أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، نائب رئيس المجلس العسكري السوداني وقائد قوات الدعم السريع، أمس، أن فض الاعتصام فخ تم نصبه لقوات الدعم السريع، وأن بعض المعتصمين شهدوا بذلك، وقال حميدتي في خطاب: «نحن شركاء حقيقيون في الثورة السودانية ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وأكد أن المجلس جاهز لتسليم الحكم لحكومة تشمل جميع أطياف الشعب السوداني، وأبدى استعداد المجلس لتشكيل حكومة تكنوقراط». وأردف حميدتي: «لن نخذل الشعب السوداني، وسنحاسب المخطئ في فض الاعتصام، ولا نريد للثورة أن تنحرف عن مسارها، ونريدها أن تكون ثورة وطنية بعيدة عن المصالح، ويجب إيجاد حل لأن البلد لا يتحمل الفراغ أكثر من ذلك، ولسنا طامعين في السلطة، ولا نخشى إلا من الفوضى في السودان، وعلينا الاستفادة من الدروس التي حصلت حولنا، ومهمتنا الأساسية هي أمن السودان، وعلى الأحزاب العريقة أن تظهر وتتحمل مسؤولياتها في البلد».
وتوعّد «بإعدام» الذين قاموا بفض الاعتصام، قائلا «نحن نعمل جاهدين لإيصال الذين قاموا بذلك إلى حبل المشنقة» مشيراً إلى كل شخص «ارتكب أي خطأ أو أي تجاوز». من ناحية أخرى، نفى المجلس العسكري، إصداره أوامر بفض الاعتصام بالقوة، معتبراً أن وسائل الإعلام أوردت معلومات مغلوطة مفادها أنه أمر بفض الاعتصام في 3 يونيو الماضي بالقوة.
في هذه الأثناء، ظهر البشير لأول مرة أمس منذ إطاحة حكمه، ورجال الأمن يقتادونه إلى نيابة مكافحة الفساد للتحقيق معه، وظهر البشير في صحة جيدة يرتدي الجلباب السوداني الأبيض والعمة، وهو ما أثار تعليقات العديد من السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وشكك آخرون في أن يكون البشير موجوداً في سجن كوبر.
ووجهت النيابة للبشير تهماً تندرج تحت مواد النقد الأجنبي والثراء الحرام ومخالفة أمر الطوارئ وحيازة نقد سوداني يتجاوز المبلغ المسموح به. وتم توجيه التهم بحضور الرئيس المخلوع شخصياً وممثلي الدفاع. وقالت مصادر قوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد» إن المجلس يراهن على الانقسام والفرقة بين قوى التغيير، وإن الأيام المقبلة ستشهد تجسيراً للفجوة بين قوى التغيير. بينما أكدت مصادر حزب الأمة القومي السوداني لـ«الاتحاد» أن قيادة الحزب أكدت أنه لن يشارك في أي حكومة انتقالية يشكلها المجلس، وأن الحزب الآن يعكف على تنظيم صفوفه، وأن هذا موقف الحزب المبدئي ولن يتراجع عنه.
واستقبل الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري السوداني، أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، وقدم له شرحاً حول مجمل الأوضاع في السودان، ورؤية المجلس وتواصله مع القوى السياسية السودانية من أجل الوصول إلى توافق حول ترتيبات الفترة الانتقالية.
وأكد أبو الغيط أن هدف الجامعة العربية في هذه المرحلة التركيز على تأمين الاستقرار بالسودان، والتوصل إلى توافق داخلي فيه، وأضاف أنه يشعر بالاطمئنان والرضا، والأمل أن ينتهي الوضع في السودان على التوصل إلى توافق ينقل السودان من هذه المرحلة إلى مرحلة جديدة تؤمن لحكم مستقر ومقبول من كل أبناء السودان.