18 يونيو 2010 21:40
توصلت شركة موتورولا إلى اتفاق مع شركة فيريزون وايرلس (أكبر شركة اتصالات أميركية) تقوم بموجبه بترويج هواتف موتورولا التي تعتزم الشركة طرحها مستقبلا ما يعتبر تعزيزاً لموتورولا التي تسعى إلى إزالة العقبات أمام نشاطها المتعثر في مجال الهواتف المحمولة.
وتعد هواتف موتورولا الجديدة اختباراً مهماً لمديرها التنفيذي المساعد سانجاي جها الذي يريد أن يثبت أن في مقدوره إطلاق منتجات ناجحة وتحقيق أرباح بدلاً من الخسائر التي تكبدتها الشركة سابقاً، في مسعاه إلى إبراز قسم الهواتف المحمولة وقدرة القسم على العمل مستقلاً.
يراهن جها بكثافة على هواتف تعمل على برمجيات اندرويد (من جوجل) وتبيعها فيريزون وايرلس مثل هاتف درويد الذي أطلقته موتورولا في الخريف الماضي.
وكانت فيريزون وايرلس العازمة على إطلاق اثنين من هواتف موتورولا في شهر يوليو المقبل قد أنفقت 100 مليون دولار على تسويق هاتف درويد المحمول الأمر الذي عمل على زيادة مبيعات موتورولا في الربع الأول من هذا العام.
ان استراتيجية سانجاي جها تجعل موتورولا معتمدة على شركاء أكبر يعملون أيضاً مع منافسي موتورولا، ذلك أن اسم درويد التجاري لا تمتلكه موتورولا بل هو ملك لفيريزون التي كانت قد اختارت شركة اتش تي سي التايوانية لتصنيع هاتفها المتطور الحالي درويد انكريديبل الشهير، أما جوجل فقد أطلقت هاتفها عقب طرح درويد مباشرة.
ولايزال قسم الهواتف المحمولة في موتورولا يخسر ما يبلغ متوسطه 22 دولاراً لكل جهاز تنتجه مثلما فعلت شركة بالم تقريباً قبل أن ترفع الراية البيضاء وبيعها لشركة هيولت باكارد، بحسب رأي محللين.
يذكر أن موتورولا وهاتفها المحمول ستارتاك ذا الغطاء المنطوي clamshell الذي اطلق عام 1996 كانت قد هيمنت على سوق الهواتف المحمولة الوليدة آنذاك، وفي العقد التالي سبقتها شركة نوكيا بما لديها من خدمات لوجيستية فائقة وإنتاج واسع النطاق وسبقتها كذلك بعض الشركات الكورية الجنوبية المنافسة.
ومنذ ذاك تتخبط موتورولا بين نجاحات وإخفاقات، فهاتفها المحمول ريزر RASR البالغ النحافة بيع منه أكثر من 110 ملايين جهاز منذ اطلاقه عام 2004 غير ان مديرها التنفيذي ادوارد راندر لم يفلح في إنتاج أجهزة خلفا لذلك الهاتف ثم اخذت حصة موتورولا السوقية في التراجع بعد ذلك.
وكان سانجاي جها قد ربط أعمال شركته بنظام تشغيل اندرويد (من جوجل) عقب توليه إدارة وحدة هواتف موتورولا في أغسطس 2008، وكانت تلك الوحدة تخسر آنذاك أكثر من 500 مليون دولار كل ربع سنة فيما كانت تسعى بصعوبة تحديث عدد من منصات البرمجيات التي صممت كل منصة منها لتلائم شركات اتصالات معينة في أنحاء مختلفة من العالم.
وكثف سانجاي جها جهوده في تصميم أجهزة متطورة معتمدة على نظام اندرويد مستبعداً المنصات الأخرى ومتخلياً عن الأجهزة غير المتطورة تقنياً وحقق أول نجاح له من خلال هاتف درويد الذي بيع منه نحو مليوني جهاز في ربع السنة الأول ولذلك تراجعت خسائر وحدة هواتف موتورولا بالتالي إلى 192 مليون دولار من 545 مليون دولار في السنة الماضية.
غير أن قدرة جها على الاعتماد على رواج درويد محدودة بسبب أن موتورولا لا تمتلك اسم درويد التجاري، يذكر أن موتورولا أطلقت ثمانية هواتف حتى الآن هذا العام وتعتزم اطلاق نحو 12 هاتفاً آخر غير أن الأمر عائد برمته إلى فيريزون وايرلس لتحديد أي من هذه الهواتف سيحمل اسم “درويد”.
وكانت فيريزون وايرلس التي راهنت على برمجيات اندرويد (من جوجل) لتساير منافسيها ايه تي اند تي وآي فون قد رخصت اسم “درويد” من لوكاسفيلم منتجة أفلام حرب النجوم وتستخدمه لتمييز ما تطلقه من هواتف محمولة متطورة.
ويقول لويل ماكادم رئيس تنفيذي فيريزون وايرلس: “لم نفترض من البداية أبداً أنه سيكون شيئاً مرتبطا بموتورولا، لأن اندرويد هو نظام تشغيل عام، أما درويد فهو أحدث وأعظم شيء على شبكتنا.
إن قرار فيريزون وايرلس باستخدام اتش تي سي لهاتفها “درويد انكريد يبل” يوضح الصعوبات التي تواجهها موتورولا في مساعيها لتمييز ما تطلقه من هواتف محمولة معتمدة على نظام اندرويد في سوق الولايات المتحدة، في الوقت الذي يستخدم فيه العديد من منافسي موتورولا برنامج جوجل المجاني هذا، غير أن الكثير من أرباح الهواتف المحمولة تحققه أجهزة بلاكبيري وآي فون المعتمدة على برمجيات مصممة خصيصاً.
وقال جها إنه مستعد لتصنيع هواتف غير معتمدة على اندرويد ولكن ليس لديه الموارد اللازمة لذلك الآن ويضيف أنه في الوقت الحالي يحصل على ما يحتاج من أندرويد.
عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي