولة الإمارات تحت رؤية وتوجيهات القيادة، لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، فضلاً عن نجاحها في تأسيس بيئة جاذبة للمواهب، وتعد من أفضل الوجهات المرغوبة للعمل من ذوي الكفاءات العليا». وأضاف «أنا سعيد جداً بأن معهد الرمسة استقطب أكثر من 1200 طالب أجنبي لتعلم اللهجة الإماراتية فيه»، مبيناً أهمية اللهجة المحلية في تعزيز الهوية الوطنية لدى المعلم الإماراتي الذي يعتز بتدريسها.
وقال نعتزم عبر أنشطة المعهد خلال إكسبو 2020، تقديم برامج تدريبية للمتطوعين، وتمكينهم من التعامل الأمثل مع مختلف الجنسيات.
مسؤولون لـ «الاتحاد»: الإمارات حاضنة للموهوبين وجاذبة للمتميزين والمبدعين من كل أنحاء العالم
أكد عدد من مسؤولي الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، أن دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة للمواهب عبر الاهتمام بالكفاءات المحلية، وتوفير المناخ المحفز لها على الإبداع والابتكار، والانخراط بسلاسة في سوق العمل، كاشفين عن عمل الجهات الحكومية والمحلية على مستوى الدولة، خلال المرحلة المقبلة، على تعزيز ثقافة المواهب وتنمية قدراتهم من خلال وضع آليات واضحة، تتضمن مؤشرات أداء ومستهدفات ذات صلة.
وأشار هؤلاء المسؤولون الذين تحدثوا لـ«الاتحاد»، إلى أن قيادة الدولة الرشيدة تمتلك رؤية واضحة لاستشراف المستقبل من خلال الاستثمار في الشباب والكوادر البشرية الذين يمثلون ثروة الوطن، وتعمل على تنمية مهاراتهم ودعم مواهبهم، وتوفير البيئة المثالية للتطور في كل المجالات، لافتين إلى أن الدولة تسعى لترسيخ منهج متكامل لرعاية الموهوبين في مختلف الأعمار.
ونوهوا إلى أن ترتيب دولة الإمارات جاء من بين أفضل 15 دولة عالمياً في ستة مؤشرات، وهي المركز الثاني في الانفتاح على المواهب من الخارج، وهو ما يؤكد مدى اهتمام دولة الإمارات بالمواهب والحرص على استقطابها والمحافظة عليها.
وذكروا أن الدولة حافظت على مكانتها الأولى إقليمياً والثالثة عالمياً في محور «جاذبية المواهب»، وهو المحور الذي يصنف مقدرة الدول على اجتذاب أفضل المهارات من الخارج، مشيرين إلى أن المحافظة على هذا الترتيب تعود إلى الجهود التي تبذلها العديد من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية من تشريعات ومبادرات وبرامج تهدف إلى اجتذاب أفضل المواهب وأكثرها كفاءة في العديد من التخصصات والمجالات، خصوصاً التقنية والعلمية المتقدمة.
حاضنة المواهب
في البداية، أكد معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، عضو الفريق القيادي لإدارة اكتشاف المواهب بوزارة اللامستحيل، أن دولة الإمارات حاضنة الموهوبين وجاذبة المتميزين والمبدعين من شتى أنحاء العالم منذ نشأتها على يد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وذكر الفلاسي أن قيادة الدولة الرشيدة تمتلك رؤية واضحة لاستشراف المستقبل من خلال الاستثمار في الشباب والكوادر البشرية الذين يمثلون ثروة الوطن، وتعمل على تنمية مهاراتهم ودعم مواهبهم، وتوفير البيئة المثالية للتطور في كل المجالات.
وقال معاليه: «تولي دولة الإمارات أهمية قصوى لبناء القدرات من أجل تحقيق تنمية شاملة، عمادها الإنسان لصناعة الإنجاز، وتحقيق الريادة في كل المجالات».
وأضاف: «يواجه الشباب الإماراتي تحدياً يتمثل في تنامي المجتمع الإماراتي وثرائه بمختلف المواهب والقدرات من مختلف الجنسيات، وهو ما يتطلب التعلم المستمر واكتساب المهارات والخبرات وتنمية المواهب، وكذلك توفير مظلة وطنية لإطلاق مختلف البرامج والأنشطة والمبادرات الداعمة للمواهب المواطنة لمواكبة المتغيرات العالمية في كل المجالات».
وقال معاليه: «نسعى إلى ترسيخ منهج متكامل لرعاية الموهوبين في مختلف الأعمار، وتمهيد الطريق أمامهم لإعادة اكتشاف أنفسهم ومكامن قوتهم وموهبتهم لإطلاق طاقاتهم الإبداعية، وتوظيفها على النحو الأمثل، من أجل إيجاد حلول لمختلف تحدياتنا الحالية والمستقبلية، فالمواهب الإماراتية هي محرك مسيرة التنمية التي نعول عليها في خلق فرص اقتصادية جديدة، تعزز من تنافسية الدولة في كل القطاعات».
وأكد الفلاسي أن تضافر الجهود هو عنوان المرحلة، في إيجاد وسائل وأدوات مبتكرة لصقل المواهب الإماراتية، وإكسابها مهارات المستقبل، مع توفير أفضل البرامج التعليمية، وترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة بين كل أفراد المجتمع.
استراتيجية وطنية
وأكد عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، أهمية إعداد استراتيجية لاكتشاف المواهب الوطنية واستقطاب المواهب الخارجية، وإعداد منظومة عمل لرعاية المواهب، تبدأ بالتعرف على هذه المواهب من المراحل الدراسية ثم احتضانها وتنميتها واستخدامها بالشكل الأمثل، كما أكد ضرورة جعل دبي مركزاً عالمياً لاكتشاف واستقطاب المواهب، وكيفية جعل المواهب داعماً للاقتصاد الوطني. وقال: «إن إيجاد اختبار معتمد لقياس مستوى ذكاء الأفراد والتعرف على مواهبهم، أمر في غاية الأهمية من أجل التعرف على المواهب، هذا إلى جانب إجراء البحوث والدراسات لوضع الأسس السليمة والواضحة للمضي قدماً في رسم مستقبل المواهب في دولة الإمارات، وكذلك أهمية التعريف الصحيح للموهبة، وما هي المواهب المستهدفة».
وأضاف: «تولي دولة الإمارات، أهمية كبيرة للمواهب، وقد حققت المركز الأول إقليمياً والتاسع عشر عالمياً في (مؤشر تنافسية المواهب) العالمي حسب أحدث إصدار للتقرير لعام 2019 والصادر عن كلية (إنسياد INSEAD) في فرنسا».
وأشار الفلاسي إلى أنه تم تصنيف دولة الإمارات ضمن أفضل 20 دولة عالمياً في المؤشر، متصدرة منطقة دول الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا للسنة الرابعة على التوالي، وفقاً للتقرير المذكور.
وأكد مدير دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، حرص الإمارات على توفير بنية أساسية قوية وبيئة اقتصادية جاذبة للاستثمارات وقطاع تعليمي متطور ومبني على أحدث الأسس والممارسات.
اجتذاب المواهب
وأشار الفلاسي، إلى أن ترتيب دولة الإمارات جاء من بين أفضل 15 دولة عالمياً في ستة مؤشرات، وهي المركز الثاني في الانفتاح على المواهب من الخارج، والمركز الخامس في بيئة الأعمال والعمالة، والمركز العاشر في قابلية التوظيف، والمركز الـ12 في الانفتاح على المواهب من داخل الدولة، والمركز الـ13 في التعلم المستمر، والمركز الـ15 في أوضاع السوق، ما يؤكد مدى اهتمام دولة الإمارات بالمواهب، والحرص على استقطابها والمحافظة عليها.
وقال مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، إن «دولة الإمارات حافظت على مكانتها الأولى إقليمياً والثالثة عالمياً في محور «جاذبية المواهب» وهو المحور الذي يصنف مقدرة الدول على اجتذاب أفضل المهارات من الخارج».
وذكر الفلاسي، أن المحافظة على هذا الترتيب تعود إلى الجهود التي تبذلها العديد من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية من تشريعات ومبادرات وبرامج تهدف إلى اجتذاب أفضل المواهب وأكثرها كفاءة في العديد من التخصصات والمجالات، وبالأخص التقنية والعلمية المتقدمة.
وأفاد بأن أحدث هذه التشريعات تشمل اعتماد مجلس الوزراء في دولة الإمارات، برنامج التأشيرات طويلة الأمد لأصحاب المواهب والتخصصات العالمية، والتي تصل لعشر سنوات، فضلاً عمَّا تتمتع به دولة الإمارات من بنية تحتية متطورة للاتصالات والمواصلات، وتوفر الأمن والأمان، وهي عوامل تدفع إلى الاستقرار، وتتيح للمواهب والكفاءات التي تعمل في الدولة كل أسباب النجاح.
وأكد الفلاسي أن اجتذاب المواهب أمر مهم لكن الأهم من ذلك هو المحافظة على هذه المواهب وتنميتها وتطويرها حتى تستفيد منها المؤسسات الاستفادة المثلى.
بيئة جاذبة
من جهته، قال حمد عبيد المنصوري، مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، عضو الفريق القيادي لإدارة اكتشاف المواهب بوزارة اللامستحيل: «لطالما كانت دولة الإمارات بيئة جاذبة ومحفزة للمواهب، ابتداءً من نشأتها على أيدي الآباء المؤسسين وحتى اليوم ونحن ندخل عصر الذكاء الاصطناعي من أوسع أبوابه».
وأضاف: «تأتي الدراسات المعاصرة حول مهارات المستقبل في ظل الثورة الصناعية الرابعة، لتؤكد أهمية الموهبة والذكاء في تأكيد الدور القيادي للإنسان في عصر تلعب فيه الآلات والروبوتات دوراً متزايداً».
وأشار إلى أن الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات تحرص على تعزيز البيئة المواتية للابتكار والمواهب، ولدينا العديد من الأنشطة والفعاليات في هذا المسار، حيث نطبق استراتيجية للابتكار، ونشجع موظفينا على تقديم أفكارهم الإبداعية وتطبيقها.
وأكد المنصوري أن كل إنسان لديه نصيب من الموهبة في جانب معين من حياته، غير أن إبراز هذه الموهبة يحتاج إلى تفاعل إيجابي وفرص متاحة، وهذا ما نسعى لتحقيقه في الهيئة، من أجل تنفيذ أهدافنا الاستراتيجية المتمثلة في تنظيم قطاع الاتصالات، وتمكين التحول الرقمي على مستوى الحكومة الاتحادية.
وذكر أنه متابعة لهذه الجهود، وانسجاماً مع قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإنشاء إدارة افتراضية لاكتشاف المواهب بوزارة اللامستحيل، تعمل هيئة تنظيم الاتصالات خلال المرحلة المقبلة على تعزيز ثقافة المواهب في الهيئة، من خلال وضع آليات واضحة، تتضمن مؤشرات أداء ومستهدفات ذات صلة.
من جهته، قال داوود الهاجري مدير عام بلدية دبي: إن دور البلدية مهم ومحوري في استقطاب المواهب ورعاية الموهوبين، وإعداد البرامج لاستقطاب المبدعين، ليكونوا جزءاً مهماً في عملية التطوير في المرحلة المستقبلية، وقد بدأنا بالفعل نحو تنفيذ مبادرة الكفاءات المستقبلية لطلبة المؤسسات التعليمية والذي سيبدأ من تاريخ 28 من الشهر الجاري، وسيكون تركيزنا على كل ما يهم من تطوير المدينة عمرانياً وبيئياً وفي البنية التحتية.
وقالت عفراء البسطي مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال: تؤمن القيادة الرشيدة بأن المواهب في شتى المجالات هي ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها وتنميتها، فالعنصر البشري هو أهم عناصر الإنتاج ومن دونه لا تتحقق أي نهضة، مبينة أن الدولة وفرت الإمكانات اللازمة للشباب والفتيات لإبراز مهاراتهم، والوصول بها إلى العالمية.
وأضافت: تهدف سياسة الدولة إلى الاستثمار في المواطن الإماراتي والارتقاء بمعارفه في مجال العلوم والتكنولوجيا ومختلف المجالات، كما تسعى وبشكل حثيث ومستمر، إلى تعزيز قدراتها في مجال التنمية المستدامة المدعومة بالإبداع والابتكار.
ياسر وعائشة.. موهبتان تحتضنهما «أبوظبي للإعلام»
عائشة الزعابي، هي واحدة من المواهب الإماراتية الشابة، تخصصت في مجال صناعة الأفلام، ورغم أنها في الخامسة والعشرين من العمر، إلا أنها استطاعت صناعة 5 أفلام، 4 منها قصيرة، والآخر فيلم طويل، وهي أول مواطنة تعمل فيلماً تجارياً طويلاً، وكان عنوانه «وصلنا.. ولا بعد». وتعد الزعابي، أصغر مخرجة إماراتية، وكان ذلك في العام 2014 ووقتها كانت لم تتجاوز 19 ربيعاً، بفيلمها القصير الأول بعنوان: «البعد الآخر»، وشاركت بهذا الفيلم في مهرجان دبي السينمائي ونالت جائزة «أفضل فيلم إماراتي» في ذلك العام، ثم قامت بعمل فيلم قصير ثانٍ بعنوان: «إلى بيتنا مع التحية»، وشاركت به في مهرجانات عالمية، في أميركا ومصر والجزائر، وفازت به بجائزة «أفضل فيلم إماراتي» في مهرجان الشارقة السينمائي لعام 2015.
وقد قامت الزعابي بعمل فيلم عن تجربتها من كليات التقنية العليا في أبوظبي، وأسمته «ليلة في تاكسي»، وشاركت به في مهرجانات دبي والشارقة، وحصلت من خلاله على جائزة «أفضل فيلم عالمي» في مهرجان تركيا السينمائي.
وعائشة الزعابي، البالغة في الوقت الحالي 25 عاماً، هي من سكان أبوظبي، وتعمل حالياً في قناة ماجد التابعة لـ«أبوظبي للإعلام» التي احتضنت موهبتها وتعمل على تنميتها، منذ أن التحقت بالعمل بالشركة في العام 2017، ولديها حالياً برامج للأطفال على قناة ماجد. وأكدت الزعابي، أنها خلال المسيرة القصيرة في العمل السينمائي والإخراج، نالت دعماً كبيراً ومنقطع النظير من الجهات الحكومية والجهات كافة بالدولة، مدللة على ذلك بأنها أنتجت 3 أفلام من أفلامها الخمسة من خلال شركات وطنية بعضها غير مختص في المجال السينمائي، ولكن دعموها فقط، ثقة في الشباب والكفاءات الوطنية.
وأشارت الزعابي، إلى أنها تعمل حالياً على تطوير ذاتها في العمل بقناة ماجد، مؤكدة أنها تحصل على اهتمام كبير من «أبوظبي للإعلام»، حتى أنهم أعطوها تفريغاً لتصوير فيلمها، الذي يحمل عنوان: «وصلنا ولا بعدنا».
وقالت: «دولتنا تدعم الشباب، وهذه فترة ذهبية لدعم شباب الوطن، فالكل يدعمنا، لأننا شباب إماراتي، في السابق كان يحتاج المرء إلى 20 عام عمل على الأقل حتى يكون مسؤولاً أو مديراً، أما الآن، فيمكن أن تكون مسؤولاً وقيادياً في غضون سنوات قليلة جداً».
أما ياسر النيادي، من مدينة العين، فهو أحد المواهب الإماراتية الشابة أيضاً، وهو ممثل وصانع أفلام، ورصيده حالياً 6 أفلام، منها 5 أفلام قصيره وفيلم روائي طويل، ومن بين أفلامه القصيرة، فيلم بعنوان: «لال» وفيلم «روبيان» الذي شارك به في مهرجان دبي السينمائي 2016، ونال جائزة «أفضل مخرج».
كما أن من أفلامه، «هروب» ونال جائزة «أفضل فيلم إماراتي» قصير من مهرجان دبي السينمائي 2017،
وذكر النيادي، أنه حصل على الكثير من الدعم والرعاية من الدولة، حيث حصل على دعم من مؤسسة الإمارات، في العام 2009، وتمكن من إنتاج أفلامه، مؤكداً أن المشاركة في المهرجانات السينمائية تمثل جسوراً مهمة للتواصل والتعرف على الآخر. وأفاد بأنه عمل كمقدم برامج في «أبوظبي للإعلام»، وتركز معظم برامجه على الشباب وهي موجهة لهم، منها برنامجا: «شباب الدار» و«التكنولوجيا والابتكار»، مضيفاً: «أحلم بأن آتي بجائزة الأوسكار لبلادي وأسعى لذلك، وأريد أن أضع علم دولتنا الإمارات على هذه المنصة، لأنها إحدى منصات التميز».
علياء المنصوري: لا مستحيل في الإمارات
تقول علياء المنصوري الموهوبة في مجال التكنولوجيا: إن القيادة الرشيدة تدعم الموهوبين في كل مجال و«لا شيء مستحيل على دولة الإمارات في دعم المواهب الشابة وإطلاق العنان لإبداعاتهم ومواهبهم في مجال التكنولوجيا، فكل ما وصلت إليه من إنجازات محلية وعالمية كان بفضل دعم القيادة الرشيدة التي لم تبخل على تشجيع المواهب باستمرار، وكلي فخر أن أكون ضمن الكوكبة الكبيرة من الموهوبين في الدولة، حيث إن وزارة اللامستحيل تعمل على اكتشاف وتنمية المواهب».
وأشارت إلى أنه مع وجود إدارة لاكتشاف المواهب، والعمل على ابتكار الأدوات لتنمية تلك المواهب وفق رؤية مئوية الإمارات 2071 سوف يسهم ذلك في بناء قاعدة قوية في مختلف القطاعات.
يذكر أن علياء المنصوري قد فازت بمسابقة «الجينات في الفضاء»، كما انضمت إلى جامعة نيويورك أبوظبي كزميلة بحث علمي بالجامعة لمدة عامين. حيث تعمل على تطوير المهارات المخبرية، بما فيها المعارف المرتبطة بخلايا وأنسجة الثدييات والأحماض النووية الريبية وخلاصات البروتين والتصاميم الأولية وتفاعل البوليميراز التسلسلي في الوقت الحقيقي، فضلاً عن الدراسات المجهرية وتلوين الخلايا.